كان لي

موقع أيام نيوز

بنتي مش عاوزة تعيش.
أغمض عيناه وهو يكتم أنفاسه حتى لا تفضحه صيحة الألم التي غصت بصدره فالندم ينهش قلبه بقوة والأن زاد الأمر ليصبح أشد وطأة فردد بهمس
.. أمل مبقتش تتكلم مش معقول.
تخبطت الأفكار برأس خالد لا يدري ماذا عليه أن يقول ليجيب على تلك التساؤلات ليفطن عقله في نهاية الأمر أن عليه أن يفكر كأمل ليخرج من دائرة الإتهام ويبتعد عن هجوم الجميع
عليه فأغمض عيناه وهو يدعو الله بألا يتركه وحده في هذا التيه فتلقف نفسا عميقا وتسلح بخبرته بطرق تفكير أمل وهو يؤكد لنفسه بأن أمل نفسها ستقول تلك الكلمات إن سئلت فقال
.. بصي يا أمي أنا هقولك الحقيقة كاملة علشان تعرفي وترتاحي بس أنا عاوزك تفهمي إن أنا نفسي مش عارف أخد أي قرار.
تابع خالد بعيناه حيرة ثريا فأكمل قوله
.. حضرتك عارفة الضغوط اللي مرت بيها أمل من أول ما دخلت الكلية الكلية للأسف صعبة وفي شكاوي كتيرة بسبب معاملة الدكاترة للطلبة دا حاجة الحاجة التانية وهي إن أمل أتحدت نفسها والكل بأنها لازم تبقى أول الدفعة ودا خلاها تبقى تحت ضغط كبير فأهملت فحياتها ويمكن أهمالها دا طالكم لما بطلت تتصل بيكم وحضرتك كمان ممكن تسئلي خالة نعمة عن أمل كانت عاملة إزاي الفترة اللي فاتت دي كانت مانعة الأكل عن نفسها وبتنسى بالأيام ومكنتش بتنام أما الحاجة التالتة وهي إنها مكنتش تعرف أي حاجة عن ترتيبي لكتب الكتاب والجواز وهي أتفاجأت بالموضوع وحسيت من ردة فعلها إنها مكنتش حابة إني أخد الخطوة دي دلوقتي أعتبرتها ضغط من ناحيتي وأجبار علشان أخليها تزود أهتمامها بيا بعد ما أهملتني وتفسيري إن أمل الضغوط كلها أتكاتلت عليها فوقعت مرة واحدة من غير أي إنذار.
أدرك خالد من عينا ثريا بأنه سار على الدرب الصحيح فتعابيرها أكدت له بأنها صدقت كلماته وتفسيره وتقبلته فأشاح بعيناه سريعا عنها وقال
.. ودلوقتي يا أمي كل اللي أنا عاوزك تعرفيه بأن عمري ما هقدر على خسارة أمل أبدا ولا على فراقها حتى لو هي عاوزة أنا مش هقدر أجبرها عل حاجة لكن اللي متأكد منه إني ھموت لو أمل مكنتش فحياتي.
وقفت ثريا سريعا وضمته إليها وقالت
.. ربنا يحفظك يا خالد ويحفظ أمل وميحرمكش من بعض أبدا وإن شاء الله أمل هترجع أحسن من الأول وهتنورنا من تاني يلا أنا هسيبك تريح وتشوف اللي وراك بس متنساش يا خالد موضوع إيمان زي ما قولت لك.
ازدرد خالد لعابه وقال ليطمئنها
.. مش هنسى يا أمي أنا هشوفها هي فين وهطمنك.
بالمشفى أستيقظت أمل وفتحت عيناها فرأت حمزة ومعه طبيبة أخرى تقف إلى جواره وتبتسم بوجه بشوش والتي ما أن أدرك بأستيقاظها أتجهت صوبها وقالت
.. ازيك يا أمل أحب أعرفك بنفسي أنا الدكتورة هالة ومش هقولك إني جيت أتعرف عليكي لما سمعت من الممرضات عن شجاعتك وإنك أتعافيتي من جلطة لأ أنا هقولك الحقيقة على طول وهي إن الدكتور حمزة طلب مني أجي أتكلم معاكي فياترى هتسمحي لي ولا هترفضي.
أعجبت صراحة هالة أمل فاومأت في حين تقدم منها حمزة وأخذ يفحصها فأضافت هالة قائلة
.. أنا عرفت إن في مشكلة فالأحبال الصوتيه عندك تقريبا كدا بسبب الخراطيم اللي أستعملوها علشان المنظار عموما هي أكيد حالة مؤقتة وهتروح بالعلاج. 
