كان لي

موقع أيام نيوز

يا محمد أنت مش بترد عليا ليه طمني أمل وصلت بالسلامة عموما أحنا كلها كام ساعة وهنكون عندك إن شاء الله المهم طمني أتكلمت أنت وأمل.
تهدج صوت محمد وأحس بأنهياره فأجاب بصوت مهتز
.. والله يا أمجد ما قادر أتكلم وحاسس أن هيجرالي حاجة عموما لما توصلوا بالسلامة هبقى أقعد معاك وأحكي لك اللي حصل بس أعفيني دلوقتي حقيقي أنا مش قادر أقول حاجة.
ازداد قلق أمجد وعلم أن عليه أحترام رغبة محمد ولكن قلقه على أمل وعلى حالتها الصحية المتأخرة جعله يقول
.. محمد أنت قلقتني أكتر ما أنا قلقان أرجوك أحكي لي فيه إيه حصل ومال صوتك زي ما يكون مكسور كدا.
أخبره محمد كل ما حدث وكلما استمع أمجد ازداد غضبه وخوفه فكلمات أمل كانت صاډمة في حد ذاتها ومن المؤكد أن الندم يأكلها الأن تسلل إلى نفسه الضيق ولام نفسه لسماحه لها بالسفر كان عليه أن يماطلها.
انهى محمد حديثه فسارع أمجد وقال 
.. بصراحة أنا مش عارف أقولك إيه أعتذر لك بالنيابة عنها ولا أقولك خليك جانبها وخد بالك منها وسامحها يا محمد دي مهما كان بنتك وأكيد أتصدمت من اللي حصل عموما أنا مش هلومك أنك مديت إيدك عليها بس كان المفروض تسمع لها زي ما سمعت لإيمان.
أيد محمد قول أمجد وأردف
.. أنا مش عارف أزاي مديت إيدي عليها صدقني يا أمجد أنا محستش بنفسي منظر إيمان وهي طالعة تجر فرجليها وبتعيط وبتقول أن أمل أخدت خالد منها وهتخليه يطلقها ويرميها فالشارع وهتحرمها من بنتها الڠضب عماني وخلاني أول ما شوفتها داخلة وهو وراها أضربها وبعدها مفوقتش إلا لما خلصت كلامها كلامها أكد لي اللي قولتهولك يا أمجد قبل كدا أني مكونتش الأب اللي صان بناته للأسف أمل كسرتني لما واجهتني بحقيقة اللي حصل وداست على الۏجع بكل قوتها.
حاول أمجد تخفيف وقع الأمر عليه فأدرف
.. حقك عليا يا محمد أنا عارف أن اللي قالته أمل صعب وعارف أنك زعلان أكتر من نفسك علشان كدا أنا هطلب منك تسيب الأمور لحد ما تهدى لوحدها وصدقني كل اللي اتكسر هيتصلحإ شاء الله المهم بس دلوقتي لازم كلنا نفكر فأمل لازم نشوف طريقة نقنعها بيها أنها تعمل العملية يا محمد كل ساعة بتمر عليها بتزود الخطړ على حياتها عموما أنا مضطر أقفل معاك دلوقتي وهروح على
المطار وأن شاء الله ساعتين تلاتة وأكون معاك.
احتضنت ثريا ابنتها وضمتها إلى صدرها تقرأ القرآن وتملس على شعرها بعد دقائق توسطت غصة حلقها فاستسلمت للبكاء حينها تنبهت أمل واستيقظت من غفوتها وانتشلت جسدها من بين ذراعي والدتها ولاحقت بحزن دموع والدتها فهمست بصوت حزين
.. حقك عليا يا ماما أرجوك تسامحيني.
التقطت أمل يد والدتها وقبلتها لتنسال دموع الندم منها وأردفت
.. بصي لو عايزة تخصميني أنا مش هزعل دا حقك وحق بابا بس بطلي عياط.
استمر بكاء ثريا فانزلقت أمل أرضا وجلست بين قدمي والدتها وأخبرتها بصوت مهتز وهو تمنع آهاتها
.. ماما أنا حقيقي لحد دلوقتي مش عارفة أزاي الكلام دا طلع مني مش هنكر أني موجوعة بس مكنش ينفع أبدا أقولكم الكلام دا أنا عارفة أنه كان ڠصب عنك إيمان مهما كان أنت وبابا اللي مربينها وأكيد لما شوفتوها تعبانة مكنش ينفع تسيبوها لوحدها أرجوك أنسي كلامي كله وأعملي اللي أنت شيفاه صح أنا مش من حقي أمنعك عن واحدة أعتبرتيها بنتك و...
