كان لي
المحتويات
يغادر عاد يسأله عن حالة ابنتها فهز الطبيب رأسه بحزن وقال
.. للاسف البنت هتفضل تحت الرعاية الطبية فالحضانة لحد ما يكتمل نمو باقي أجهزتها الحيوية وبصراحة أنا مش هقدر أحدد فترة معينة لإن دي حاجة فعلم ربنا.
غادره محمد فاستقبلته ثريا بوجه قلق فابتسم يخفي توتره وقال
.. اطمني يا ثريا إيمان هتخرج النهاردة.
.. طيب وهي هتخرج تروح على فين يا محمد تفتكر خالد اللي له يومين مظهرش هيقدر يراعيها وياخد باله منها.
رغم صعوبة الأمر عليه إلا أنه أدرك أن عليه أكمال واجبه نحو إيمان للنهاية فأجابها بهدوء
.. مافيش أدامنا حل غير أننا ناخدها معانا يا ثريا يعني لو أختك هترضى تتنازل عن موقفها من ناحية إيمان وتوافق أنها تيجي تقعد فالشقة اللي كان خالد قاعد فيها الفترة اللي هنراعيها فيها يبقى هتوفر علينا مشقة كبيرة لإن أكيد إيمان هتحتاج تشوف بنتها من وقت للتاني وأكيد حد فينا هيجي معاها ماهو مش هنقدر نسيبها لوحدها فالوقت الصعب دا على الأقل لحد ما البنت تتحسن وتخرج من الحضانة ولا أنت إيه رأيك
.. طيب وأمل يا محمد لو عرفت إننا أخدنا إيمان هتقول إيه.
أطرق برأسه وهو يشعر بصعوبة المعضلة وزفر بضيق وقال
.. هنضطر نخبي ومنقولش أي حاجة لا لأمل ولا لضحى ونوصي أختك أنها متجبش سيرة للبنات.
بضع أيام مرت منذ ذلك اليوم الذي أقتاد أحمد ضحى نحو فخه تتحاشاه ضحى وصدت جميع محاولاته للحديث معها ولزمت الصمت بعدما حرصت على عدم التواجد بمفردها أمامه وها هي تحاول للمرة المليون التفكير بعقلانيه فيما حدث ولكنها لازالت تشعر بالڠضب تجاه أحمد لما فعله معها فصاحت بحدة تقول
صمتت لبرهة وهي تأكد لنفسها أنها على صواب لتعود وتنهر نفسها قائلة
.. بس أنا اللي غلطانة وغبية علشان وافقت على كلامه وكنت ساذجة وبتكلم بثقة وأنا مش عارفة إن البيه بيسجل كلامي واتفاقي معاه.
.. أعمل إيه يا ربي فالمصېبة اللي حلت عليا دي طب أروح لخالو وأقوله واسيبه هو يتصرف مع ابنه أيوة هو مافيش غيره اللي يقدر عليه وهيجبره يبطل ټهديد ولعب العيال اللي بيعمله معايا أنا أنا مكنتش عارفة أنه مچنون بالشكل دا لأ بس دا مش مچنون دا مغرور دا وقف بكل بجاحة يسمعني صوتي وبيلزمني بتنفيذ الأتفاق وقال إيه لو رفضت هيروح يبلغ عني ويقدم شكوى فيا طيب يا أحمد أبقى وريني بقى هتبلغ إزاي لما أرجع مصر وأقول لبابا هو كمان و.
.. لأ بابا إيه دا بابا لو عرف اللي حصل ممكن ېقتلني فيها هيشوفني خيبت ظنه وهيقول بنتي الكبيرة العاقلة اتصرفت بطيش وأكيد هيظن أن أنا صممت أسيب
إيهاب علشان خاطر أحمد لأ خلاص أنا مش قادرة أفكر أنا حاسة إني هتجنن من كتر التفكير أنا لازم أروح أتكلم مع خالو هو مافيش غير كدا لإنه أكيد مش هيرضيه جنان ابنه ولا هيوافق عليه.
