كان لي

موقع أيام نيوز

أتدخل فحياتها أقولك قربي منها إنتي يا ضحي وأتكلمي معاها وشوفي مالها ومتسبيهاش أصل يا بنتي كلنا هنا ولايا وطالبين من ربنا الستر.
ربتت نعمة فوق وجنتي ضحى وقالت
.. أنا هسيبك وأقوم اعملكوا أكله حلوة وإنت اتصلي هاتي الواد خطيبك تلاقي بطنه نشفت من طبيخه علي ما الجماعة ما يوصلوا. 
إرتسمت إبتسامة باهتة فوق شفتي ضحى لإنشغال عقلها بالتفكير في تلك الكلمات الأخيرة التي قالتها خالتها ليخبرها عقلها بألا تنكر أنها هي أيضا أرتبات في تصرفات إيمان الأخيرة وبكاؤها الخفي فزفرت بقلق وحدقت بساعة يدها وهي تفكر بمكانها وتأخرها خارج المنزل إلى الأن فأسرعت إلى هاتفها وهاتفتها لتخبرها إيمان بصوت جاف بأنها ستبيت لدى إحدى صديقاتها وستعود في الصباح لتحدق ضحى بهاتفها بدهشة بعدما أنهت إيمان الأتصال فجأة دون أي تعقيب أخر.
وهكذا تم عقد قران أمل وخالد في هدوء ووسط فرحة غمرت الجميع وبغياب إيمان التي لم تعلم عن الأمر شيء بعدما حرص خالد على بقائها بعيدا عنهم في تلك الليلة وما أن غادر والدي أمل رغم محاولات نعمة والفتيات ليثنوهم عن قرار العودة إلى مطروح والمبيت معهم حتى
أنتحى خالد بأمل بعيدا عن السمع وأقترب منها وهو يبتسم ويقول
.. مبروك يا أمل عمري وحياتي إنت عارفة إنك وحشتيني قوي الفترة اللي فاتت دي كان صعب عليا أشوفك بتهربي مني وخاېفة تواجهيني وحسيت إنك پتتعذبي بسبب اللي حصل بينا وبصراحة مقدرتش أتحمل إن عيني تيجي فعينك وتوطي راسك وأقف أتفرج عليكي علشان كدا عملت المستحيل لحد ما أقنعت عمي محمد إنه يوافق على جوازنا ودا علشان أثبت لك إني مقدرش أسيبك تضيعي مني.
لازالت تشعر بالضياع والتيه وعدم التصديق بأن عڈابها في الأيام السابقة لخطيئتها التي أرتكبتها أنتهى وولى بعيدا عنها فخالد بموقفه وإصراره على التمسك بها جعلها تقع في عشقه أكثر مما سبق لها ورغم تأكدها من أنها أصبحت زوجته إلا أنها تريده أن يثبت لها حقا أنها له وأنه هو حبيبها أصبح حقها تنهدت أمل وعيناها تحدق بعينا خالد تريد رغم كل شيء إشراكه في مشاعرها التي أغرقتها في البؤس طوال الأيام السابقة فخفضت عيناها حتى تتمالك شجاعتها وقالت بحرج
.. لو قلت لك إني مش مصدقة إن أتكتب كتابنا لحد اللحظة دي مش هتصدقني ولو قلت لك إني لحد اللحظة خاېفة لأكون بحلم وأفوق على كابوس إنك سبتني بردوا مش هتصدقني ولو قلت لك إن باللي إنت عملته دا يا خالد خلتني أحس إني أتولدت من جديد هتقول إني ببالغ أنا يا خالد كنت حاسة إني مېته ومش عايشة بسبب الذنب اللي قتلني وخلاني مش قادرة أسامح لنفسي إني ضعفت وعملت حاجة تغضب ربنا بالشكل دا وكنت متأكدة من إني خسرتك وخسړت أحترمك ليا زي ما خسړت أحترامي لنفسي و.
منعها خالد عن التفوه بالمزيد بوضعه أصبعه فوق شفتيها وقال
.. أوعي تقوليها يا أمل أنا أفديكي بعمري وحياتي وإحترامي ليكي هو أحترامي لنفسي يا أمل أنا مش حابب أبرر وأقولك إن اللي حصل بينا كان حاجة طبيعية لأننا منعنا مشاعرنا كتير ودي كانت أول مرة نكون فيها لوحدنا علشان كدا حصل اللي حصل بينا هو صحيح مكنش أوانه بس هقولك إني حتى لو كان حصل بينا اللي أكبر من كدا عمر نظرتي ليكي ما كانت هتقل وأحترامي ليكي كان هيفضل زي ما هو.
خفض خالد صوته أكثر وهمس
.. بس عارفة يا أمل إني مش قادر إنكر إني نفسي أعيش اللي حصل دا تاني وتاني معاكي.
