كان لي

موقع أيام نيوز

خجلا وهي تحدق بقميص خالها الذي بللته دموعها فابتسم لها أمجد مشجعا وسألها برفق
.. ها كويسة دلوقتي بعد ما فرغتي شحنة الكبت اللي كانت جواكي.
اومأت بالإيجاب حينها أحتضن أمجد كفيها وحدق بعينيها المنتفخة وقال
.. ممكن بقى تسمعيني وتحاولي تفهمي كلامي من غير ما تقطعيني.
هزت رأسها بالموافقة وقد شعرت بأنها طاقتها أستنزفت بالكامل أختلس أمجد بعض النظرات إليها وأستأنف حديثه قائلا
.. بصي يا أمل كل اللي خرج منك دا أنا كنت متوقعه ويمكن كمان كنت متخيل أنه هيبقى بصورة أكبر من كدا بس بما أنك الحمد لله أتكلمتي عن كل اللي وجعك فأنا ليا كام ملاحظة كدا بالنسبة لبعض الكلام اللي قولتيه يعني زي أنك كفرتي بالحب وإن الحب شوية كلام علشان الشباب يضحكوا بيه على بعض دا غير أني رافض تماما موضوع أنهم أفقدوكي ثقتك بنفسك.
هز أمجد رأسه بالنفي وهو يحدثها
.. مينفعش يا أمل تحت أي جبر أو ضغط أو غدر أنك تفقدي ثقتك بنفسك أو بالحب الحب دا نعمة من نعم ربنا لازم نقدره ونتعامل معاه صح ولعلمك الحب زيه زي باقي النعم اللي ربنا بيهبها للواحد مننا ونقوم متعاملين معاها بأصراف أو تهور فنخسرها زيه زي اللي بيضر صحته بعادة سيئة ومش معنى أنك أتجرحتي مرة يبقى خلاص تقفلي على نفسك وتحرمي نفسك من أنك تعيشي حياتك بصي يا أمل أنا مش حابب إنك تغلطتي زي ما أنا ما غطلت أنا لما ليلى أتوفت حسيت أنها نهاية العالم قفلت على نفسي وطردت كل الناس برا حياتي وعشت عمري كله على ذكراها ودا زي ما هو وفاء ليها وحب فهو كان حرمان ليا من أني أحاول أشوف حياتي مع واحدة تانية تعوضني فقداني لليلى وتشاركني حياتي أنا صحيح عاشق لليلى لحد دلوقتي لكن الوحدة صعبة يا بنتي الوحدة عاملة زي النور اللي بيروح من جواكي شوية بشوية لحد ما تلاقي نفسك عايشة فالضلمة وأنا مش عايزك تعيشي فالضلمة فبلاش يا أمل تقاومي قلبك لو فعلا حاسة بمشاعر لحازم حازم زيه زي أحمد ابني أنا اللي مربيه وعارف أخلاقه كويس هو صحيح أتهور وأتجنن بسببك مؤخرا لكن عموما هو راجل وصاحب موقف ومبدأ وفوقت الشدة والجد هيبقى السند والضهر والكتف اللي يسندك ولا عمره هيقولك بلاش ولا هيسيطر على حياتك ويخنقك.
أراد أمجد أن يخفف عنها حدة التوتر فمازحها قائلا
.. ويكفي إن الواد المسكين أخد منك صډمه عمره ويوم ما يسمع صوتك يسمعه وأنت بتقولي له لأ دا أنت بصراحة طلعتي جبروت يا أمل.
تخضبت وجنتيها بحمرة قانية وتهربت من عينا أمجد التي لمعت بابتسامة واضحة فربت أمجد فوق وجنتها وصارحها قائلا
.. على فكرة حازم صارحني بكل حاجة من يوم ما تعبتي وأنت معاه كان رافض يدخل البيت هنا وهو حاسس ناحيتك بمشاعر الحب يمكن وقتها ثورت عليه لإنك مكنتيش حرة نفسك لكن لما محمد بلغني أن خالد طلقك قولت وماله لما يحبك حازم أنا أتمناه لبنتي لو كان ربنا أكرمني ببنت علشان كدا أنا هعتبر ردك على حازم مش قاطع وعايز أطلب منك إنك تدي نفسك فرصة حقيقية وتشوفي هل أنت مستعدة أنك تدخلي التجربة من تاني ولا مش قادرة وصدقيني مهما كان قرارك أوعدك إن الكل هيحترمه ها قولتي إيه هتاخدي فرصة تفكري ولا أبعت أقوله كل شيء قسمة ونصيب.