لمعت عينا أمل بالدموع وهي تستمع إلى تفسير هالة وأغمضت عيناها هربا من عيناها التي حدقت بها بتمعن لتنتبه أمل لصوت حمزة يقول مازحا
.. لا دي الأستاذة أمل واضح إنها بتدلع علينا كتير يا دكتورة هالة وتعباني كل ما أقول إتقدمنا بترجعنا تاني بعياطها عموما أنا هسيبكم مع بعض تتكلموا براحتكم وأطمني يا أمل دكتورة هالة مشهود لها بالأمانة وأي كلام هيبقى بينكم محدش هيعرف بيه حتى أنا.
أنهى حمزة كلماته وغادرهم لتربت هالة فوق يد أمل وتقول
.. بصي قبل أي حاجة أنا فكرت فطريقة هندردش بيها سوا فجبت لك النوت دي علشان تكتبي فيها اللي عاوزة تقوليه.
تقبلت أمل النوت وحدقت بهالة لتسمعها تضيف
.. أنا لما حمزة كلمني عنك وعن حالتك وطلب مني إني أجي أتكلم معاكي يعني قريت من كلامه إنك ضاغطة نفسك بطريقة أكبر من حدود نفسك ومش مدية لقلبك الفرصة إنه يداوي نفسه ويتحسن ولما فكرت فالأسباب اللي تخلي شابة جميلة زيك وفسنك الصغير دا توصل للحالة دي فهمت إن في أذي حصل لك أذي فاق طبيعتك المسالمة وأتسبب لك فالمړض النفسي والجسماني علشان كدا يا أمل أنا هقولك قبل أي حاجة إنك لسه صغيرة قوي إنك ترفضي الحياة بالشكل دا إنت لازم تفهمي إن الأزمة اللي مريتها بيها مهما كانت قاسېة عليكي لازم تقوميها ومتستسلميش للضعف وبعدين إنت لسه فبداية حياتك وهتقابلي كتير جدا مشاكل اللي مينفعش بأي حال من الأحوال إنك توقعي بالطريقة دي فعليكي إنك تثبتي لنفسك قبل أي حد إنك قوية بنفسك وإنت لوحدك وإنت كمان وسط الكل. 
ابتسمت هالة وهي تبعد الدموع عن عينا أمل وأضافت
.. أنا عوزاكي ترمي الضعف وتقوي نفسك وتطمني الناس اللي بتحبك والدك وولدتك وأختك وكمان خطيبك اللي واضح إن تعبك دمره من خوفه عليكي.
تبدلت ملامح أمل كليا فأشاحت بوجهها بعيدا عن عين هالة لتزداد دموعها إنهمارا ادركت هالة بأن لخالد صلة بحالة أمل
فلمست كتفها برفق فأستدارت أمل إليها لتشير هالة إلى النوت وهي تقول
.. اكتبي اللي محتاجة إنه يتقال واطمني ولا حرف هيخرج برا المكان دا أنا بوعدك بشرف المهنة وبكلمتي كصديقة ليكي لو تقبلي بيا صديقة.
أسرع خالد ما أن غادرته ثريا وأجرى أتصاله بإيمان برقم هاتفها الأخر الذي أمنه لها وطالبها بالحضور سريعا وأكد عليها بأن تلزم الحرص بعدم جعل أيا كان يراها وهي قادمة وبعد مرور نصف ساعة ولجت إيمان وعلي ملامحها بدا التعب والأرهاق الشديد فعبس خالد وهو يرى حالتها تلك فجذبها من يدها وأجلسها إلى جواره وحاوطها بذراعيه فتنهدت إيمان وأستكانت لأحتياجها الشعور بالأمان والذي لن يعطيها إياه غيره وحينما أندست أكثر داخل صدره سمعته يسئلها
.. ممكن أعرف إنت كنتي فين يا إيمان وليه مبلغتنيش إنك هتخرجي عجبك كدا حالة القلق اللي فالبيت بسبب خروجك من غير ما تقولي إنت رايحة فين للي فوق دول.
كانت إيمان تستمع إليه وهي تشعر بالتعب وهو يقص عليها حديثه مع ثريا فأبعدت إيمان نفسها عن صدره وحدقت به وقالت
.. مقدرتش أقعد فوق بسبب نعمة وبصتها ليا خلتني أرعب منها فنزلت وقعدت علي النيل شوية.
تنهدت پألم وأضافت بهمس حزين
.. يا خالد أنا تايهة وخاېفة أنا أنا كل شوية أحس إني بقرب من المۏت.
ضمھا خالد بقوة إليه وقال 
.. بلاش كلام فالمۏت وبعدين خلاص أنا فكرت وعرفت أنا هعمل إيه بالظبط وهتصرف فالموضوع ومش هيبقى في أي قلق أو خوف تاني ومحدش أبدا هيبص لك بصة متعجبكيش أطمني يا إيمان أنا لا يمكن أتخلى عنك.
إنتحبت إيمان بشدة وقالت
.. أنا بحبك والله بحبك يا خالد بس
تم نسخ الرابط