كان لي
المحتويات
تقولي.
أغمضت أمل عيناها فها هي التساؤلات التي تمنت إلا تسمعها تلوح في الأفق ولكنها لن تجيب عنها فكتبت له لتتهرب من الحديث معه
.. معلش يا خالو انا حسه اني تعبانة عن اذنك هطلع اريح شوية وخلينا نأجل كلامنا لوقت تاني.
ابتسم امجد إزاء ردة فعلها التي توقعها منها وأدرك أن ظنون والدها محمد بأن أمل تخفي أمرا ما عن الجميع في محله فها هي تصعد إلى الأعلى منكسة الرأس لتؤكد له بأنها تحمل ألما كبيرا بداخها و تخفيه عن الجميع .
حدق حاظم بساعة يده بضيق فهو ينتظرها منذ أكثر من نصف ساعة تبدل ضيقه لعصبيه ليقنه بأنها تعمدت تأخرها وما أن رآها تسير صوبه بتمهل حتى تعاظم غضبه وصاح
.. ايه يا ماما كل دا تأخير هو أنا بس عايز أعرف إنت ليه بتتعاملي مع الحياة هنا زي ما أنت كنت عيشاها فمصر يا أستاذة الوقت هنا له أهمية كبيرة ومفروض سيادتك تتعلمي تحترمي مواعيدك دي لإن كل دقيقة مهمة وممكن تخسرك كتير لما تتأخري.
انطلق حازم بسيارته وبعد مرور قليل من الوقت سألها
هزت أمل كتفيها بأن الأمر لا يعنيها ونظرت من شباك السيارة فزفر حازم يتمتم
.. وماله خليني اسمع أنا موسيقى احسن بدل ما اخنقها ولا ارتكب فيها جناية ارحمني يارب.
صف سيارته وأشار إليها لتغادر وما أنا تطلعت أمل حولها حتى وقفت مبهورة بشكل الجامعة ومبانيها وتبعت خطوات حازم وهي تلتف حول نفسها ولم تنتبه إلى أين تسير حتى اصطدمت بجسد حازم لتوقفه المفاجيء استدار حازم حينها وتطلع إليها ساخرا وقال متهكما منها
صڤعتها كلماته وأحسته يتنمر عليها ودت لو تقفذه بما يؤلمه ولكنها أكتفت بأن زفرت بقوة معبرة عن ڠضبها وسخطها لأسلوبه الغير متحضر بالحديث معها وضړبت الأرض بقدميها أحتجاجا على تطاوله بالحديث وتناست أمل أنها لا تملك صوت فحركت شفتيها بصياح
.. أنت قليل الذوق ومعندكش لا أحساس ولا قلب أنت أنت أكتر إنسان مستفز أنا شوفته فحياتي.
رفع حازم حاجبه باستخفاف و قال
.. علي فكرة أنا بعرف أقرا الشفايف كويس يا أمل فحذاري تتخطي حدودك معايا بالكلام تاني وياريت بلاش تدوسي فدلعك الماسخ علشان أنت متعرفيش لو الوش التاني ظهر ممكن يعمل معاكي ايه علشان أنت حسابك تقل معايا وأنا مش مجبور أساعدك ودي هعتبرها أخر مرة تتجاوزي حدودك معايا بأي تصرف وخلي بالك لو حصل وبصيتي لي بصة معجبتنيش صدقيني وقتها هزعلك بجد .
احست أمل بالاحراج الشديد بسبب تعنيفه لها فخفضت عينيها تخفي تألمها عنه أستدار ليوليها ظهره من جديد وأشار إليها لتتبعه وسمعته وهو يهمهم مع نفسه بكلمات لم تتبين معناها حتى توقف أمام أحد الأبواب وطرقه وحين أتى الأذن لهم بالدخول ولج حازم وخلفه أمل بهدوء
تابعت أمل ما يحدث بين حازم ورئيس الجامعة فهو تحول إلى رجل أخر لم تره من قبل جلست مبهورة بأسلوب حديثه المنمق السلس ونظرات الاحترام المتبادلة بينه وبين رئيس الجامعة ليقف رئيس الجامعة ويلتف حول مكتبه مادا يده إلى حازم وشد عليه وهو يبتسم لتفهم أمل أنه تم قبولها في الجامعة بفضل حازم ليزداد احساسها بالاحراج منه.
