كان لي

موقع أيام نيوز

يا جدعان.
مرت ساعات طويلة ولم يخرج أحد من غرفة العمليات ليزداد قلق محمد وثريا على إيمان فتضرعت ثريا لله أن يسلم تلك الفتاة التي ظلمتها الحياة حين وهبتها والدة بقلب جاحد رمتها بطول ذراعها خارج حياتها ولم تهتم مثقال ذرة بها لتشعر پألم حقيقي عليها كما أحست يوم رقدت أمل داخل المشفى تعجبت ثريا من نفسها كيف نسيت خلال لحظات ما تسببت إيمان به لأبنتها وها هى تقف ېقتلها القلق عليها وتدعو الله أن يحفظها ويسلمها.
غادر الطبيب أخيرا فهرعت ثريا ومحمد ووقفا أمام الطبيب بتخوف ليسأل محمد بجزع عن حال إيمان فتطلع الطبيب بحرج إليهما وقال محمحما
.. إحنا عملنا كل اللي نقدر عليه والباقي بيد الله عز وجل.
أحاط الخۏف بقلب ثريا فهمست
.. يعني إيه يا دكتور هي بنتي جرالها حاجة. 
صدم خالد بكلمات ثريا ليزيد إحساس الندم بداخله ويتآكله فكيف لثريا أن تقول ابنتها لإيمان وهي خانت ثقتهم وطعنت صديقتها بمقټل وسلبتها حبيبها زفر خالد پألم وتابع الطبيب بوجهه الجامد يقول
.. الحالة اللي عندها كانت ټسمم حمل للأسف هي أهملت فصحتها بدرجة كبيرة دا غير ضغط الحمل إحنا حاليا حطينا البنت فالحضانة بعد ما أنعشنا قلبها وهتفضل فيها بحد ما يكتمل نموها بالنسبة للمدام فالڼزيف أثر معاها جدا وللأسف أكياس الډم مكنتش كافية بالقدر المطلوب هي حاليا متعلق لها محلول فيه أكبر نسبة مسموح بيها من المسكن علشان نقلل حركتها وعلى بكرة هنبدأ نعلق لها محلول حديد علشان نعوض الډم ونرفع نسبته فجسمها فأدعولها إنها تستجيب للعلاج.
انهي الطبيب قوله واستئذنهم وانصرف
فاستندت ثريا جسدها إلى الحائط وقلبها يغص بحزنه وهمست بصوت مكلوم
.. دي صغيرة على الپهدلة دي يا محمد بس هقول إيه منه لله اللي كان السبب.
جاءت كلماتها الأخيرة وعينيها تحدق بعينا خالد ليخفض بصره خجلا وهو يدعو أن يختفي من أمامهم فأقترب إيهاب منه بعدما لاحظ كربه وربت فوق كتفه برفق وهو يدعو أن تشفى إيمان سريعا هي وصغيرتها.
وكما أخضع أمجد أمل لبرنامج ترفيهي فعل نفس الشيء مع ضحى أخذها بجولات عدة لتزور أماكن سلبتها لبها يرافقها أحمد دوما بصمته وتحديقه الغريب بها فأهمالت النظر نحوه بعدما حاصرها بنظراته في كل مكان فأشعل إهمالها وتجاهلها إياه غضبه نحوها وهو الأمر الذي جعله يعاملها بجفاء وسخرية في أي حوار يدور لتتحول هي الآخرى لترد له الصاع صاعين في كل مرة يتحدها فيها بالنظر أو بالحديث ليصبح الوضع بينهما على وشك الانفجار بينما تابعت أمل ما يدور بتعجب صامت فحالة أحمد الغريبة التي أصابته جعلتها تتسأل عما يدور بينه وبين شقيقتها فسألت حازم عما يدور فأخبرها حازم سرا بمشاعر أحمد تجاه ضحى فصدمت كليا فأحمد لم يزرهم خلال سفره إلا مرة أو مرتان فقط فكيف ومتى وقع في حبها.
حينها أصر حازم أن تعده أمل بالحفاظ على السر وعدم الأفصاح عنه وطالبها أن تتخذ موقفا حياديا في تعاملها معهما وهو الأمر الذي راق كثيرا لها فهي تدرك أن شقيقتها قد تهرب بعيدا إن علمت بشيء.
وتفاجأت أمل بأتصال مادي بها بعد مرور ثلاث أيام تبلغها بأن عليها العودة سريعا فتغيبها قد يسبب لها مشاكل عدة بدراستها فتغضن جبينها بضيق ولاحظتها ضحى وهم يتناولون الغذاء فأجابت تساؤل شقيقتها
.. معلش بقى يا ضحى أنا عارفة إنك هتسامحينى أصل أنا لازم ارجع الكلية وانتظم علشان الدراسة هنا بصراحة أصعب بكتير من مصر واليومين اللي فاتوا دول هياخدوا مني وقت كتير مذاكرة علشان اعوضهم عموما أنا عارفة إن خالو وأحمد مش هسيبوكي لوحدك وأنا هحاول بس على قد ما أقدر أكون معاكي متزعليش مني يا قمر .
