كان لي

موقع أيام نيوز

وهي تبتسم لتلتفت إلى صوت مادي التي ودعتها وما أن جلست إلى جوار حازم حتى ازداد تعجبه وكاد الفضول ېقتله ليعرف ما حدث بينهما وكيف لأمل أن تتعامل بأريحية مع مادي هكذا زادت أمل من حنق حازم بصمتها لتضحك فجأة حين أوقف سيارته إلى جانب الطريق والټفت إليها وسألها
.. ممكن تحكي وأنا هسمعك. 
راقبت أمل ملامحه وقرأت فضوله وقلقه الكامن بداخله تدرك أنه يخشى عليها من مادي ولكنها تعلم ما بداخلها فهي باتت الأن تقرأ ما في داخل العيون بعد أزمتها الأخيرة لم تشأ أمل أن تماطله فقصت عليه ما حدث بينها وبين مادي ليعقد حازم حاجبيه ويعقب قائلا
.. على الرغم من عدم أقتناعي بكل اللي أتقال إلا إني مقدرش أتحكم فحياتك وأقولك تكلميها أو لأ دي حياتك أنت يا أمل وعايزك تختاري بنفسك من غير أي ضغط من ناحيتي على الأقل لكن نصيحة مني خلي بالك من نفسك وخليكي على حذر وبالنسبة لي أنا منسحب من الصداقة اللي بينك وبينها.
مالت أمل نحوه ورفعت سبابتها بوجهه وقالت 
.. وهو أنت تقدر تبقى بينا لعلمك أنت لو فكرت بس أعرف إنك هتبقى بالشكل دا بتخترق شرطى. 
اختطف حازم يدها وقبلها وقال وهو يحدق بعينيها 
.. وأنا مش ناسي إني وعدتك وأظنك عارفة إني قد كلمتي ولا أنت عندك شك. 
اجابته وهي تبادله التحديق
.. لا طبعا ربنا ما يدخل أي شك بيني وبينك أبدا ودلوقتي لو سمحت ممكن تسوق وتروحني أحسن أنا جعانة جدا وكمان علشان تلحق تذاكر معايا شوية. 
أجابها وهو يدير السيارة 
.. أنا تحت أمر مولاتي هي تؤمرني وأنا أنفذ.
بعد مرور بضع ساعات جلست أمل تتوسط حازم وأحمد تحمل بين يديها كتابها لتتوقف عن المطالعة حين أهتز هاتفها فالتقطته من أمامها وابتسمت ما أن قرأت اسم شقيقتها فأجابتها بغبطة قائلة
.. ضحى وحشتيني كتير قوليلي أنت عاملة إيه يا حبي. 
حاول أحمد أن يخفي ترقبه للحديث فهو ما أن قرأ أسمها حتى تنبه وشحذ حواسه ليستمع لصوت ضحى لاحظه حازم فلكزه ليهدأ وأشار إليه ليستمع لكلمات الأمل ليحاول كلاهما استشفاف اجابات ضحى حين عقدت أمل حاجبيها وسألت شقيقتها بدهشة
.. معقول يعني خلاص كدا طيب ما تفكري تاني يا ضحى وراجعي نفسك إيهاب بيحبك ومش معقول
هتضحي بحبه ليكي بسبب اللي حصل بيني وبين خالد ضحى أرجوك بلاش تخليني أحس بالذنب أكتر من كدا.
وصل أحمد إلى حد الأنفجار وقبل أن يبادر بالحديث ضغط حازم على ساعده ومال نحوه يحذره هامسا
.. أحمد أمسك أعصابك شوية وأهدا مينفعش انفعالك دا.
وقفت أمل فجأة وصاحت بصوت مټألم
.. يا ضحى أرجوك بطلي عياط طيب بصي أنا هتصل ببابا وأخليه يكلمك ما هو مش معقول هيفضل مخاصمك لازم يفهم إن اللي أنت فيه دا ڠصب عنك أرجوك يا ضحى كفايا وأرحميني أنا حاسة بالذنب إن كل اللي أنتم فيه دا بسببي أنا سامحيني يا ضحى إني بوظت لك حياتك.
سالت دموع أمل هي الأخرى فوقف أحمد فجأة وسحب الهاتف من يد أمل رغما عنها وأبتعد عن أمل التي حاولت استعادة هاتفها وقال موجها حديثه لضحى
.. ضحى أنا هبعتلك دعوة تيجي تغيري جو هنا مع أمل علشان تعرفي تحددي أنت عايزة إيه أنا مش هقف أتفرج عليكي وأسيبك مڼهارة بالشكل دا وبعدين إنت من أمته ضعيفة كدا لو سمحتي سيبك من الضعف دا ولو على عمي محمد فمتشليش هم أنا هخللي بابا يتكلم معاه ويهديه من ناحيتك.