.. شايفة أختك أمل عاملة إزاي أهي قدرت ففترة صغيرة تحول كل اللي حصل لها لدافع علشان تتغير وأتغيرت وكمان لقت اللي يعوضها ويساندها ورغم كدا لحد دلوقتي مش مصدقة نفسها وفاكرة أنها مش بتحب حازم وإن إحساسها مجرد تعود بس أنا متأكدة أنها مش بس بتحبه لأ دي بتعشقه يكفي عيونها اللي بتلمع لما بتشوفه أو تسمع صوته نظرتها أساسا متغيرة عمري ما شوفتها بتبص لخالد بصة زي دي رغم أنها كانت ظل لخالد ومش بتفارقه معنى كدا إن كلام أمل صح وإن الأساس اللي كنت فكراه متين بيني وبين إيهاب كان هش ومع أول أزمة ثقة أتهد بينا بس أنا كنت ببقى فرحانة مع إيهاب ولا أنا حبيت إحساس أنه بيحبني وأني مرغوبة بعد ما أحمد ما ما.
.. ضحى يا ضحى
انتزعها من شرودها نداء شقيقتها فالتفتت وحدقت بها وسألتها بضيق واضح
.. في حاجة يا أمل!
ابتسمت أمل ومازحتها قائلة
.. يا بنتي بقولك خالو عايزك فأوضته أصله سأل عليكي كتير ومحدش كان عارف أنت فين فقال لما تظهري نبلغك تروحي له بس واضح عليك يا ضحى إنك مش معانا خالص عموما اللي واخد عقلك وقلبك يا جميل يتهنى بيهم.
لم تدر لما زادت كلمات شقيقتها من ڠضبها فصاحت بأنفعال شديد تنهرها بصوت عال
.. إيه يا أمل الكلام الفارغ اللي بتقوليه دا عقل إيه وقلب إيه على فكرة أنا مش تافهة علشان أصدق أي كلمتين حب يتقالولي زي ناس ما عملت ولا من السهل إن حد يضحك على عقلي بكلمة بحب.
ابتلعت كلمتها حين انتبهت لشحوب وجه شقيقتها وحدتها الغير مبررة عليها ورأت الدموع تتجمع بعينا أمل فزفرت بضيق وازداد حين سمعت أمل تسألها باضطراب
.. قصدك إيه بكلامك دا يا ضحى فهميني مين اللي تافهة وبتصدق أي كلام يتقال لها قوليلي تقصدي مين بكلامك عموما أنا أسفة أني هزرت معاكي بطريقة سخيفة ضيقتك بس على فكرة كلامي مكنش يستدعي أبدا أنك تقولي الكلام دا.
ربت حازم بهدوء على يد أمل وحثها على الهدوء بعيناه بعدما ازداد وجهها شحوبا وأحست ضحى بالندم لسخافتها فهمست معتذرة بحرج
.. أنا أسفة بجد أنا مش عارفة قولت الكلام دا إزاي بس صدقيني مقصدتش يا أمل منه أي حاجة.
انتشلها صوت أمجد يناديها فانسحبت ضحى وغادرت المكان معتذرة بحرج وولجت إلى غرفته لتقف بتصلب فأمامها جلس أحمد يلهو بهاتفه فازدردت لعابها واستدارت تحدق بوجه خالها بارتباك وانتفضت ما أن وقف أحمد ورماها بنظرات تحدي جعلتها تخفض رأسها ليطالبها أمجد بالجلوس أمامه ففركت كفيها سويا ما أن سألها
.. ممكن أفهم أنت باصة للأرص ليه ما ترفعي راسك يا ضحى وتبصي لي ولا أنت بتهربي من حاجة ومش عيزاني أعرفها.
أثارت كلماته الأخيرة مخاوفها فرفعت وجهها سريعا ونظرت باتجاهه وأجابته بأرتباك
.. ه هكون بهرب من إيه يعني يا خالو على فكرة أنا أنا معملتش أي حاجة ولو حضرتك بتلمح لحاجة أحمد قالها فلازم تعرف إن أحمد أستغل الموقف واټجنن بتهديده ليا إنه هيبلغ عني.
الټفت وولاها عيناه ليزداد ارتباكها فحدق بها بسخط وحاول أن يكبح غيظه منها لتجنبها إياه طوال الأيام المنصرفة وهتفت بحنق قائلا
.. ضحى حاسبي على كلامك علشان أنا مش مستغل لعلمك أنا كررت عليك السؤال كذا مرة وأنت اللي وافقتي بأختيارك يعني أنا مأجبرتكيش على حاجة
متابعة القراءة