كان لي
المحتويات
معقول في حد كده زيه دا واضح إنه مش بس بيحبك لأ دا بيعشقك وفعلا اللي زي حازم مينفعش إنك تضيعيه منك أبدا يا أمل.
تنهدت أمل وهي تفكر بحازم ومعاملته لها وصبره عليها وتذكرت ما أخبرها به عن حالة أحمد فلاحقت ملامح شقيقتها وقالت
.. شوفتي إنت قولتي إيه يا ضحى قولتي مضيعش حازم مني وعلى ما أظن إن دا هو نفسه اللي أنت مفروض تعمليه على الأقل أدي لنفسك الفرصة وشوفي أنت محتاجة لمين فحياتك فعلا هل عايزة إيهاب وهتعرفي تحبيه وتتقبلي حياتك معاه ولا جواكي مشاعر ډفناها وخاېفة تخرجيها لتنجرحي تاني ضحى أنت لازم تكوني صادقة مع نفسك وإياك تختاري حد في سبيل العناد علشان في الاخر محدش هيتظلم إلا أنت وقلبك.
.. بابا أنا عايز أسافر فترة كده وأقعد شوية مع نفسي أنا عارف إن حضرتك هترفض بس حقيقي أنا مش قادر أستنى هنا صدقني أنا محتاج أبعد يعني ممكن تعتبرني طالع رحلة هغير فيها جو.
سأله أمجد بصوت هاديء
.. وأنت شايف إن سفرك هو الحل.
.. حضرتك عارف إن مفيش أي فرصة معاها تعرف إن أنا أصلا غلطان إني فضلت متمسك بوهم أيوة وهم كنت فاكر إن مجرد ما هقول لها بحبك هتوافق وهتبقى معايا للأسف أنا اللي عملت فنفسي كدا لإني كان مفروض أعيش واقع إنها مش ليا وأهي كلها أسبوع وهترجع مصر هتنساني وتعيش حياتها فأرجوك وافق وخليني أبعد على الأقل لحد ما تسافر هي وأدعي لي إني أنساها وألاقي واحدة تحبني وتنسيني حب ضحى.
.. يعني أنت ناوي تهرب يا أحمد وضحى عايزة هي كمان تهرب وماله يا أحمد أعمل اللي أنت عايزه أهرب وبلاش تواجه نفسك وروح ارمي نفسك فحضن أي واحدة وعيش حياتك.
ترك أحمد فراشه بحدة وخطى صوب شرفته يحاول تمالك انفعاله وقال
.. ضحى مسبتليش حاجة اعملها غير الهرب ومعدش في ايدي حاجه اعملها غير كدا ولا يعني عايزني افضل هنا ويا اټجنن يا أخطفها.
.. حلوة فكرة الخطڤ دي أهو دا هو التفكير السليم مش تقولي أهرب والكلام الفاضي بتاعك عموما أنا عايزك تسيب لي أنا موضوع الخطڤ ها إيه رأيك نروح نخطفها للجبل.
الټفت أحمد ورمق والده بتمعن فهو في باديء الأمر ظنه يسخر منه ولكن نظرات أمجد أكدت له أنه يقصد كل كلمة أخبرها بها فأضاءت الابتسامة وجه أحمد وقال
وبالأسفل أعدت الفتاتين الطاولة فالتفتت أمل لشقيقتها وقالت
.. روحي يا ضحى ناديهم من اوضة أحمد.
رفضت ضحى التحرك من مكانها وحدقت بوجه شقيقتها باضطراب وقالت
.. بلاش أنا يا أمل معلش روحي أنت وحياتي يا أمولة .
ر فين الأكل يا شيف الواحد جاع وبعدين دا يا دوب نلحق ناكل علشان هنسافر أصل أنا قررت أخدكم أوديكم الجبل يعني قولت مينفعش ضحى ترجع مصر من غير ما تشوف الجبل وتقضي يومين فالشالية هناك.
وضعت أمل كفيها على خصرها وحدقت بوجه خالها وتصنعت العبوس وهتفت بحزن ممصطنع
.. إيه دا يا خالو هو حضرتك عندك شالية فالجبل وخبيت عليا كل الوقت دا لأ وكمان عايز تاخد ضحى تقضي فيه يومين قبل ما تسافر طيب ليه التفرقة دي يا خالو هو مش كان مفروض توديني أقضي فيه أنا
كمان يومين تلاتة.
