كان لي

موقع أيام نيوز

الحزن لديهما وتعجبهم من رفضها القاطع السماح لهما بالتحدث معها في أي شيء ورفضها الغامض لمقابلته خالد أو التحدث عنه لتزرع الشك في نفس والدها لمعرفة سر هذا التغير كانت أمل تعيش في حالة من الصراع النفسي القوي والذي أثقل كاهلها فهي فقدت قدرتها على تمييز الزمن لتشعر بهوة الأيام تبلعها وازدادت رغبتها بالهروب من تلك الحياة التى صنعها خالد وقولبها فيها والتي كان متحكما بها بشكل كامل لتتعجب كيف لها أن تكون بمثل هذه السذاجة لتنخدع فيه هو وإيمان التي أصبحت ذكرياتها معهما تجلدها وتعذبها لتطلق عنان دموعها ليل نهار فكلما نظرت حولها رأتهم لتتخذ قرارها الذي عقدت العزم عليه مهما كلفها الأمر بالهرب من كل شىء تاركة تلك الحياة خلفها تماما لتتذكر خالها أمجد المهاجر منذ سنوات طويلة لألمانيا.
ليتفاجىء والديها ذات صباح بمغادرتها غرفتها تجلس معهم لترى مدي السعادة التي رسمت على ملامحهما لمشاركتهم اليوم وحين رأت والديها كيف كانا يجلسان يحمل كل منهما الهم في قلبه ويظهر بوضوح
عليهم شعرت بالألم والأسف لعدم تقدير مدى قلقهما عليهافتنهدت وهي تفكر كيف تبلغهم برغبتها السفر إلى خالها فكتبت لهم توضح ما تريد ليأخذ والدها الورقة منها ورفع عيناه ونظره إليها وحدق بها پصدمة بعد أن قرأها فنظرت ثريا إليه بحيرة لتسمعه يقول
إنتي عاوزة تسافري لخالك أمجد بس يا بنتي هتسافري إزاي وظروفك دي إنتي عاوزة تتغربي بعيد عننا ليه يا أمل عوزة تسبينا إحنا قصرنا معاكي يا بنتي. 
شهقت ثريا واختطف منه الورقة التي سقطت من يدها بعدما قرأتها لتحدق صوب إينتها بحزن تقول
.. إيه الكلام دا يا بنتي يعني إيه تسافري إنتي واعية للي كتباه دا هو أنا ناقصة ۏجع قلب فوق ۏجعي عليكي علشان اتحرم منك هو أنا ليا مين غيرك إنتي وأختك فالدنيا دي علشان تبعدي عني يا بنتي أنا مقدرش تغيبي عني يوم دا أنا الڼار كانت واكلة قلبي عليكي وإنتي عند أختي وبيني وبينك ساعات تقومي عاوزة تسبيني ويبقي بيني وبينك بلاد.
فرت الدموع من عينا أمل بغزارة وحاولت أن تخرج صوتها ولكنها عجزت فجذبتها والدتها إليها وضمتها بقوة فأخذت تشهق پبكاء مرير ولم تتحمل ساقيها ذلك الإنفعال فأنهارت أرضا بين ذراعي والدتها ليركع والدها إلى جانبها وأحاطها هو الأخر بذراعيه وقال بصوت حاول أن يجعله ثابتا
.. أمل يا بنتي اللي بتعمليه فنفسك وفينا مينفعش صدقيني مينفعش وربنا هيحاسبك على ضعفك وإستسلامك دا وبعدين اللي إنتي فيه دا أزمة وهتعدي وبكرة ترجعي تتكلمي زي الأول وكل حاجة هترجع أحسن إن شاء الله بس يا بنتي الكلام اللي إنتي كتبتيه دا صعب علينا إننا نقبله أنا وولدتك ويمكن أنا بشكل خاص مش قادر أقبل فكرة إنك تسافري وتسيبنا وبعدين أنا مش فاهم ومن حقي إنك تفهميني إيه اللي بدل حالك بالشكل دا مش معقول رفضك للجواز يوصلك للي إنتي فيه دا كله.
أبعدها والدها عنه وحدق بوجهها الباكي فضيق عيناه وقال بصوت تشوبه الصرامة
.. صارحيني يا أمل أنا أبوكي ومهما كان اللي حصل حتي لو غلطتي فأنا وولدتك ستر وغطا عليكي أحكي لي يا أمل ومتخليش الشيطان يلعب بدماغي أكتر من كدا وإلا صدقيني هتلاقيني حد تاني عمرك ما شوفتيه قبل كدا إيه اللي حصلك فهميني بدل ما أنا عامل زي الأطرش في الزفة خصوصا بعد ما البية التاني ما صدق وهرب من بعد ما رفضتي تقابليه وهو لا حس ولا خبر منه أنا لازم أعرف هو عمل معاكي إيه طمنيني عليكي يا بنتي وإلا أقسم بالله أسافر له ويا أرجع بالحقيقة يا يبقى ظني هو اللي صح ويبقي حلال اللي هعمله فيه وفيكي. 
