كان لي
أم فالدنيا.
غمزها حازم فاحمر وجهها وابتعدت عنه وجلست فوق الأريكة وقالت
.. وضحى وأحمد قرروا أسم البنوتة يا خالو.
لمعت عين أمجد بالدموع وجلس إلى جوارها وقال
.. أه يا حبيبة خالك ضحى وأحمد اتفقوا يكتبوها ليلى.
احضنته أمل وقالت
.. هتبقى احلا ليلى فحياتنا ربنا يبارك لنا فيها يا خالو.
بعد ساعات استعادت ضحى قواها وجلست أمل إلى جوارها وقالت
أجابتها ضحى بوهن
.. الله يسلمك يا أمولتي وعقبالك يا قلبي.
وصمتت وعيناها تبحث عن زوجها فأتتها الأجابة من أمجد بقوله
.. أحمد من وقت ما فاق وهو واقف أدام الأوضة اللي فيها ليلى مش عايز يسيبها ويمشي.
مرت الأيام سريعا وأخيرا جاء موعد مراجعة أمل الطبية الأخيرة فاصطحبها حازم إلى المشفى ولاحظت أمل حالة التوتر التي أصابته وتعجبت لتحاشيه التواجد معها فهو ومنذ عادا إلى ألمانيا وهو منعزل عنها وحين واجهته أخبرها بأنه وعد الطبيب بالأبتعاد عنها حتى يطمئن عليها تماما وحين طمأنهم الطبيب أخبرها بصوت مضطرب
تصلبت ملامحها وتجهمت والتفتت تحدق به بحيرة تتساءل لما يتحاشها هكذا في الفترة الأخيرة فسألته رغم ضيقها وحزنها
قاطعها حازم وتعلل برفضه قائلا
.. للسف مش هينفع أخدك معايا يا أمل يعني دي مأمورية شغل ومش هبقى فاضي أني أقعد معاك وأخاف تزهقي لوحدك عموما ليك عليا لما أرجع أعوضك عن الوقت دا كله.
تابعته بصمت وهو يقود سيارته وتساءلت سرا قائلة
.. دخلى راسك الهوا جامد وساقع يا أمل.
كفكفت أمل دموعها سريعا وقالت
.. معلش أصلي كنت حابة أحس بالهوا بس الظاهر كدا أن عيني متحملتش الهوا الساقع عموما أحنا وصلنا أهو.
ما أن أوقف حازم السيارة حتى اسرعت أمل وغادرتها ولم تنتظره كعادتها فهرول خلفها وجذبها نحوه وقال
جذبت يدها منه بحدة وأخبرته بصوت مقطب
.. لأ روح أنت علشان تلحق تحضر شنطتك.
زفر حازم بضيق وهتف وهو يعيد يدها إلى يده
.. قلت هندخل سوا يا أمل ولو سمحتي متسبيش أيدي تاني.
انصاعت أمل ورافقته إلى الداخل لتتفاجأ بالمكان يسوده الظلام فالتفتت نحوه وقالت متسائلة
.. هما مضلمين الدنيا كدا ليه هو أنت مش قولت لهم أني جاية ولا أيه.
سطعت الأنوار فجأة ووجدت أمل والديها وخالتها نعمة وإيمان أمامها فالتفتت نحو حازم وحدقت إليه بضيق فأسرع وأحتضنها
وهتف معتذرا لها
..أنا أسف يا عمري بس أنت عارفة أوامر خالك هو اللي طلب مني أتعامل معاك بالشكل دا ولما رفضت هددني يبعدني عنك بالڠصب والله يا أمل أنا كنت بتقطع من جوايا وأنا شايفك حزينة فالأيام اللي عدت دي وكنت كل ما أطلب منه يحلني من طلبه يرفض عموما أحنا مكنش ينفع يبقى اليوم دا عادي كان لازم يكون معانا كل أهلنا.
اخفت أمل وجهها في صدره وقالت بصوت باك
.. هنت عليك تسمع كلام خالو وتسبني زعلانة دا أنت خلتني أشك فيك أنك بطلت تحبني و.
قبلها حازم أمام الجميع وانحني أمامها وطلب منها الصفح فتقدمت والدتها منها لتخفف عنها الحرج قائلة
.. يلا بقى اطلعي ألبسي علشان نحتفل بوجود ليلى وبسلامتك.
أخذتها نعمة من يد حازم وصعدت معها لأعلى وبعد مرور أقل من ساعة هبطت أمل وهي ترتدي ثوب زفاف بسيط وحدقت بوجه حازم بسعادة وقالت
.. ربنا ميحرمنيش منك يا حازم ولا منكم كلكم أبدا.
