كان لي

موقع أيام نيوز

وجهها ليراها غافية كما هي ولكن شفتيها ارتسمت فوقهما ابتسامة طفيفة زادت من رجيف قلبه واشتعلت رغبته بقطف تلك القبلة منها مرة أخرى فالتف سريعا حوله بحذر وحين اطمئن لحجب الستائر لهما أعتدل ومال بوجهه نحوها ولثم شفتيها ولم يكد يبتعد بوجهه حتى ارتج بمكان صوت صفير فتجمد بمكانه لينتفض لاندفاع إحدى الممرضات نحوه وأشارت الممرضة إليه بالمغادرة ولكنه لم يستطع التحرك من مكانه ولم تمض ثوان حتى رأى طبيبها يلج ويتجه صوب فراش أمل فأخبرته الممرضة بأنطلاق صفارة جهاز مرقاب القلب المتصل بها دون سبب واضح فالټفت إليه الطبيب
وحدق به بتمعن فبادله حازم النظرات بثبات حينها سأله الطبيب بصوت هاديء
.. ممكن أفهم حضرتك قولت لها أيه أو عملت لها أيه يخلي قلبها ينبض بسرعة كدا هو أنا مش حذرتك من أي فعل يسبب لها أنفعال فالفترة دي.
أجابه حازم بصوت هاديء وهو ېحترق حرجا من داخله
.. بس أنا فعلا معملتش حاجة أنا كنت بتكلم معاها عادي وبفكرها بالحاجات اللي كانت بينا مش اكتر.
أومأ الطبيب بتفهم وأشار إليه ليرافقه إلى الخارج وقال
.. طيب أنا بقول كفايا عليها كلام تسمعه من حضرتك لحد كدا وخلي شوية كلام لوقت تاني اتفقنا.
وافقة حازم وقبل أن يبتعد الټفت نحو أمل وقال
.. هرجع لك تاني يا عمري وعايزك المرة الجاية تكوني فوقتي علشان أنت وحشتيني أكتر من نفسي.
ورغما عنه غادر حازم تحت إصرار الممرضة والطبيب ليفاجأ بوجود محمد يجلس أمام باب العناية احمر وجه حازم وخفض بصره واتجه إلى المقعد المجاور لمحمد وجلس فوقه فربت محمد فوق ساقه وقال
.. طمني أمل بخير يا حازم.
أومأ حازم بحرج وحمحم قليلا وقال
.. هي بخير الحمد لله يا عمي اطمن عليها وعموما أنا حاسس أنها بتشوف بس غلاوتها عندنا إيه مش أكتر وبكرة هترجع تنورنا من تاني إن شاء الله.
بعد مرور يومين أصر الطبيب على عدم الزيارة خلالهما ليأتي اليوم الثالث وسط حالة من التذمر الجماعي واجهه الطبيب بابتسامة وهو يقف أمامهم ويقول
.. خلاص يا جماعة الحمد لله الحالة استقرت والجسم بفضل الله قبل القلب ودلوقتي بقى مسموح بالزيارة بس مش لوقت طويل ومش عدد كبير لإن ممنوع الأجهاد تماما عليها.
أخبرهم بما لديه وعاد إلى مكتبه بعد أن طلب من إحدى الممرضات أن ترتب أمر الزيارة ليتفاجأ بأندفاع الرجال لداخل مكتبه فابتسم لهم وقال
.. مافيش فايدة كنت عارف أنكم هتهجموا على المكتب عموما أنا معاكم هجاوب على أي سؤال بس الأول أحب أشكر الأستاذ أمجد اللي من أول يوم وصلت أمل مصر كان متفق مع السفارة الألمانية ومرتب أن وقت ما تحتاج للقلب يكون موجود وبصراحة لولا اللي عمله أمل كانت حالتها هتبقى غير كدا ودا يخليني أتنقل للمرحلة التانية لكلامي قبل ما تسألوني أمل الفترة الجاية محتاجة رعاية وعناية خاصة جدا ممنوع عنها نهائي أي أجهاد كل شهر ولمدة ست شهور هتيجي المستشفى علشان تتابع بأشعة وتحاليل كاملة وطبعا زي ما أنتم عارفين أن حالة القلب عندها كانت متضخمة جدا والقلب اللي اتنقل لها لسه هياخد وقت لحد ما كل الأمور تبقى طبيعية من تاني أمل للأسف كانت مستنزفة حالة قلبها جدا وكنت مهملة صحتها لأبعد درجة خصوصا الفترة الأخيرة ودا مش كلامي دا التقرير اللي المستشفى بألمانيا بعتته لينا عن حالتها.