إتسعت حدقتيها وهي تحدق بوجه والدها المحتقن والذي تبدلت ملامحه لقسۏة لم تراها من قبل خاصة وهو يضغط بقوة فوق كتفيها فأدخل الخۏف إلى قلبها فشعرت بالضغط يزداد عليها من كل صوب فغامت الرؤية بعيناها ولاحظتها والدتها فصاحت پذعر
.. إلحق أمل يا محمد.
حملها والدها وممدها فوق الأريكة بينما هرولت والدتها وأتت بكوب من الماء وضعته بالقرب من شفتيها فأرتشفت منه قدرا ضئيلا وهي تتلقف أنفاسها بصعوبة تقابلت عينا أمل بعيون والدتها فرأت حزنها فحاولت أن تستجمع شتات نفسها وتهدأ من تسارع أنفاسها حينها نغزها صدرها بقوة فرفعت يدها بضعف ووضعتها فوق قلبها فسارع والدها وقال
.. أنا هتصل بالدكتور يجي يشوفك.
قبضت أمل على أصابعه وتمسكت بها وهزت رأسها بالنفي وأشارت لوالدتها لتأتيها بأوراقها لتدون عليها ما تريد قوله فقدمتها والدتها إليها فكتبت بأصابع مرتعشة
.. بابا أنا بخير اطمن وصدقني مافيش أي حاجة حصلت بيني وبين خالد أنا عمرى ما أغلط فحقك ولا فحق ماما ولا فحق نفسي أبدا وعمرى ما اخون ثقتك فيا ولا اخليك توطي راسك أبدا بسببي انا اللي مش عاوزة الحياة اللي انا فيها دي ارجوك يا بابا افهمني وحس بيا انا كل لحظة بتعدي عليا وانا هنا بحس اني بتنخنق وبموت انا عاوزة اغير حياتي ارجوك توافق اسافر وبعدين خالي أمجد كتير طلب منك اني اروح اعيش معاه واكمل تعليمي هناك حضرتك ناسي انه جاب لي منحة تفوق دراسي هناك لما نتيجة الثانوية طلعت وكنت مقفلة الالماني ووقتها كنت ببص تحت رجلي انما دلوقتي ممكن اغير كل حاجة فحياتي زي ما حضرتك قلت وابقي احسن وافق يا بابا ارجوك.
حولت أمل عيناها إلى والدتها وحدقت بها بأسف وهي تزفر أنفاسها وحاولت التحرك فسارع والدها بمد يده إليها وساعدها على الأعتدال فأشارت أمل إليه بأن يساعدها لتذهب إلى غرفتها تبعتهما والدتها بعيناها وهي تبكي حتى عاد إليها زوجها فنظرت إليه وقالت
.. هتسيبها تسافر يا محمد ولا هتعمل إيه البت كدا هتضيع مننا صحيح قلبي بيتقطع من كلامها بس إنت فاكر كلام دكتور حمزة تفتكر إنها لو سافرت هتتغير وتتحسن فعلا أنا مش عارفة
أفكر قولي يا ابو ضحى هنتصرف إزاي وبعدين إزاي خالد ساكت كل دا ولا حتى حاول يتصل يتكلم معاك أنا معدتش فاهمة حاجة.
جلس محمد مطرق الرأس يحاول كبح صراعه الذي جعله يتخيل أسوأ الأشياء التي يمكن أن تحدث بين إبنته وخالد فزفر وهو يستغفر ويطرد شبح إبليس من رأسه وقال
.. أنا هتصل بأمجد واحكي له وهشوف رأيه إيه الاول أما الاستاذ خالد فدا سيبيه له روقة لما اطمن علي بنتي الاول هبقى أشوف ماله هو كمان.
لم تتمالك ثريا دموعها وهي تفكر بأمل التي ستحرم منها بسفرها فربت محمد فوق كفتيها وقال
هنعمل إيه يا ثريا طالما السفر دا هو اللي هيرجع لنا بنتنا زي ما كانت يبقى لازم نوافق على سفرها ولا هنسيبها بتدبل كل يوم بالشكل دا ونقف نتفرج عليها.
اومأت لتتذكر أمر إجراءات السفر فقالت
.. محمد إحنا في حاجة مفكرناش فيها فموضوع سفر أمل دا.
قطب محمد وجهه وسئلها
.. حاجة إيه يا ثريا.
زمت ثريا شفتيها وقالت بحزن
.. إحنا نسينا إن أمل مكتوب كتابها وبالشكل دا
تم نسخ الرابط