كان لي

موقع أيام نيوز

أمل في سفرها فقد غمرتها المضيفات بالأهتمام فابتسمت وهي تسائل سرا
.. هو خالو أمجد صاحب الشركة ولا إيه دا أنا حاسة إني أميرة مش واحدة عادية مسافرة زي الباقيين.
غفت ضحى بعدما قررت أغلاق كافة صفحات الماضي الذي تحررت منه معلنة قرارها باستمتاعها بوقتها برفقة شقيقتها وخالها.
ابعدتها ضحى إنشا عنها ومررت عينيها فوق جسدها لتغمز لها بمزاح وتردف
.. بس إيه الحلاوة دي يا أمل قوليلي هي اللي تسيب مصر بتحلو كدا ولا الحكاية فيها سر. 
أجابها أمجد وهو يجذبها إليه
.. لا وأنت الصدقة اللي يجي عند خالو حبيبه بيحلو وبعدين أنت اللي ماشاء الله عليكي قمر يا بنت ثريا قوليلي إيه الجمال دا بس تعرفي إنك بقيتي صورة من ثريا وهي صغيرة.
قبلت ضحى وجنتيه وهي تبتسم بسعادة وقالت
.. بس ماما لسه صغيرة يا خالو وعلى فكرة هي لو سمعتك مش هتخلص منها وأنت مش ناقص يا خالو كفايا زعلها منك ومن بابا ومني بسبب سفري أصلها لحد ما سلمت عليها فالمطار مكنتش موافقة على سفري فهمتك معايا تكلمها وتخليها ترضى عني.
زم أمجد شفتيه وقال
.. لا ما أنا أخدت نصيبي منها لما كلمت محمد أمبارح قالت لي هفضل زعلانة منك لحد ما بناتي ترجع لحضني واللي أكد لي زعلها إنها قالت لي مش هتبعت لي الأمانة وهتحرمني منها.
ابتسمت ضحى وشبت على أطراف أصابعها وهمست
.. متقلقش الأمانة معايا.
اڼفجر أمجد ضاحكا وهو يحاول أستيعاب ما ابلغته ضحى به لتهز برأسها بقوة فعقب أمجد قائلا
.. تصدقي أنا مكنتش عارف إنها مچنونة كدا معقول بعتت معاكي علبة الحلبة طيب قوليلي إزاي سمحوا لك تعدي بيها من المطار.
بات
الموقف ساخرا فاستأذنهم أمجد لينهي إجراءات الوصول لضحى في حين اجهدت أمل عقلها لتدرك معنى تلك الكلمات وما أن وعت ما فعلته والدتها حتى علت ضحكاتها ليلتفت بعض الشباب إليها فتغضن جبين حازم وأشتعلت غيرته فمال نحوها وقال بصوت هامس
.. أمل إيه يا قلبي أنت نسيتي نفسك إحنا فالمطار وصوت ضحكتك سمع الكل عجبك كدا إن الشباب تبص عليكي.
وصلت همساته إلى سمع ضحى فعقدت حاجبيها بدهشة والتفتت إليه ورمقتها بفضول فتجاهل حازم نظراتها إليه فزمت ضحى شفتيها ووبخته قائلة
.. وأنت مالك يا أستاذ أنت أخي حرة تضحك براحتها وزي ما هي عايزة ولا أنت فاكر نفسك الوصي عليها وبعدين أنت مالك واقف لازق فيها كدا ليه بصراحة أنا مش عارفة إزاي خالو سمح لك أساسا إنك تقرب منها بالشكل دا و.
فوجئت ضحي بأحمد يقاطع كلماتها الساخطة ويحادثها للمرة الأولى وهو يسحب من بين يداها حقيبتها ويحملها عنها قائلا
.. دا حازم صاحبي وأكتر من أخويا يا ضحى وعموما كل اللي أنت عايزة تفهميه وتعرفيه هتعرفيه لما نروح ودلوقتي أسمحي لي أقولك حمد لله على سلامتك وإنك نورتي المانيا كلها.
زاد عبوسها فاجابته بلامبالاة وهي تهمل النظر إليه
.. ميهمنيش إن كانت نورت ولا منورتش.
انهت قولها وهي تجذب شقيقتها من ساعدها من جانب حازم وتحيط كتفها بذراعها بتملك وتبتعد عنهم ليعقب حازم بعصبية
.. لأ دا كدا كتير هو أنا كنت ناقصها هى كمان جرى إيه يا أحمد ما تقولها تخف علينا ولا أنت حكايتك إيه معاها بالظبط.
هز أحمد رأسه بيأس وهو يتمالك ضحكاته وقال
.. الصبر يا حازم وبعدين اللي أنت شوفته دا ميجيش حاجة جانب اللي هتعمله ضحى يا ابني دي هتطلع روحنا معاها ولا أنت مش شايف طريقتها دي معبرتنيش وبصت لي كأني حاجة شفافة وسابتني ومشت.