بهتت ملامح أمل وهي تحدق بظهر أحمد وهو يتحدث لشقيقتها لتنتبه ليده التي أعادت إليها هاتفها مرة أخرى وهو يغادر المكان متجها إلى مكتب خالها وسط دهشة أمل وحازم فالتفتت أمل وقد تناست أمر شقيقتها وتبادلت النظرات مع حازم لتنتبه أخيرا لصوت ضحى يقول
.. أنت روحتي فين يا أمل وسبتيني وبعدين إنت إزاي تتكلمي أدام أحمد وتعرفيه إني سبت إيهاب وأساسا إزاي تخليه يكلمني.
أجابتها أمل موضحة 
.. محدش يعرف أي حاجة غير خالو وبعدين أحمد لسه سامع الحوار بيني وبينك دلوقتي بس تعرفي إن معاه حق يا ضحى أنت فعلا لازم تيجي هنا تقعدي شوية تهدي فيهم وتفكري براحتك من غير أي ضغط ولو قلقانة من بابا فاطمني خالة أمجد هيعرف يقنع بابا.
لم يمهل أمجد الذي انضم لى مجلس أمل الفرصة لضحى لتجيب حين قال
.. أديني ضحى أكلمها يا أمل لو سمحتي.
مدت أمل يدها بهاتفها لخالها فأخذه منها واتجه إلى مكتبه وتابعت أمل بصمت ما يدور بحيرة حتى جلوس أحمد الذي بدا على وجهه التوتر فزمت شفتيها حين لاحظت إشارة حازم لأحمد فابتعدت عنهما ليربت حازم على كتف أحمد وهمس
.. دا أنت طلعت لعيب كبير ومش سهل بقى هتجيبها هنا تفكر ولا علشان ټخطفها يا نمس.
ابتسم أحمد وقال وهو يلكزه 
.. بطل قر وادعي الأمور تمشي زي ما هي فدماغي.
بغرفتها التي طالبها بالمكوث فيها تجلس إيمان تفكر بحياتهما لا تنكر أنها تشعر بالسعادة والغبطة لإنفصاله عن أمل ولكن بإلتزام خالد لغرفته وامتناعه عن الحديث معها وأهماله لكل شيء حتى عمله بدد سعادتها وأسكن الحزن مرة آخرى لقلبها فهي تعلم إنها تسكن قلبه ولن تستطيع مهما حاولت أن تنزعها من داخله.
ينهشه الندم لا يدر كيف طاوع محمد وطلق أمل ولكن هل سيعيد الندم ما خسره رغما عنه زفر خالد بضيق وترك فراشه الذي تمدد فوقه لأيام وغادر غرفته ووقف يحدق بغرفة إيمان يفك بأمرها يعاتب نفسه لأهماله إياها فذكره عقله أكثر بحقوقها فزم شفتيه وهمس
.. أنا عارف إني لازم أديها حقها علشان مبقاش ظالم أكتر ما أنا حتى ولو كان حقها دا على حساب نفسي وقلبي ومشاعري أنا لازم أتحمل علشان مشلش ذنبها هي كمان وكمان علشان خاطر بنتي اللي جاية مفروض تيجي الدنيا ومتحسش بأي حاجة من اللغبطة اللي جوايا دي لازم تيجي الحياة وتعيش زي ما كنت بتمنى لبنتي من أمل أنها تعيش هي ملهاش ذنب فالعك اللي عملته ملهاش ذنب حياتها تبوظ بسببي. 
كاد يطرق فوق الباب ليجد إيمان تفتحه وتقف أمامه محدقة بوجهه بحب فأعتذر خالد باضطراب عن أهماله لها لتسارع إيمان قائلة
.. مش مهم أي حاجة يا خالد طالما أنا معاك. 
ضمھا خالد برفق بعدما لاحظ ضعفها وقال مكافحا ألم قلبه
.. اطمني يا إيمان خلاص مبقاش ليا غيرك بس أنا ليا طلب واحد أنا عايزك تاخدي بالك من نفسك ومن صحتك ولا أنت عايزة بنتنا تتولد ضعيفة.
اومأت برأسها وهي تندس أكثر داخل صدره فربت فوق رأسها وسألها بتيه
.. إلا قوليلي حابة تسمي بنتنا إيه يا إيمان.
ابتعدت عنه وراقبت تقاسيم وجهه لتقرأ ما يحاول أخفاءه بداخله فتنهدت بحزن وأجابته بترقب
.. هسميها نفس الاسم اللي فقلبك يا خالد هسميها أمل. 
بهتت ملامه لأجابتها فاختلج قلبه ونبض بقوة فوضعت إيمان كفها فوقه وخفضت رأسها بأسى لأدراكها أن قلبه ينبض بحب أمل ازدرد خالد لعابه وابتعد عنها موليا ظهره إليها ليقول
.. عرفتي إنها رجعت تتكلم تاني وأنتظمت
تم نسخ الرابط