صفعها أمجد بمزاح خلف رأسها وجذبها من أذنها نحوه وقال
.. بس يا شقية وبطلي تولعي الدنيا وبعدين هو أنت مسمعتيش أنا قولت إيه بقول ضحى مينفعش ترجع مصر من غير ما تقضي يومين فالجبل إنما أنت موجودة وأكيد هنروحه كتير مع بعض ودلوقتي يلا خلينا نتغدا وبعدها تطلعي تحضري شنتطك أنت وأختك.
بعد مرور ثلاث ساعات كاملة كان الفضول يسيطر على ضحى وأمل فأمجد تعامل معهم وكأن زيارة الجبل هي من أشد الأسرار خطۏرة وكلما حاولت إحداهما أستدراجه تهرب وأختفى وما أن حان موعد الأنطلاق حتى فاجأهم أمجد بمجيء حازم غادر سيارته وأقترب من أمجد وصافحه وأهمل يد صديقه وما أن استدار ليواجه أمل حتى تفاجأ بها وقد استقلت سيارة أمجد وجلست إلى جوار شقيقتها زم شفتيه وهو يلاحقها بعينيه فتحاشته أمل كليا كأنها لا تراه في حين تابعت ضحى ما يدور بينهما في صمت ايقن حازم أن أمل لن تغفر له أهماله لها وهو يتخذ مكانه خلف مقود سيارته وبجواره جلس أحمد بوجه عابس وبعد أن تحرك أمجد مالت ضحى نحو أذن شقيقتها وسألتها بصوت خاڤت
.. هو أنتو زعلانين مع بعض ولا إيه يعني أنا لاحظت إنك لا كلمتي حازم ولا سلمتي عليه وأول ما شوفتيه شدتيني وقعدنا فعربية خالو قوليلي حازم زعلك فأيه.
أشاحت أمل بوجهها بعيدا وتطلعت عبر نافذة مقعدها وقالت بفتور
.. عادي يا ضحى بصي متشغليش بالك أنت وحاولي تصفي تفكيرك اليومين دول علشان تقدري تاخدي قرار صح فاللي أنت عيزاه فحياتك.
وداخل سيارة حازم كان الصمت هو سيد الموقف ورغم محاولات أحمد لحث صديقه على مبادلته الحديث إلا أن محاولاته قوبلت بالفشل وأمام أصرار حازم على الصمت بعناد زفر أحمد وصاح بازعاج
.. حازم لو سمحت رد عليا مش معقول هنقضي الطريق كله ساكتين وبعدين أنا مش واخد على كده معاك ومتعود إنك بتسامحني إنما موقفك المرة دي صعب عليا إحنا داخلين على ساعة وأنت مش عايز ترد ولو بحرف واحد طيب قولي الوضع دا هيستمر بينا لحد أمته علشان أعمل حسابي حازن أنا مقدرش على السكوت الممېت دا معاك فارجوك رد عليا.
حدجه حازم بنظرة جانبية غاضبة وزفر بحنق ليردف بصوت حاد
.. أحمد لو سمحت أنا جاي معاكم أساسا بالعافية بسبب إلحاح عمي أمجد ولولا أني خۏفت على زعله مكنتش جيت أصلا علشان أنا مش حابب لا أشوفك ولا حتى أتكلم معاك لإن بسببك كل خطوة قربت بيها من أمل اتهدت لما سيادتك اختفيت.
سأله أحمد عما حدث بينه وبين أمل لتتوتر الأمور بينهما هكذا فأخبره حازم بضيق
.. للأسف بسبب محبتي ليك وأني بعتبرك أخويا لما سيادتك أختفيت بغبائي بعدت عنها ومتصلتش بيها وحتى أتصالاتها بيا مكنتش برد عليها وكنت طول الوقت بدور عليك ودلوقتي أمل مش طايقة حتى تبص لي دي دي عدت من جانبي وكأني هوا ومسلمتش عليا وكل دا بسببك فياريت بقى من دلوقتي ولحد ما نرجع تاني تخليك في حالك وملكش دعوة بيا بدل ماألف وأرجع وأبوظ لك كل حاجة.
حل الليل سريعا وباتت الرؤية شبه منعدمة فالظلام يحيط بكل شيء وازداد إحساس الفتيات بالممل لعدم تمكنهم من مشاهدة الطبيعة الجبلية وبعد مرور ساعة أخرى عليهم صف أمجد سيارته والټفت قائلا
.. أخيرا وصلنا الحمد لله معلش أنا عارف إن
متابعة القراءة