بعدما انتهت المقابلة وغادروا مكتب رئيس الجامعة أوقفها حازم ونظر إليها محرجا وقال
.. أمل أنا آسف معلش كلمتك بطريقة بايخة ممكن متزعليش مني بصي أنا لاحظت أنك معجبة بالمباني بتاعت الجامعة علشان كدا هاخدك فجولة تتفرجي على المباني براحتك وأعتبرها عربون أعتذار مني ها موافقة.
ابتسم لها ومد يده يصافحها ولكنها لم تمد يدها ووقفت تنظر له مستغربة تحوله معها فحركت شفتيها بالاعتذار منه أيضا ازداد حرجه لعدم مصافحتها له فتغضن جبينه وأخبرها
.. تصدقي إن دي هتبقى أخر مرة أمد لك ايدي يلا اتفضلي أدامي علشان نخلص الجولة .
في القاهرة كان الحال يتجه من سىء إلى اسوأ فبعدما انتهت فترة الامتحانات فاجأت ضحى ونعمة برغبتها في السفر إلى مطروح لزيارة والدتها لتغادرهم دون أي توضيح أكثر وسط دهشة ضحى ونعمة فقالت نعمة بعدما اختفت إيمان من امامهم وكأنها لم تكون موجودة
.. اقطع دراعي إن البت دي وراها مصېبة وهي ولا هتلاقيها راحة لامها ولا نيلة بصي أنا هتصل بثريا واخليها تشوف الموضوع دا إيه أيوة أصل أنا مش ناقصة ۏجع دماغ طالما انتم مش مصدقين احساسي اللي عمره ما خاب أبدا ودايما بيكون صح.
وقفت ضحى تستمع لخالتها وقد أثارت الكلمات ظنونها فأخذت تفكر بريبة فهي تعلم أن ايمان لم ترى والدتها منذ اعوام فلما فجأة خرجت منها هذه الرغبة .
أما ايمان فتبعت مخطط خالد بعدما أخبرها بأنه أتم نقل أوارقها بالكامل إلى جامعة الأسكندرية وأنه أستأجر لهما شقة بجوار الجامعة ليسهل عليها الأنتقال في يسر ورغم سعادتها لأبتعادها عن عينا نعمة وضحى إلا أن حزنها ازداد بداخلها فالحياة بينهما اصابها الركود والجمود فأصبحت معاملته معها جافة احيانا كان يطلق لغضبه العنان ويحاسبها هي على كل ما حدث خاصة بعدما اصبحت إيمان تذكره بشده بمدى خسارته أما داخل قلب إيمان فكانت تراه يتابعها بعيون حبه لأمل فأدركت بأنه يراها بدلا منها رغم كل ما تبذله من مجهود معه ومحاولاتها الدؤب لإسعاده وتعويضه عن خسارته لكنه لم يغفر لنفسه أو لها لحظة الضعف التي أوصلته ليتمم زواجه منها رسميا فباتت إيمان الحمل الثقيل الذي يحمله فوق أكتافه وزاد ألمه رؤيته لوهنها بسبب حملها الذي زاد تعبه وثقله عليها يوما بعد يوم ليزيد شعور الاسف بداخله لتحميله اياها عاقبة الامر.
كل هذا لم يكن شيئا إزاء ندمه لتهربه الدائم من محادثة والد أمل فهو يعلم علم اليقين أنه يريد أن يستفسر عن كل شيء.
توقفت إيمان عن ترتيب غرفته ونظرت لخالد الذي جلس منكس رأسه كعادته شاردا عنها واقتربت
متابعة القراءة