كان لي

موقع أيام نيوز

الطريق طويل وممل شوية لما الدنيا تضلم بعد متقلقوش كل دا هيتعوض.
غادرت أمل وأنتظرت شقيقتها التي قطبت جبينها وتطلعت إلى المحيط وزمت شفتيها وهمست
.. المكان شكله غير ما تخيلنا خالص.
بدت أمل شاردة الذهن ولم تنتبه لكلمات ضحى فالتقطت ضحى ساعدها وحثتها على السير واتباع خطوات أمجد إلى الداخل ليستدير الأخير ويشير إلى إحدى الغرف ويقول
.. الأوضة اللي هناك دي ليكم يا بنات يلا روحوا ارتاحوا أنا عارف تعبتم من السفر. 
اسرعت أمل وولجت إلى الغرفة هربا من مواجهة حازم وارتمت فوق الفراش وأغمضت عينيها وتمنت لو يسرقها النوم سريعا في حين جلست ضحى فوق فراشها بذهن شارد تفكر فيما ألت إليه الأمور معها وفي الخارج بحث أمجد عن حازم بعينيه ليلمح ظله خارج المنزل فغادر إليه وجلس بجواره وقال
.. إيه يا حازم هو أنت جاي هنا علشان تفضل لابس الوش دا على فكرة أنت لو فاكر أنك هتصعب عليها لما تشوفك قاعد لوحدك وحزين تبقى غلطان أمل واضح أنها زعلانة وموجوعة منك وبصراحة أنت لازم تعترف إنك غلطت لما اتعاملت مع أمل بنفس ميزان تعاملك مع أحمد وأخترت تبعد عنها وأختفيت علشان خاطر صاحبك لعلمك هي لا هتقدر إن الحالة اللي كنت فيها بسبب خۏفك على أحمد ولا إن نفسيتك كانت تعبانة وهتشوف أنك أتخليت عنها. 
تجهم وجه حازم والټفت ليبادل أمجد النظر وهو يفكر فيما يمكن له أن يفعله ليبدد ذاك الخصام بينهما فعقب بصوت حزين
.. بس أنا
مكنش قصدي إني أختفي أنا انشغلت عنها ڠصب عني كنت مقسوم ما بين الشغل اللي اتحملت مسئوليته وبين غياب أحمد وسؤالي عليه فكل مكان أنا للأسف جت عليا لحظة قفلت من الدنيا كلها وخۏفت لأكون خسړت صاحبي وأمل مفروض انها عرفاني وعارفة طبيعة العلاقة ما بيني وبين أحمد ومفروض أنها متزعلش وتتفهم موقفي أنا ڠصب عني انشغلت أدور على البيه ولما معرفتش اوصل له لاقيت نفسى بنعزل انا كمان ومفكرتش فاللي عملته هيأثر ازاى على امل واهو حضرتك شوفت رجعتنى لنقطة الصفر تانى.. 
ربت أمجد فوق كتفه وأردف
.. بس أمل مشافتش الموضوع من الزاوية دي وأنت كان المفروض عليك تخلي بالك أنت كان ممكن بسهولة تتلافى كل دا بأنك تتصل وتفهمها وقتها هي كانت هتقدر موقفك وهتفهمه لكن أنت أتعاملت كأن أمل طبيعية ومش خارجة من تجربة قاسېة واللي بسببها بقى ڠصب عنها في حاجات بتخليها تقارن خۏفها على قلبها وأنها تنجرح خلاها شافت أهمالك حاډث مكرر فحياتها فنصيحة مني يا حازم حاول إنك متقعش في مواقف تقلب بيها المواجع على أمل ودلوقتي أتفضل يلا قوم أدخل ريح لك شوية ونام لك ساعتين علشان لما تصحى تبقى فايق وتعرف تبدأ مهمة الصلح ما أنت لازم تسعى للصلح علشان أنا كمان أقوم بمهمتي وأتصل بمحمد وامهد لك الطريق معاه. 
انتقى أمجد كلماته بعناية ليهذب من عناد حازم حتى لا تأخذه الكرامة ليتحدى قلبه ويرفض تقبل خطأه وحين ألقى عليه نظرة أخيرة أدرك أنه نال مبتغاه في تلك اللحظة انضم أحمد إليهما فابتسم أمجد وربت كتف ابنه وقال
.. بما إن الأستاذ المبجل أحمد انضم لينا فأنا حابب أقول لكم كلمتين أنتم الاتنين أتمنى يتفهموا صح لو فاكرين إن الحب سهل وإن بنظرة وكلمة هتقدر توقع بنت فحبك يبقى دا تفكير ساذج وبلاش أقول الكلمة التانية علشان متزعلوش وتقولوا بتشمتنا وتقول علينا هبل ولإني متأكد أنكم عاقلين جدا وواقعين فالحب جدا جدا فيا أبطال أنا عايز أحذركم إن مافيش أدامكم إلا الاسبوع دا لو أنتهى من غير ما كل واحد يكون عرف مصيره إيه يبقى كل واحد فيكم ينسحب من حياة بنات أختى علشان أنا لا حابب إنكم ټكسروا قلوبهم ولا تجرحوا نفسكم أظن كلامي واضح تمام.
