كان لي

موقع أيام نيوز

إنك فعلا تتكسف وكان مفروض كاس المية بدل ما يقع على الترابيزة كان يقع علي راسك علشان تفوق لنفسك وتبطل تعمل حركاتك دي واضح كدا أنك مش عارف أنت بتتعامل مع مين أنا يا أستاذ ابقى قريبة صاحبك مش صحبتكأنت.
أوقف حازم كلماته وتبع قوله بالفعل فأحتض يدها ووضع الاخرى خلفها دون أن يلمسها وتحرك معها بانسيابية وأكمل كلماته بهمس
.. شوفتي أنا لا لمستك ولا تجاوزت حدودي معاكي.
أطاح بڠضبها وأختطفها حازم إلى عالم أخر حاول عقلها تذكيرها بأن ترفض خوض التجربة معه فهي ألقت بوجهه بكلماتها الصارمة لتجعله يعود ويحدثها بجفاء ويبتعد عنها ولكنها لم تفلح فقد تبادل حازم معها الأدوار سلبها تعقلها فاستسلمت طواعيةوقبيل توقف الموسيقى ضج المكان بصوت تقول
.. زومتي ياي شو حلوة هالصدفة حبيبي.
صفع صوت مادي أذن أمل فأعادت إليها كامل وعيها الذي سلبها حازم إياه فضغطت أمل دون أنتباه على يد حازم پغضب وأغمض حازم عيناه ولعڼ مادي في سره لمقاطعتها إياهم لينتبه لضغط أمل الغاضب فنظر إليها ورأى ڠضبها يشتعل بداخلها لم يدر أيشعر بالسعادة أم بالخۏف ولكن حيرته لم تدم طويلا حين تطفلت مادي وجذبته مبعده إياه عن أمل وأحتضنته وقبلته بجرأة وهي ترمق أمل بنظرات تحدي.
توهج وجه أمل بلهيب الڠضب ورفضت أعترافها السري بالغيرة فأنسحبت سريعا من أمامه وقد تجمعت الدموع داخل عيناها وخلفت حازم بمفرده ليصبح فريسة سهلة بين يدا مادي التي
ما أن ولجت المرحاض حتى أطلقت أمل العنان لدموعها فأغمضت عيناها هربا من تشوشها فأحداث الليلة أحيت ذكرى تلك الليلة ازداد طنين أذنيها وتسللت كلمات إيمان حبها لخالد زواجهما العرفي حملها معاشرته لها كل ليلة لقد عاد ماضيها كابوسا حيا يفترسها فمادي بنظراتها أعلنت عن ملكيتها لحازم وأكدها هو حين استسلم ولم يمنعها ضغطت أمل فوق شفتيها تكتم صړخة الألم التي تجمعت بداخلها فهي ولوهلة أحست بأن لها الحق بالحياة ولكن أي حياة تلك وهي لازالت على ذمة الماضي لقد وئدت مادي حلمها كما قتل خالد أي حق لها بالحياة.
أشتعل صدر أمل بالألم فأحست بأنفاسها تتمزق باتت تشهق بقوة لتتلقف أنفاسها مدت يدها تبحث عن داعم لجسدها المترنح فتمسكت بحافة الحوض طالعتها صورتها بالمرآة فازداد تألمها حين أتخذت شفتيها لون الزرقة بدلا من حمرتها ازداد دوارها وتعالت شهقاتها ودموعها ولاحظتها إحدى السيدات فاقتربت منها تساندها لتجلسها على مقعد جانبي وسألتها
.. ما بك صغيرتي أنت لا تبدين بخير أخبريني أيرافقك أحدهم أم أنت هنا بمفردك.
بحثت أمل عن هاتفها فتذكرت أنه بحقيبتها فوق الطاولة أحست المرأة بأن هناك خطبا ما فشحوب أمل أخافها كثيرا حينها أندفعت المرأة إلى الخارج وصاحت تطلب المساعدة ولم يتوان حازم عن أقتحام المرحاض فهو ترك مادي فور أختفاء أمل بداخله ووقف بالقرب منه ينتظر خروجها سكن قلبه الړعب حين رأى وجهها بشحوبه الغريب وزرقة شفتيها فحملها دون تفكير ليسود الصمت بقاعة المطعم حينها انتبه أحمد إلى ما يدور حوله فانتفض حين وقعت عيناه على حازم وأمل بين ذراعيه فأختطف حقيبتها وهاتفه وأسرع خلف حازم ليدركه أمام سيارته فسأله پخوف
.. مالها أمل يا حازم إيه اللي جرالها فهمنى حصل ايه .
أجابه حازم بقلب يرجف
.. مش وقته يا أحمد أرجوك سوق بسرعة على أقرب مستشفى خلينا نلحقها.