تنهدت أمل وهي تنظر لوجه زوجها النائم فها هي بعد مرور خمسة أعوام من حفل زفافها الثاني الذي أقامه لها حازم ليثبت لها مدى عشقه وحاوطها بحبه وغمرها برعايته وما أن كادت تقترب منه لتقبله حتى تفاجأت بابنتها تلج مهرولة صوب الفراش لتحتضن والدها وتقبله فوقفت أمل تحدق بصغيرتها صفا التي التفتت صوب والدتها وقالت
.. أنا اللي هصحي داد زي كل يوم.
أعتدل حازم واحتضن ابنته وحدق بوجه أمل المشتعل غيرة حينها أنفجر ضاحكا فصاحت أمل توبخه بقولها
.. دلوقتي صحيت لما جت حبيبة قلبك صفا.
واصل حازم ضحكاته وضم ابنته بقوة وقبلها وهتف
.. بحبك يا صافي.
ضړبت أمل الأرض بقدمها وأشاحت بوجهها عنه وقالت
.. وماله خليها تنفعك يا حازم.
حمل حازم ابنته وترك فراشه واقترب من أمل وقبل وجنتها وقال
.. أنا مش عارف أنت أزاي بتغيري من الملاك دا يا أمل أنت الأصل يا حبيبتي أنت عشقي وصفا حتة منك ولازم أحبها زيك المهم أنا هروح أنيم صفا وأجي أحكيلك موضوع مهم.
غمزها سرا دون أن تلاحظه ابنته فابتسمت أمل بحرج وقالت وهي تبتعد عنه
.. معلش يا حازم الظاهر كدا مش هينفع توضح لي أي مواضيع يا بشمهندس علشان الدكتورة نبهت عليا من مجهود المواضيع لإني في ضيف جديد جاي.
بهتت ملامحه وهو يحدق بها والټفت ليحدق بوجه ابنته وجذب أمل إلى صدره لتشاركه جانبه الأيسر وسألها بريبة
.. أنت متأكدة أن في ضيف جديد يا أمل.
أومأت أمل بحرج فصاح حازم بسعادة وقبل ابنته وقال
.. ماما حامل يا صفا وبعد كام شهر هيبقى عندك أخت جميلة زيك وزي ماما و.
هزت أمل رأسها بالنفي وقالت
.. بعد سبع شهور أن شاء الله هيجي ليك منافس يا حازم وأن شاء الله اللي جاي يكون ولد و...
مال حازم نحو أذنها وهمس وهو يحتضنها بتملك
.. انسي أنك تجيبي لي واد مفعوص ينافسني فحبك وحضنك ويقعد يبوس فيك لأ دا أنا أموته فخليك شاطرة كدا وهاتي لي أميرة حلوة اتفقنا.
ضحكت أمل على ملامح الغيرة التي ملأت وجهه وقالت وهي تربت وجنته
.. أيه دا أنت هتغيري يا قطة.
لوى حازم شفتيه وزفر بقوة وقال
.. طيب أنا هروح أنيم صافي وراجع لك أوريك القطة بتغيري عليك أزاي يا أمولتي.
وفي القاهرة باتت حياة إيمان هادئة برفقة زوجها زميلها بالعمل الذي تزوجته منذ ثلاث سنوات وانجبت منه ابنها محمد لا تصدق أن حياتها تغيرت ونسيت الماضي بأكمله وأن قلبها تفتح بالحب لزوجها الذي تقرب منها وأحب هدوئها وتقدم إليها وطلب يدها من نعمة التي شجعتها على الموافقة بعدما لمست به حسن الخلق والإيمان.
أما خالد فرحل بعيدا عن الجميع بعدما خسر ما كان له وما لم يكن يحيا هائما بين القلوب يبحث عن شبيهتها يتمنى
لو يجد من يماثلها براءة وطيبة يرافقه الندم والحسړة والكثير الكثير من الحب.
لذا لا تظن نفسك تحب حقا إلا حينما يطمئن قلبك ويشعر بالسكن لقلب أعطاه إحساس الأمان قلب يساندك وقت همك وحزنك ويحتويك ليغمرك بحبه يستمع لهفواتك ومزاحك قبل جدك قلب يشيب معك فتدعو الله أن يجمعكما في جنته لتكملا سعادتكما معا لذا كن حريصا واختر قلبا
لتعطيه قبل أن تأخذ منه لتجد سعادتك.
تمت بقلمي منى أحمد حافظ.