كان لي

موقع أيام نيوز

حازم يا بابا هو اللي ميستحقش أني أخونه لأنه الوحيد اللي أثبت أنه بيحبني وعيزاني حتى ولو على حساب نفسه عارف أثبت إزاي بأنه راح للدكتور وقاله ياخد قلبه هو ويدهولي فقولي هل في حد فيكم فكر فيا زيه لأ أنتم فكرتم فإيمان المسكينة اللي عمري ما هنسى أنك ضړبتني علشانها ولو كانت إيمان صعبانة عليكم علشان أمها رمتها زمان فللأسف حضرتك بردوا رمتني لخالد ومهتمتش بيا وعلشان أريحك فأنا فعلا جيت وكنت ناوية أني أرجع لخالد علشان أرد لإيمان اللي عملته معايا بس الحمد لله فوقت لنفسي قبل ما ألوث نفسي بيهم لإنهم ميستحقوش حتى أني أبص ناحيتهم وأنهم فعلا ليقين على بعض دول يستحقوا أني أنساهم وأخرجهم برا حياتي لإن عمر خالد ما هيوصل فيوم لذرة من رجولة حازم.
استدارت وهي تكافح لتثبت أمامهم ورمت إيمان بنظرة ساخرة وأردفت
.. خالد عندك أهو أشبعي بيه علشان أنتم الأتنين من طينة واحدة الخسة بتجري فدمكم بس نصيحة مني خلي بالك على نفسك منه علشان اللي استرخص مرة بيسترخص على طول وأفتكري أني أول ما يادوب شاورت له جرى وركع تحت رجليا وصدقيني أنا دلوقتي لو قولت له يطلقك فهو هينفذ يا إيمان علشان يرضيني. 
لم يتحمل محمد سيل كلماته ابنته فأشاح بوجهه يملأه الحزن لتصطدم عيناه بعينا خالد لتتسع پصدمة ما أن رأى بداخلهما صح ظن ابنته وأنه وإن أشارت وطلبت سيلبي ويبيع تهدلت كتفاه وأحس بأن طيبته الزائدة وحسن ظنه بغيره أصابته بلعڼة فقدانه لابنته فأمل لم ترحم ضعفه وواجهته بأخطائه كاملة كشفتها ووضعتها ڼصب عينه فكيف سيفر منها ومن حصاد فعله.
لم يعد بأمكان أمل الصمود أكثر بعدما أستولى اليأس عليها أحست بأنها غريبة لا تنتمي إليهم فجالت بعينيها فوق وجوههم لتصدمها ملامح الحزن والانكسار التي صبغتهم فزفرت بضعف وهمست
.. أول مرة أحس أني مخڼوقة وأنا معاكم ومش قادرة أتنفس وحقيقي ندمانة أني مسمعتش كلام خالو أمجد ياريته معايا دلوقتي علشان يخدني من هنا.
صړخت ثريا بجزع وأنتفضت من مكانها واختطفت ابنتها بين ذراعيها وهتفت
كفايا يا بنتي الله يهديك وأخزي الشيطان وكفايا ۏجع فينا و.
قاطعها محمد بصوت منكسر قائلا
.. سيبيها تقول اللي هي عيزاه يا ثريا بنتك معاها حق فكل كلمة قالتها أنا فعلا اللي غلطت لما رميتها بأيدي لخالد وغلطت لما فكرته زي ابني هيحافظ على حرمة بيتي ويراعي بنتي.
بدت وكأنها أستعادت وعيها فأنهكها رؤيتها لوالدها بتلك الحالة للمرة الأولى ترى دموعه وتدرك أنها هي من تسببت بوجودها وصوته المنكسر هي التي دفعته ليصل إلى هذا الحد هزت رأسها وهمت بالحديث لتعتذر إليه ولكنه أشار إليها بيده وأردف
.. أنا مقدرش أنكر أني غلطت يا أمل بس صدقيني مش حازم بس اللي شاريك أنا كمان يا بنتي بحبك وشاريك ومستعد أفديك بعمري وحياتي كلها ولو حياتك واقفة على قلبي فميغلاش عليك.
أوقف محمد كلماته والټفت بوجهه نحو خالد وقال
.. أظن لحد كدا وابقى عملت بأصلي أنا ومراتي معاكم وراعيت صلة القرابة اللي بتجمعنا وبما أن الحمد لله صحة مراتك اتحسنت فلو سمحت خدها وأمشي وربنا ييسر لكم حياتكم بعيد عننا أما بنتي فأنا هعرف أداويها وأنسي غلطي فحقها.
وبخطوات منكسرة غادر خالد وبصحبته زوجته يشعر بالحيرة لألتزامه الصمت أمامهم وما أن أوصد الباب خلفه حتى صدح صوت نعمة تقول
.. يقتلوا القتيل ويمشوا فجنازته أهو دا اللي أخدناه من طيبة قلوبكم اللي ياما كتير حذرتكم منها ومكنش عاجبكم كلامي.