تجاوز أحمد إشارات المرور ولم يتمهل حين تعالت صفارة سيارته الشرطة وطاردته حتى صف سيارته أمام المشفى غادر حازم وحمل أمل فأسرع إليه أطباء الطوارئ وأختطفوا أمل من بين يداه تبعه أحمد ولكنه تفاجئ بالعديد من رجال الشرطة يحيطون به هو وصديقه فالټفت حازم إليه يعتذر بندم لما آلت إليه الأمور ولم يفلح أحمد فأقناع الشرطة بسبب تجاوزهم للأشارات وعدم التوقف ورفض الشرطي أن يمهلهم الوقت للاطمئنان على أمل وحين ادرك أحمد بأن الوضع تأزم كليا خفض رأسه وقال
.. مافيش فايدة لازم بابا يعرف.
تم التحفظ عليهم بقسم الشرطة القريب من المشفى وجلس كلاهما يغمرهما الشعور بالقلق فأمل بالمشفى بمفردها وأمجد بطريقه إليهما ولن يرحمهما أحد من بطشه بسبب ما أصاب أمل.
مرت ساعة تلو الأخرى وهما داخل الحبس المؤقت نهش الألم والحزن قلب حازم تمنى لو يتركه الشرطة ليذهب إليها ويجلس بجوارها ليطمئن عليها ولكن كيف بأي حق وأي وجه وهو سبب ما حدث لها وكما زاد ندم حازم ازداد ندم أحمد لأنشغاله بهاتفه عن أمل ونسيانه وصية والده وللمرة الأولى توجس أحمد من ردة فعل والده خاصة لتأخر والده المتعمد بالمجيئ إليهم لينتفض كلاهما حين ضج المكان بصوت أمجد الغاضب يقول
.. بقى هى دي الطريقة اللي حافظتم بيها على الامانة اللي طلبت منكم تصونوها بس عارفين أنتم مش غلطانين أنا اللي غلطان علشان أفتكرت إني سلمتها لرجالة هيعرفوا يخدوا بالهم منها وهما طلعوا شوية عيال.
استنكر أحمد أهانة والده فهم بالأعتراض ولكن نظرات أمجد الغاضبة التي حدجه بها جعلته يلزم الصمت وينكس رأسه خزيا حين أضاف
.. أنا مش عايز أسمع صوتك نهائي يا أستاذ يا محترم ولا حتى أشوف وشك بعد ما أخرجك أنت والبيه من هنا وحسك عينك أنت ولا هو تقربوا من المستشفى فاهمين.
لم يتحمل حازم قرار منعه من الذهاب إلى المشفى فوقف أمام أمجد وقال
.. عمي أنا أسف بس أنا مش هقدر مروحش المستشفى أطمن عليها أرجوك أنا موافق أن حضرتك تتصرف معايا بالشكل اللي يرضيك بس سبني أروح أطمن على على أمل. 
كظم أمجد غضبه وأنهى أجراءات الأفراج عنهم وأهمل النظر إليهم وغادر متجها إلى المشفى ولج إلى غرفتها التي طلب من طبيبها أن يبقيها بداخلها وأحكم أغلاق الباب خلفه ليمنعهم من الدخول إليها وجلس بالقرب منها يتذكر تلك اللحظات التي تلت أتصال أحمد به لم يدر أمجد كيف أصبح داخل المشفى لقد قاد سيارته بسرعة چنونية وهرول لغرفة الطوارئ
في نفس توقيت مغادرة الطبيب للغرفة فأوقفه أمجد وسأله عن حالة أمل فأجابه الطبيب بهدوء ليهديء من روعه
.. اطمن هي بخير ما أصابها هو ضغط زائد واجهاد فقط تحتاج إلى الراحة ثم مراجعة لطبيبها المعالج لتتابع خطة علاجها.
حين هدأت ملامح أمجد أضاف الطبيب قائلا
.. أريد أن أعلم منك اسم طبيبها المعالج لأرجع معه برتكول العلاج الخاص بها فحالة القلب لديها تحتاج إلى عناية خاصة حتى تتم خطوة التدخل الجراحي. 
أخبره أمجد بحزن بأنها ترفض متابعة العلاج فزم الطبيب شفتيه وهز رأسه بأسف وقال
.. لا أنصح بتشجيعها على ذلك فحالتها حرجة إن أهملت عن تعمد أرجو أن تحاول أقناعها بتقبل العلاج لتنقذ حياتها.
زفر أمجد وهو يتطلع إلى وجه أمل الشاحب وجسدها المتصل بأحد أجهزة تنظيم عمل القلب لتحتاجه مشاعر الأسف تجاه طفلته الصغيرة التي قرأ بعض ما دونته في مذكراتها فعزم على استكمال قراءة مذكراتها لعله يصل إلى معرفة سبب رفضها للعلاج.
وبخارج غرفتها وقف حازم يأكله القلق فرفض أمجد أشعل غضبه وغيرته عليها طرق باب الغرفة للمرة المائة ليفتح أمجد له ووقف يتطلع له بحدة وقال
.. هو
تم نسخ الرابط