أشتعلت عيناه حين أرتجفت أمل أمامه فضمھا إليه ومال نحو ثغرها وقبلها بقوة وهمس
.. إنت عارفة إن طعم شفايفك أنا مش قادر أنساه ومش عارف أعيش من غيره علشان كدا صممت إني أقنع والدك إننا نكتب الكتاب علشان مټخافيش مني ولا من وجودك معايا وإحنا لوحدنا وعلشان أبقى صريح أكتر معاكي أنا صممت أكتب كتابي عليكي علشان أقدر أكون على راحتي معاكي وإنت كمان تكوني على راحتك وتعبري عن حبك ليا من غير كسوف ولا خجل.
حاولت أمل أن تتحدث ولكنه منعها بتقبيله إياها مرة أخرى ولكنه أبتعد عنها بغته حين صدح صوت إيمان يقول بحدة
.. خالد.
في صباح اليوم التالي وبعد تلك اللحظات الرومانسية التي قضتها أمل بين ذراعي خالد والتي وئدتها إيمان بصيحتها جلست أمل فوق فراشها وهي تشعر بالسعادة والثقة والحب أستندت إلى حافة فراشها وراقبت جسد إيمان الغافي ولكنها لم تدر لما شعرت بأنها مستيقظة فنادتها قائلة
.. إيمان إنتي صاحية مش كدا.
مسحت إيمان دموعها وزفرت بسخط وحاولت أن تخفي أنفعالها وغيرتها وقالت
.. ايوة يا أمل أنا صحيت بسبب السيرك اللي منصوب برا دا.
كادت أمل تغادر فراشها وتتجه لتجلس بجوار إيمان ولكن تلك النغزة التي طعنت صدرها جعلتها تلزم مكانها فوضعت كفها فوق قلبها وأخذت تدلكه بروية فلم تنتبه لصوت إيمان الخفيض وهي تقول
.. أنا مش عارفة إزاي قدرتم تكتبوا الكتاب وأنا مش موجودة وإزاي محدش فيكم فكر فيا دا حتى مهنش عليكم تتصلوا بيا تاني وتبلغوني ولو جبران خاطر زي ما تكونوا ما صدقتم إني مش موجودة ما طبعا لازم يبقى ما صدقتم علشان مبوظش اللحظات الجميلة اللي البيه أخدك فيها فحضنه وباسك براحته أيوة ما إنت خلاص بقيتي مراته رسمي ومحدش دلوقتي يقدر يقول حاجة ولا يعترض على وجودك معاه لوحدكم ولولا إني حسيت إن في حاجة بتحصل من ورايا ورجعت كنتم خبيتوا عليا زي ما البية كان عاوز يعمل ويخبي عليا.
زفرت إيمان بضيق حين وصل إليها صوت ضحكات ضحى ونعمة فجذبت وسادتها ووضعتها فوق رأسها غافلة عن محاولة أمل لإلتقاط أنفاسها وشحوب وجهها وأستكملت همساتها الخفيضة
.. دا إحنا مش فبيت وبقينا فسيرك فعلا ما طبعا الست نعمة عاوزة تكيد فيا وتثبت لي إن أمل بقت حلال خالد ومن حقه وعاملة لهم وليمة هي مكفهاش الوليمة اللي عملتها إمبارح.
تمددت أمل فوق فراشها وأغمضت عيناها وهي ترجو تلك النوبة أن تمر وبشق الأنفس أولت
ظهرها لإيمان في نفس اللحظة التي أعتدلت إيمان بحدة وجلست فوق فراشها وألتفتت برأسها تحدق بظهر أمل بغيرة فوقفت بعصبية وأتجهت صوبها وقالت بسخرية
.. هتنامي تاني وماله أحسن ما هو ساعات نوم الظالم عبادة.
غادرت إيمان الغرفة ووقفت بمنتصف الردهة وحدقت بظهر نعمة التي وقفت تزين طاولة الطعام بكراهية فأقتربت منها وقالت
.. يعني هو حضرتك مكنش ينفع تعملي كل دا بس من غير صوت علشان نعرف ننام.
أعتدلت نعمة ورمقتها بنظرات سخط وقالت
.. تنامي إيه دا أحنا بقينا الضهر وكلها شوية وإيهاب وخالد يوصلوا ونتغدا كلنا بدري قبل ما خالد ياخد مراته ويخرجها شوية بدل الحبسة اللي كانت حبساها لنفسها.
كادت إيمان ټصفعها ولكنها تمالكت أعصابها بنفس اللحظة التي غادرت ضحى المطبخ وهي تحمل أواني الطعام وتبتسم فتلاقت عيناها بعين إيمان فسئلتها وقالت
.. مال وشك مخطۏف كدا ليه يا إيمان هو إنتي كمان أتعديتي من أمل ولا إيه.
أغمضت
تم نسخ الرابط