كان لي
المحتويات
وقال
.. طيب ما تيجي نمسك العصاية من النص يا أمل.
حدقت به بحيرة فأضاف أمجد وهو يربت فوق يدها
.. نخليها خطوبة رسمية وبالشكل دا أنت هتلاقي نفسك أخدتي الخطوة اللي بعد الصداقة وطبعا مع المناوشات اللي بينكم هتقدري تتعرفي عليه أكتر وتحددي أنت عايزة تكملي معاه وتبني بيتك وياه ولا
مش عايزة وأظن إن دا لا فيه ظلم ليكي ولا ليه ها قولتي إيه.
.. خالو هو حضرتك إزاي بتقدر تسهل كل حاجة كدا أنت تقريبا عندك حل لكل حاجة .
ضحك أمجد وهو يبعثر شعرها ثم ربت فوق وجنتها وقال
.. بصي يا أمل هو مافيش حلول بتبقى سهلة إنما بتيجي من خبرة الحياة اللي بنتعلمها مع الأيام ومن العيشة في الغربة ومن ۏجع حبيبتي لما سابتني بدري أنا كنت وقتها فعلا وحيد لحد ما جت لي فالحلم وطلبت مني أني أعيش حياتي وأبدأ من تاني بس أنا معرفتش أعيش مع غيرها وبعدين الحياة بقت تعلمني وتعلم عليا وبقيت أشوف مشاكل غيري وأخد منها خبرة وعظة فبقيت مع الوقت والسنين زي ما أنت شيفاني ولعلمك الحياة مش إنك تبصي لنفسك وبس لأ الحياة إنك تعيشي حياتك وتتعملي من حياة غيرك ولما تقابلك مشكلة متقفيش جنبها وټعيطي لأ أطلعي براها وشوفيها من برا هتلاقي الحل جواها ولو ملاقتيش حل سبيها على ربنا والتجيء له وربنا هيحلها لإن دا بيبقى الابتلاء اللي لازم نبعد عن الناس فيه ونلجا لربنا لوحده ونصبر ونرضى.
.. أوبا دا في خېانة بتحصل هنا بقى أنتو سيبني لوحدي أنا الشيف ضحى وبتحضنوا بعض من غيري.
وقف أمجد سريعا جاذبا أمل لتقف وأحتضنها وضم ضحى هي الأخرى إليه وقال
.. ربنا ميحرمنيش من وجودكم فحياتي طيب أنتو عارفين والله أنا نفسي أخطف ثريا ونعمة ومحمد يعيشوا معايا هنا علشان تبقى الحياة اتعدلت معايا.
.. مأظنش أبدا يا خالو إن بابا ممكن يوافق إنه يسيب مصر عارف وقتها هيقولك يا أمجد أنا لو سبت مصر أموت لإنها الهوا اللي بتنفسه.
وصل حازم إلى منزله بعد أخذ يدور بسيارته بغير هدى فعقله مشغول بطلبه الذي لم تبدي أمل أي رأي فيه ليتفاجأ بوجود أحمد جالسا بجوار بابا شقته فحدق به بتعجب وقال
.. إيه دا أنت إيه اللي مقعدك هنا يا ابني طيب متصلتش بيا ليه إيه يا أحمد مالك بتبصلي وساكت ليه.
.. بقولك إيه أفتح الباب وخليني أدخل وياريت متسألنيش فأي حاجة.
ولج حازم وتبعه أحمد فرمى أحمد بجسده فوق الأريكة وډفن رأسه بين كفيه فحدق حازم به بحيرة وقال
.. دا واضح إن حالتك صعبة طيب طمني أنت أتكلمت معاها وهي رفضت ولا عملت إيه.
رفع أحمد وجه وأجابه
.. لا أنا متكلمتش معاها هي أصلا مش مديالي أي فرصة للكلام فكل اللي عملته إني سبت لها رسالة زى المراهقين جوا كتاب ودلوقتي خاېف أروح فأتصلت بعمك أمجد وقولت له إن عندي شغل وهغيب لبكرة وجيت أقعد معاك وقولت أحط خيبتي على خبتك وأسكت.
.. والله معاك حق هي فعلا خيبة تخيل بعد العمر دا كله نقع صريعي بنات عمتك بس أنا خلاص عرفت هعمل إيه علشان أخرج من حيز الخيبة.
أعتدل أحمد وحدق به بأهتمام وسأله
.. طيب ما تقولي أنت ناوى على إيه أصل أنا عارفك لما تصمم على حاجة بتفضل وراها وتخيل إني لحد دلوقتي مش مصدق إنك قدرت تكسب أمل فوقت قصير كدا ما تقولي أنت عملت إيه يمكن أعرف أتصرف وأسيح التلج اللي ضحى مغلفة نفسها بيه.