تنهدت بقوة ووضعت يدها فوق صدرها تشعر أن بداخلها صراع وتخبط بين رفض وقبول فأجابته في النهاية بتردد
.. بصراحة أنا مش عارفة أحدد أي حاجة يا خالو وزي ما قولت لحضرتك أنا لازم أكون صريحة مع نفسي قبل أي حد تاني والموضوع دا أنا لسه مش قادرة أحدد طبيعة مشاعري إيه بالظبط فيه أنا خاېفة يا خالو يكون في لسه جوايا بواقي مشاعر لخالد وبالتالي أظلم حازم وأظلم نفسي دا غير أني مش حابة أبدا إن يجي يوم عليه ويفكر أني كنت بداوي بيه نفسي.
ربت أمجد على يدها وقال 
.. تعرفي إن تقديري ليكي زاد ويكفي أنك صارحتي نفسك وصارحتيني بمخاوفك علشان كدا أنا هعفيكي من أنك تتكلمي مع حازم فالموضوع دا وهطلب منه أنه يسيبك براحتك وميحاولش يضغط عليكي وأنه يرجع يتعامل
معاكي عادي كأصدقاء على الأقل لحد ما مشاعرك تبان أكتر وتثبت.
في اليوم التالي..
وبعد طلب أمجد أن تتمهل في أمر الأتصال بوالديها وأبلاغهما بعودة صوتها إليها مرة أخرى لاحقت أمل أحمد بكل مكان وهي تمطره بأحاديثها تقص عليه ذكرياتها برفقة ضحى تارة وتشاكسه تارة أخرى فأحس أحمد بأنه بات على وشك الأنفجار منها فهي لم تتوقف عن الحديث حوله ليصيح بها وهو يقذفها بوسادته
.. يا أمل حرام عليكي أنا بجد صدعت أرجوكي ارحميني بقى من صوتك أنت يا ماما مبتلطيش رغي وكلام من وقت ما رجع لك صوتك بصي روحي صدعي بابا هو عنده صبر ليكي أو أقولك أستنى حازم زمانه جاي أستلميه وزني فوق ودانه وحلي عني وأقفلي محطة الأذاعة اللي مش بتفصل دي.
ضمت أمل وسادته بعدما تلقتها بيداها لتقذفه بها حين أشاح بوجهه عنها وهي تقفز بسعادة قائلة
.. بص أنا مش هبطل كلام ويلا قوم خرجني بدل ما أفضل قاعدة فوق راسك كدا وأصدع فيك قوم بقى يا أحمد خرجني وبطل كسل وبعدين أنا واخدة تصريح من خالو أعمل كل اللي أنا عيزاه.
أنهت أمل قولها وهي تدغدغ أحمد فغافلها حين أبتعدت عنه وقڈفها مرة أخرى بالوسادة لترطم الوسادة بوجه حازم الذي ظهر أمامهم فجأة فتجمدت أمل بمكانها بينما بدت ملامح حازم مكفهرة دليل غضبه الشديد فحزمت أمل أمرها سريعا وهرولت إلى غرفتها بينما أقترب حازم من أحمد وأنهال عليه بالوسادة مسددا له عدة ضربات وهو يزجره قائلا
.. هو أنا هفضل أعيد وأزيد فالكلام معاك مش أنا متفق معاك أنك تبعد عنها ولو الظروف حكمت وبقى في هزار ميكونش بالأيد.
أتاه الرد من أمجد الذي شاركهم الجلسة
.. تخيل يا حازم مبيسمعوش الكلام طول اليوم ضړب وهزار بالأيد مع بعض دا غير الخروج اللي كل يوم والتاني.
ازداد تجهم وجه حازم وزفر بقوة بمحاولة منه للسيطرة على غيرته فأرتمى فوق المقعد المقابل لأمجد وهو يكاد ېقتل صديقه بنظراته المتوعدة ليزيد أمجد من تبدد سلام حازم متعمدا بقوله 
.. ها يا بشمهندس مقولتليش بقى أنت قررت تعمل إيه فحياتك الفترة الجاية.
تبلد وجه حازم وهو يتطلع نحو أمجد بحنق ليجيبه بعد فترة صمت صغيرة
.. بصراحة أنا مش فاهم حضرتك تقصد إيه بسؤالك يا عمي.
ابتسم أمجد بمكر وتلاعب بهاتفه وأجابه بصوت متبرم
.. يا ابني ما قصدي واضح أنت ناوي تعمل إيه فالأيام الجاية هتنفذ الكلام اللي بلغتك بيه ولا هتكبر دماغك وتشيل الموضوع من تفكيرك وتريح نفسك وتسيبها هي تحسم أمرها يمكن تكتشف أنها لسه بتحب خطيب.
ابتلع أمجد باقي الكلمة حين هب حازم من مكانه وبدا كمن يشتعل أمامه فرفع أمجد حاجبه بتحدي ليسب حازم بسره ماضي أمل
تم نسخ الرابط