غادرهم أمجد دون أن يلقي بنظرة إليهم فالټفت أحمد وحدق بصديقه وسأله بضيق
.. تفتكر هنعمل إيه فالمهمة المستحيلة اللي إحنا داخلين عليها دي. 
رمقه حازم بنظارت ساخرة ووقف قائلا
.. أنا عن نفسي عارف هعمل إيه أما أنت فيتولاك ربنا أنا ماليش دخل بيك وأظن إنك كبير وبتعرف ترتب أمورك من غير مساعدة فاستخدم دماغك وقلبك وفكر فطريقة يا عبقرينو. 
ولج إلى الداخل وتركه بمفرده فزفر أحمد بحنق ولحق بصديقه وهو يفكر أن عليه أصلاح كل ما أفسده. 
وفي صباح اليوم التالي استيقظت الفتاتان مبكرا وغادرت أمل إلى الشرفة واتسعت عيناها من روعة ما رأت فالتفتت تصيح بسعادة
.. ضحى قومي بسرعة قومي شوفي.
انتفضت ضحى من فوق فراشها ولحقت بشقيقتها ففغرت فاها وهي تحدق بجمال الطبيعة أمامها وبدت وكأنها سحرت تماما فأمام بصرها أمتدت الثلوج والأشجار في حين بعيدا عن مدى البصر تظهر بعض الجبال فقالت أمل بصوت هامس
.. معقول الجمال دا كله الضلمة كانت مخبياه شايفة الجبال شكله عامل إزاي ولا التلج اللي مغطي الجبال ومخليها حاضنة السحاب.
التقطت أمل نفسا عميقا والتفتت لشقيقتها وقالت
.. بقولك إيه يا ضحى إيه رآيك لو نخرج نتمشى شوية.
أومأت ضحى وأردفت
.. على ما أخد إذن خالو تروحي زي الشاطرة تحضري لنا ساندوتشين حلوين أحسن أنا الطبيعة الحلوة دي جوعتني اه ومتنسيش تقلي لبسك أحسن الجو برد شوية.
سارعت أمل بمغادرة الغرفة وهي تصيح بموافقتها واتجهت إلى أسفل وما أن ولجت إلى المطبخ حتى وقفت تحدق بذهول فأحد جوانب المطبخ كان من الزجاج وأمامه مروج أخضر مغطى ببعض الثلوج تناست أمل أمر الطعام وغادرت من باب المطبخ ووقفت تتأمل الطبيعة والهدوء المحيط بها ابتسمت بحبور وهمست
.. أول مرة أحس إني وقعت فعشق مكان.
ووسط شرودها وهيامها بالطبيعة اهتز هاتفها بجيب بنطالها فمدت يدها وسحبته وأجابت بتلقائية ليصفعها صوت زفرات حارة وصوت خالد يهمس
.. وحشتيني يا أمل.
اضطربت كليا وأبعدت الهاتف عن اذنها وحدقت به پصدمة وعنفت نفسها لأجابتها الأتصال دون أن تتفحص رقم المتصل وفجأة لاحت صورة حازم أمامها فالتفتت پذعر تبحث عنه وبداخلها ينمو إحساسها بالذنب ليعيدها صوت خالد إلى الواقع فألصقت الهاتف بأذنها بأصابع مرتعشة وسمعته يقول 
.. أمل أرجوك بلاش تقفلي وتنهي المكالمة أرجوك سبيني اسمع ولو صوت أنفاسك علشان أقدر أكمل حياتي وأعرف أعيش ياه يا أمل قد إيه كنت بحلم باللحظة اللي اسمع صوتك فيها بس كنت ببقى خاېف أتكلم معاكي لتقفلي وتغيري رقمك و. 
تسارعت نبضات قلبها وأحست بثقل الذنب يأكلها فهمست بصوت مضطرب حزين
.. لو سمحت مينفعش أساسا تقولي الكلام دا
لإن مافيش أي حاجة بينا فأرجوك بلاش تتصل تانى. 
زفر بقوة وقد رجف قلبه لسماعه صوتها واجابها بمحبة
.. ياه قد إيه صوتك كان واحشني يا أمل لأ مش صوتك بس أنت كلك على بعضك وحشتيني تعرفي إني بفضل أبص لصورك وأنا الندم بېقتلني علشان غلطت فحقك الغلطة البشعة دي وضيعتك مني بالشكل دا قد إيه كنت غبي ومش مقدر النعمة اللي كانت معايا و. 
أعترضت أمل على كلماته ومنعته من الأسترسال وهتفت
.. أرجوك يا خالد بلاش تكمل كلامك ومتنساش إنك راجل متجوز دلوقتي وحرام تقولي حاجة زي دي وبعدين لو الموضوع مش فارق معاك وعادي فهو فارق معايا وفارق
تم نسخ الرابط