.. أنا معملتش حاجة كل الحكاية أني أتكلمت معاها بصراحة ووصلت لها أحساسي ولعلمك بكرة بأمر الله هروح أطلبها من أبو المجد وهتصل بوالدها فمصر هاخد منه ميعاد وهسافر له بس هي الخطوة الأهم إن أبو المجد يمهد لي الطريق وبعدها هتوكل على الله.
هب أحمد واقفا وقال
.. طيب أنا مروح.
تطلع حازم إليه بدهشة وقال
.. أحمد أنا شايف إنك تتمهل شوية يعني حاول تبعد جنانك شوية وتفكر بعقل علشان وضعي مع أمل غير وضعك مع ضحى أساسا ضحى جاية هنا علشان تفكر وتفصل حياتها وأكيد مهمتك هتبقى صعبة فكل حاجة معاه.
قاطعه أحمد وهز رأسه بالنفي وقال
.. وأنا قررت إني مديهاش أي فرصة تفكر فخطيبها ولو لازم تفكر فيبقى تفكر فيا أنا وبس ولعلمك لو لزم الأمر إني أخطفها لحد ما توافق فأنا هخطفها ومش هيهمني.
غادر أحمد دون أن يمهل حازم الفرصة لمنعه وعاد إلى منزله وما أن ولج حتى أنتبه لصوت ضحكاتهم العالية فأكمل سيره نحوهم وتوقف أمامهم وحدق بهم بضيق فرمقه أمجد بنظرات ساخرة وغمزه فذم أحمد شفتيه ليسأله أمجد
.. إيه دا هو أنت لحقت تخلص شغلك يا ابني عموما أنت فاتك أحلى عشا من إيد الشيف ضحى دل طلعت ولا أجدع شيف فالدنيا.
تابع أحمد تحديقه بهم بصمت فرفع أمجد حاجبه وأضاف
.. في إيه يا ابني مالك واقف متنح لنا كدا ليه.
بدأت شجاعة أحمد تتسلل منه وخشى
أن تخذله فزفر بقوة ليقع بصره على الكتاب فعقد حاجبيه وألتفت ليحدق بضحى وأشار إليه وقال
.. ضحى هو أنت مقرتيش الكتاب.
أنتظر أحمد أجابتها وانحنى يلتقطه ليتلون وجه ضحى بحمرة قانية فوقفت باضطراب وهمت بالإنسحاب ليعترض أحمد طريقها وسألها مرة أخرى
.. مجاوبتيش على سؤالي يا ضحى أنت مقرتيش الكتاب ليه .
أجابته ضحى بتلعثم وهي تتحاشى النظر إليه
.. لأ أصل أنا نسيت عادي يعني .
ثار ڠضب أحمد لأهمالها طلبه فأكفهر وجهه وقال
.. طيب لو سمحتي تعالي معايا أنا عايزك فكلمتين.
لم يمهلها الفرصة وسحبها من يدها ولم يستمع لاعتراضها وغادر برفقتها إلى الحديقة وأوقفها أمامه فحدقت به بعصبية وقالت
.. هو في إيه مالك واخد فوشك وسحبني معاك ليه .
مرر أحمد يده فوق رأسه وأجابها
.. بصي بقى يا بنت عمتي أنا لا بعرف ألف ولا أدور ودلوقتي أنا عايز أسمع أجابة صريحة منك أنت قريتي الرسالة اللي جوا الكتاب.
زفرت بسخط وأحست أن عليها مصارحته فهزت رأسها بالإيجاب فتنهد أحمد بارتياح وسألها بتوتر
.. وبعدين ياترى ردك إيه .
ازداد توترها فسحبت نفسا عميقا وسألته
.. وأنت عايز تعرف ردي على إيه ممكن تفهمني.
رمقها أحمد بنظرات حادة لإدعائها عدم الفهم وقال
.. ضحى ياريت بلاش تدوري عليا فالحوار علشان أنت عارفة أنا أقصد إيه وأنا قاصد كل حرف قرتيه وعلى ما أظن إنك فاهمة كويس إني بحبك وعايز اتجوزك وعلى فكرة أنا مش مراهق هفضل أجري وراكي وأشاغلك وعموما أنا هقولها تاني أنا بحبك يا ضحى وعايزك ليا.
لم تدري ضحى بما تجيبه فقد عقد لسانها ولم تجد أي كلمة ترد بها عليه ليباغتها أحمد حين طال صمتها قائلا
.. ما تردي عليا يا ضحى إيه اللي مش واضح ومش مفهوم فكلامي على فكرة أنا
متابعة القراءة