أجابتها ضحى بتفهم وهي تبتسم بحرج 
.. ولا يهمك بس ابقي خديني معاك اتفرج على الكلية اللي دوشتي دماغي بيها وكمان تعرفيني على مادي اللي خطڤتك دي أنا حساها هي كمان بقت عدو ليا وعاوزة تسرقك مني.
تعمدت ضحى أن تقول كلماتها الأخيرة وهي تحدق بوجه حازم لترسل له رسالة صامتة بعيناها بأنه هو الآخر يحاول سلبها شقيقتها وأنه أحتل مكانا كبيرا في حياتها بفترة قصيرة.
وفي اليوم التالي وصل حازم إلى الفيلا متاخرا نصف ساعة فوجد أمل تقف بأنتظاره وبرفقتها أحمد لتعقد حاجبيها بوجهه وهي تخبره بسخط
.. ممكن أفهم حضرتك أتأخرت ليه هو أنت مش عارف إن عندي محاضرة بدري وبسببك الدكتور الغتت مش هيدخلني وهياخدني غياب قولي بقى أعمل إيه فيك وفالأستاذ اللي رفض يوصلني دا كمان.
أعتذر حازم منها وقال
.. معلش ڠصب عني صحيت متأخر عموما مټخافيش أنا هدخلك المحاضرة ڠصب عنه ومش كدا وبس لأ دا أنا هتكلم معاه وأطلب منه ميضايقكيش تاني يا قلبي أنا أموت أي حد يزعلك يا صغنن أنت يا حلو.
تذمرت أمل من أسلوب حازم ليلتفت عنها محدقا بوجه صديقه فسأله قائلا
.. وأنت يا عم مالك واقف كدا ليه وبعدين أنت مروحتش الشركة لحد دلوقتي ليه طالما رفضت توصل أمل.
اجابه احمد بصوت حانق
.. لا ما أنا أجازة أسبوع يا حازم وأنت يا بطل اللي هتشيل المكتب مكاني.
جاءت غمزة أحمد السرية وهو يبتسم خلسة حتى لا تراه أمل لينفجر حازم ضاحكا وعقب
.. والله ما هتجيبها لبر عموما أنا مالي خليك وجرب حظك لعلك تفلح ولو على المكتب فأنا هشيله عادي ما أنا ياما شيلتك.
أشار حازم لأمل وهو ينظر نحوها بحب
.. يلا يا أمل علشان أوصلك وأشوف الدكتور الغتت دا كمان .
استدار أحمد وعاد إلى الداخل وجلس بتوتر ينتظر ظهور ضحى وبعد مرور بعض الوقت نال منه الضيق والملل فزفر وهو يقف محدقا بأعلى وحك ذقنه وهو يفكر بحيلة ليقرر أخيرا فأسرع نحو مكتب والده وولجه ليرفع أمجد عيناه عن أوراق عمله وسأله بصمت عما يريد ليجيبه أحمد قائلا
.. بابا لو سمحت أنا كنت محتاج كتاب حلو كدا من عندك وياريت لو يكون خفيف ورومانسي يعني أختار لي حاجة على ذوقك.
ابتسم أمجد وهز رأسه موافقا وأبتعد عن مكتبه وهو يمر ببصره فوق مكتبه ليسحب أحد الكتب ومد يده به لابنه ليخطتفه أحمد منه ويسرع بمغادرة المكتب متجها إلى أعلى وما أن توقف أمام باب غرفة ضحى حتى تلقف أنفاسه وطرق بابها ليسمع صوتها يقول
.. تعالى يا خالو. 
أجالها أحمد قائلا بهدوء
.. أنا مش خالو يا ضحى أنا أحمد ممكن أدخل.
انتفضت ضحى من فوق فراشها وحدقت بباب غرفتها بأرتباك وصاحت باضطراب
.. لالا متدخلش يا أحمد وبعدين أنت عاوز إيه قصدي جاي ليه.
زفر بسخط لسؤالها وسحب نفسا قويا وهو يتمالك اعصابه وأجابها بهدوء غير ما بداخله
.. أيه يا ضحى هو أنا هقف أتكلم معاكي من ورا الباب طيب عموما اجهزي وأنزلي أنا هستناكي تحت علشان ليكي معايا حاجة عايز أديهالك.
ترك مكانه وعاد لأسفل وهو يتمتم
.. شكلك هتتعبي قلبي معاك يا ضحى وبعدين بقى ما أنا كنت مرتاح كان لازم يعني أنسحب من لساني وأخليكي تيجي وبعدين دي هوصلها إحساسي إزاي وهي مش مدياني
تم نسخ الرابط