تنهد أحمد وهو يحاول مواساة نفسه وتبع خطوات صديقه إلى الخارج وهمس سرا
.. اتقلي براحتك يا ضحى وخلي الحساب يجمع ووقتها هتشوفي أحمد أمجد هيعمل معاكي إيه.
عاد أمجد ليرافقهم متوسطا أمل وضحى فضم كلتاهما إليه مخلفا حازم وأحمد يشتعلان بجمر الغيرة.
الفصل الثاني والعشرون. افكار جامحة .
جاهدت إيمان لتخفي عن خالد تألمها تكتم أوجاعها عنه فهي لا تريد أن تثير عصبيته عليها خاصة بعدما ازداد أنعزاله عنها ورفض طلبها أن تشاركه الغرفة فأصبح يوصدها دوما مانعا إياها من وطأها دفنت إيمان وجهها بوسادتها لتمنع صوت تألمها وأنينها من التسلل إليه وبكت وهي تلوم نفسها أنها لم تخبره بما تشعر به من ألم وثقل أسفل ظهرها وأسفل بطنها.
لم تعد تتحمل ما بها من أوجاع لتصرخ ليلا فأوقظ صوتها خالد من نومه فهرع إلى غرفتها لتصدمه رؤيتها تفترش الأرض بجسدها ووالدماء تلوث ثوبها فأنحنى حاملا إياها وهرول إلى الخارج يبتهل إلى الله أن يحفظ ابنته وإيمان سويا.
وصل خالد بإيمان إلى المشفى بمعجزة ليختطفها الأطباء من بين يداه حين لاحظوا فقدانها للوعي حينها تلفت خالد حوله لتصدمه وحدته فانهار أرضا يتمنى لو كان الجميع بجواره وبعد برهة سحب خالد هاتفه من جيب بنطاله وهاتف صديقه إيهاب رغم خجله منه ليتوسله الحضور إليه بالمشفى بعدما أخبره بخطۏرة حالة إيمان أسرع إيهاب ملبيا نداء صديقه بينما هاتف والده محمد وأخبره بما حدث.
بعد مرور ساعة تفاجأ خالد وإيهاب باقټحام ثريا ومحمد للمشفى وزلزل صوت صياح ثريا الغاضب المكان وهي تعنفه قائلة 
البنت فين يا خالد عملت فيها إيه إيه مكفكش اللي عملته فأمل ناوي ټموت إيمان كمان أنا عايزة أفهم حاجة واحدة لما أنت مش عارف تصونها كنت بتسرقها من حضڼي ليه زي الحرامي منك لله يا خالد منك لله.
كان هجوم ثريا مباغتا لخالد الذي تراجع عنها للخلف وقد ارعبه دعائها عليه فحول نظره إلى محمد لينتبه لما يقول فاعاد محمد حديثه وقال
.. الدكتور قالك إيه ممكن تفهمني ولا أنت هتفضل واقف سرحان على نفسك كدا.
فى تلك اللحظة غادر الطبيب غرفة الجراحة قلقا يقول 
.. فين جوزها.
أشار محمد إلى خالد وقال بضيق
.. الأستاذ يبقى جوزها خير يا دكتور هي مالها.
هز الطبيب رأسه بأسف وقال 
.. المدام ڼزفت كتير والضغط عندها عالي وللأسف المشمية انفصلت والجنين مش بيتحرك فلازم نعمل قصيرية فورا خصوصا إنها فاواخر السادس وإحنا محتاجين ډم حالا دلوقتي الممرضة هتطلع بعينة الفصيلة ياريت توفروا لنا ضروري أربع اكياس ډم بسرعة. 
تركهم وعاد لغرفة العمليات مرة آخرى وظهرت الممرضة بملامح أكثر قلقا فسألتها ثريا بتخوف
.. طمنيني يا بنتي .
أجابتها الممرضة وهي تمد يدها بورقة الفصيلة
.. ادعيلها يا حجة حالتها خطړ دا حتى الدكتور طلب دكتورة اطفال تقف معانا علشان البيبي.
صمتت الممرضة وتطلعت نحو خالد وقالت
.. على فكرة المستشفى هنا للأسف مفيهاش الفصيلة فمعلش حضرتك هتحاول تدور فأي مستشفى حوالينا أو أتصل ببنك الډم وتابع معاهم المهم تتصرف بسرعة بعد إذنك.
سالت دموع ثريا حزنا على ما وصل إليه حال إيمان وهمست بصوت مكلوم
.. عيني عليها قلبي مش قادر يقسى عليها رغم اللي عملته قولي اعمل ايه يا محمد انا مش عارفة اخد بعضي وامشي واسيبها ولا لساني مطاوعني اقول تستاهل ما هي مهما كان باتت فحضني وحبيتها زي بناتي يارب تسلمها وتشفيها وتم لها ولادتها على خير وعين قلبي على حمله التقيل.
لاحظت ثريا وسط دعائها جمود خالد فصاحت تنهره
تم نسخ الرابط