كاد الطبيب يستكمل حديثه ولكن حازم قاطعه وقال بجدية
.. بعد إذن عمي طبعا أنا بطمن حضرتك أن حالة أمل هيتم متابعتها برعاية متخصصة وفأفضل مستشفى بألمانيا الفترة الجاية ودا بعد ما تسمح لها بالخروج من هنا وبالسفر أن شاء الله وأنا شخصيا بوعدك أني أبعت لك كل التقارير علشان تتابع حالتها زيادة بالأطمئنان.
خلا وجه الطبيب من التعبير فرمقه حازم بقلق ليخبره الطبيب
.. أنا عارف أن هيتم العناية بأمل على أكمل وجه بس هي للأسف مش هينفع تسافر قبل شهرين على الأقل.
بهتت ملامح حازم والټفت صوب أمجد فمط أمجد شفتيه وعاد حازم ونظر إلى الطبيب بضيق وقال
.. بس شهرين دول كتير يا دكتور هي يعني مينفعش تسافر قبل كدا.
ربت محمد كتف حازم وأردف
.. على فكرة دول مش كتير يا حازم وبعدين اللي خلاك تصبر الوقت دا كله يخليك تصبر شهرين ولا تلاتة كمان بص يا ابني أنا عارف أنك مضطر تسافر علشان شغلك و...
لم يقو حازم على تحمل كلمات محمد فتبدلت ملامحه وتجهم وجهه وبادل نظره بينه وبين أمجد ليقول في نهاية الأمر
.. لأ أنا مقدرش أبعد ولا أسافر وأسيب أمل أنا هقدم أستقالتي و...
ضغط أمجد على كتفه ليلزم الصمت وأشار إلى الطبيب ليتابع حديثه فأومأ الأخير وأردف
.. معلش عندي استفسار صغير هل أمل متزوجة ولا لسه أنسة.
أجابه والدها بهدوء
.. أمل هيتكتب كتابها يا دكتور بأمر الله
خلال يومين.
حك الطبيب ذقنه ونظر إلى حازم بجدية وقال
.. لو على كتب الكتاب يبقى تمام إنما زفاف للأسف مش قبل سنة كاملة أنا من واجبي أوضح الحالة ليكم هي أمل صحيح زالت عنها حالة الخطړ لكن لسه حياتها على المحك وأدامها فترة لحد ما تبقى ترجع تمارس حياتها بشكل طبيعي.
لم يستطع أحمد كتمان ضحكته فأمام أنظاره رأى وجه حازم يشتعل فمال نحوه وقال بصوت هامس
.. شكل الدكتور عارف باتفاقك مع أمل وواضح كدا أنك لازم تستنى سنة يا حزووم. 
رمقه حازم بنظرات ڼارية ليصمت حينها تدخل أمجد سريعا وأدرف
.. متقلقش يا دكتور كل كلامك هيتنفذ بالحرف وكل واحد هيعمل المطلوب منه على أكمل وجه لحد ما حالة أمل تستقر.
شكره الطبيب لتفهمه وقال
.. عموما دي الملاحظات اللي كنت حابب أوضحها وطبعا مش هوصيكم الأهتمام بالأكل الصحي وأنها تخرج أو تقعد فجو منعش ومشمس والحياة تبقى هادية حواليها أفضل.
زفر حازم بحنق وأجابه
.. تمام يا دكتور عرفنا الوصايا وبعدين الأهم هي أمل.
بعد مرور نحو اسبوعين كان الوضع بدى يكون طبيعيا بغرفة أمل التي انتقلت إليها وكعادتهم ولج الرجال تباعا إلى الغرفة ووقف حازم لدى الباب يحدق بفراش أمل الذي تحتله والدتها من جانب وخالتها من الجانب الأخر زم شفتيه بضيق وتمنى لو يحظى بوقت خاص معها ولكن كيف وتلك العصبة لا تتركها أبدا فانزوى بمكانه المعتاد بأحد المقاعد البعيدة يتابع المناوشات التي تدور بين ضحى وخالتها ليبتسم بحزن لأبتعاده عن حبيبته وحرمانه منها لينتبه حازم لصوت محمد يقول
.. أنا مش عارف كل ما أجي وأقول هقعد جنبها أتفاجأ انكم محوطين عليها زي ما تكون هتهرب ما تفضوا المكان شوية علشان أعرف أخد بنتي فحضني ولا إيه يا ثريا أنت وأختك.
أجابته نعمة وهي تبتسم بسعادة لتماثل أمل للشفاء
.. متزعلش نفسك يا أبو ضحى تعالى أقعد مكاني شوية.
اتخذ محمد مكانه سريعا بينما جلس أمجد وأحمد جوار حازم حينها أشارت ثريا لشقيقها وقالت
.. تعالى يا أمجد أقعد جنب أمل مكاني.
حينها زفر حازم وقال بصوت عال
.. إلا مافيش حد عزم عليا حتى ولو بالكذب وقالي تعالى يا حازم أقعد جنب أمل
تم نسخ الرابط