وضعت ثريا يدها المرتعشة فوق شفتي ابنتها تمنعها عن أكمال حديثها وأحتضنت وجهها بين كفيها وأردفت بصوت حزين
.. أنت اللي لازم تسامحيني يا أمل بس صدقيني يا بنتي أحنا كنا بنعمل خير ومجاش فبالنا إن الخير دا ممكن يوجعك عارفة أنا لما شوفتها فالمستشفى قلبي وجعني عليها لوحدها لا أم ولا أب حتى جوزها ما صدق ظهرنا رماها ومسألش ولما ولدت وبنتها دخلت الحضانة حسيت بكسرتها شوفت فعنينها ندم وأعتراف أن دا ذنبك ما هو صعب على أي أم تتحرم أنها تحضن بنتها ربنا ما يكتبها على حد أبدا يا أمل.
تنهدت ثريا وهي تكفكف دموع ابنتها وجذبتها لتجلس إلى جوارها وأردفت
..على فكرة أنا مش بقولك الكلام دا علشان ابرر لك اللي عملناه يمكن ناس كتير تشوف أننا أتصرفنا غلط وأن مكنش ينفع نقف جنب اللي ظلموا بنتنا بس هو زي ما قولتي أنا ومحمد أعتبرنا إيمان بنتنا والأهل يا أمل مهما أولادهم غلطوا بيسامحوا وبيغمضوا عن الغلط لحد ما الظروف والمحڼة تعدي وبعدها بيلوموا ويعاتبوا.
ضمت أمل والدتها وتنهدت پألم وأجابتها وهي تستند برأسها إلى صدرها
.. خلاص يا ماما أنا فهمت وزي ما قولت لك أعملي اللي قلبك حاسس بيه وبعدين أنا كدا كدا مضطرة أرجع مع خالو علشان أكمل دراستي وأحقق حلمي وبعدين أنا مش هقاطعكم ولا همنع نفسي عنكم يمكن مقدرش أجتمع معاها بس أنا بنتكم وهفضل ولا إيه يا سوسو.
تعلم أن ابنتها تتألم وتخفي أحساس قلبها المكروب عنها وتضحي كعادتها فقبلت جبهتها وهمست
.. ربنا ميحرمنيش منك ولا من أختك يا أمل ويارب أشوف ولادك أنت وضحى وتملوا علينا البيت بأولادكم.
مضى اليوم عليها بين فراشها وشرودها تفكر بحازم تارة وبردة فعله وبوالدها الذي أحتجب عنها زفرت پألم تشعر بأن حالة قلبها ازدادت سوء وأنها تعاني نتيجة عنادها وبعد معاناة مع النوم غفلت أمل أخيرا ولم ترى وجه شقيقتها التي جلست إلى جوارها تتأملها بحب وخوف بسبب ملامحها الشاحبة المجهدة التي ظهرت بوضوح عليها.
الفصل التاسع والعشرون.. أعترافات متبادلة.
أيقظها أصوات صخب ففتحت عينيها على مضض لتتفاجأ بشقيقتها تغفو إلى جوارها ومع جلوسها استيقظت ضحى وابتسمت بسعادة وقالت 
.. شوفتي جينا وراك نعمل إيه بقى منقدرش نستغنى عنك.
ضمتها أمل وقبلت جبينها وهمست بصوت ناعس
.. حقك عليا يا ضحى أنا أسفة حقيقي أسفة على كلامي الناشف وأسلوبي البايخ معاك ۏجعي عماني وخلاني أتهور وأتصرف بطريقة غلط و...
أوقفتها ضحى عن استرسالها وقالت
.. متعتذريش يا أمل على فكرة كلنا مقدرين الحالة اللي أنت كنت بتمري بيه.
تعمدت ضحى أن تقطع كلامها وغمزت وأستأنفت
.. هو مش كلنا على فكرة علشان في واحد برا مستحلف لك يا جميل.
ادركت أمل هويته واحمر وجهها وجاهدت لتعتدل بجلوسها ولكن وهن جسدها كان واضحا لشقيقتها التي قطبت جبهتها وتطلعت إلى ضعف أمل ومدت يدها لتساعدها دون أن تعقب فازدردت أمل لعابها وأردفت
.. أنا عارفة أنه مش هيسامحني بسهولة.
هزت ضحى رأسها بحزن وعقبت بقولها
.. سيبك من أي حاجة يا أمل وخليك فنفسك ولا أنت مش ملاحظة أنك تعبانة وأوي كمان.
همست أمل بضعف وأومأت قائلة
.. عارفة أني تعبانة بس أنا مش حابة أتسبب أقلقهم كفايا اللي عملته والكلام اللي وجعت بيه بابا وماما.
لم ينل حديث أمل أعجاب ضحى فعبست بوجه شقيقتها وقالت
.. بس هما لازم يعرفوا يا أمل مينفعش تخبي أنك تعبانة ولا أنت مش شايفة وشك وشفايفك عملين إزاي عموما هما من نظرة واحدة هيعرفوا كل حاجة.
زفرت أمل پألم وأجابت
.. عارفة يا
تم نسخ الرابط