زفر محمد ف لسانها نعمة لم يرحم وها هي تثبت له ولزوجته أن تخوفها الأخير كان بمحله فادار بصره باتجاه ابنته ومد يده إليها ينتظر أجابتها وقرارها وخلال لحظات وقفت أما تحدق بوالدها يذكرها عقلها بطوفان كلماتها لتدرك أنها تجاوزت الحد فأحتضنت يد والدها وانحنت تقبلها وهمست پبكاء
.. ارجوك يا بابا تسامحني أنا مش عارفة أزاي قولت الكلام دا. 
عادت لتقبل يده فربت محمد رأسها ومد يده ورفع وجهها إليه وأحاط وجهها بكفيه وقبل جبهتها وقال
.. أنت اللي المفروض تسامحينا يا أمل.
تابع أمجد من مقعده حالة الاضطراب التي أصابت حازم منذ مجيئه وهو يسير بلا هوادة يشد خصلات شعره تارة ويلوم نفسه تارة ويتوعد لها حين أهداه تفكيره بمحاسبتها بصرامة الټفت نحو أمجد وصاح يخبره
.. بص يا عمي أنا بصراحة مش قادر أستنى أكتر من كدا أنا هتصل بعمي محمد واطمن منه وبعدين أنا مش فاهم إيه الحكمة اللي تخلينا نستنى ما نحجز
ونسافر أنا مش قادر أمنع نفسي أكتر من كدا وبجد مستغرب موقفك ومش فاهم حضرتك إزاي قادر تقعد هادي كدا.
يعلم أمجد مدى قلقه ولكن عليه أن يمهلهم بعض الوقت لتتصافى الأنفس دون شهود تزيد من توتر الأمر فأجاب حازم بهدوءه المعتاد
.. ما قولت لك محمد هيتصل بيا ودلوقتي لو سمحت أهدى علشان أنت بدأت توترني معاك.
جذبه أحمد ليجلسه إلى جواره فحدجه حازم بنظرات ڼارية ولكنها تلاشت ما أن لمح ضحى التي بدت شاردة وعلى وجهها إمارات الحزن فحدثها معتذرا
.. أنا أسف يا ضحى أني مراعتش أنك قلقانة بس صدقيني أمل قوية وهي أكيد بخي.
أوقف كلمته وازدرد لعابه وسألها باضطراب أوضح أنه يعاني مثلها حالة من الخۏف والقلق
.. هتكون بخير مش كدا.
ذرفت ضحى المزيد من الدموع وأومأت بصمت فزفر حازم وترك مكانه فهو فاشل في تصنع الهدوء تماما وصاح يقول
.. أنا أسف أنا مش قادر استنى سامحوني أنا هروح المطار وأشوف أي طيارة للقاهرة دلوقتي.
بدى قوله وكأنه الشعلة التي تنتظرها ضحى فكفكت دموعها ووقف هي الأخرى وصاحت
.. أنا كمان مش قادرة أقعد أنا هطلع أجيب جواز السفر وأسافر معاك يا حازم.
انتفض أحمد وأعترض طريقها وهو يحدق بها بحدة وسألها بغيرة واضحة وهو يقبض على ساعدها
.. ممكن تعيدي كلامك تاني سمعيني كدا حضرتك طالعة تجيبي إيه يلا سمعيني الأستاذة المبجلة اللي معملتش أي أعتبار لجوزها و.
جذبت يدها منه بقوة زجرته بكلماتها قائلة
.. أحمد على فكرة أنت لسه مبقتش جوزي ولا حتى بقيت خطيبي وبعدين أنا حرة أنزل القاهرة وقت ما أحب أنت مش هتحبسني ولعلمك حتى لو كنت جوزي فدا ميدلكش الحق أنك تتحكم فيا علشان لا أنت سي السيد ولا أنا هقبل أكون أمينة.
تابعهم أمجد ووقف لينهي النقاش الدائر بقوله
.. ممكن تهدوا كلكلم.
تابعته أنظارهم ليزفر أمجد بقوة وأشار إلى حازم وقال
.. أبدأ أتصالاتك وأحجز لنا على أي طيارة للقاهرة.
والټفت إلى ابنه وأردف
.. وأنت يا أحمد روح حجز كل الأوراق وعلى فكرة هتلاقي فمكتبي جواز سفر ضحى وأمل جيبهم معاك.
وأخيرا أخبر ضحى قائلا
.. وأنت يا ضحى روحي أجهزي على ما أتصل بمحمد.
لاحقته الأنظار فرفع حاجبه باستنكار وصاح بهم يقول
.. مالكم متنحين ليه يلا كل واحد يروح ينفذ اللي أطلب منه علشان نلحق نسافر.
غادرهم متجها إلى صومعته وأوصدها خلفه وهو يجري اتصاله بمحمد زفر بقلق لعدم أجابته فأعاد الأتصال عدة مرات وحين أجابه محمد أخيرا سأله أمجد بقلق
.. إيه
تم نسخ الرابط