كان لي

موقع أيام نيوز

معاك ووصلك لحالة التعب اللي كنت فيها.
أرتبكت ووبخت نفسها لتماديها في الحديث وأمام نظرات خالها المتسائلة زاد اضطراب أمل وتهربت من عينا أمجد لا تعلم كيف تجيب سؤاله فهي تعمدت التهرب من نفسها ومن سؤال عقلها المستمر لها لما أغتالتها الغيرة بسبب تقرب مادي من حازم أيعقل أن ينمو بداخلها شيء تجاهه وهي منذ الأمس كانت عاشقة لخالد أوصدت عيناها تشعر بإستحقار غريب لنفسها فكيف تفكر بحازم وهي لازالت على ذمة خالد تأوهت بأنين مكبوت لتذكرها خالد وخيانته وعادت الصور تلاحقها تلاحقها تارة صورة خالد وإيمان وتارة حازم ومادي تقبله وتحتضنه أنفصلت كليا عن واقعها وتناست وجود خالها وسمحت لدموعها بالفرار من محبسها ودت لو تصرخ باعلى صوت لديها لتعبر عن تلك الأهة الحبيسة داخل صدرها بعدما تلاشت صورة خالد من أمام عينيها وهي ترى فقط حازم ومادي تجمدت بمكانها واكفهرت ملامحها حين لمحته يسير بالأسفل متجها إلى بركة السباحة أشاحت بوجهها عنه واستدارت لتصطدم بعينا خالها تلاحقها بتركيز شحب وجهها وادركت بأنه علم حقيقة الأمر عڈابها وصډمتها كانا واضحين كوضوح الشمس داخل عينيها.
لم يعد هناك مجالا للشك فوجهها وحركات جسدها أخبرته بما ترفضه وتخفيه عن نفسها هي أحبت وتلوم قلبها عن إحساسها الممنوع ذاك قرأ عينيها قبل أن تخفضها خزيا وهربا من الحقيقة فوجد أمجد في النهاية أن عليه المغادرة دون تعقيب فأي كلمة ستقال الأن ستكون نتيجتها عكس ما يريد تركها بمفردها فتتجه أمل بخطوات آلية إلى فراشها وتمددت منهكة القوى ممزقة بين قلب ينبض بشوق وإحساس يغرقها بالخزي.
أتخذت قرارها وعزمت على تنفيذه رفضت أن تندمج معهم خاصة بعد معرفتها بشأن بقاء حازم أعتزلتهم ولازمت غرفتها أسبوع كامل تحترق شوقا فهربت من توقها إليه للصلاة تلوم قلبها لخيانته تلك الوثيقة التي وقعت عليها حتى وإن كان صاحبها لا يستحق فلا حق لها لتفتح قلبها لأخر أبدا.
فشلت كافة مساعي أحمد لأخراجها من غرفتها رفضتهم معاقبة قلبها ونفسها حجبت أحمد وحازم عن هاتفها وسمحت فقط بتواصلها مع خالها ورغم تمزقها إلا أنها عارضت رغبة قلبها ومنعته من التأثير على قرار عقلها بالأبتعاد عنه رأت أن ذلك أسلم لها وأأمن فلا يمكن لها خوض تجربة وهي تحيا بأخرى ذكرت أمل قلبها بقرارها أن تنبذ الحب والمشاعر بعيدا عنها وأن عليها الأستشفاء من حب خالد والبراء منه قبل أن تفكر فأخر فمشاعرها لخالد لم تكن وليدة لحظة بل هي عمر كامل سكنها وتغلغل بكل ثناياها أصبح الذكري والضعف الذي لازال يهلكها.
وفي صباح يومها الثامن راقبتهم وهم يغادرون للعمل كحالهم كل صباح فغادرت غرفتها ووعدت عقلها بأن تعود لغرفتها سريعا فهي تتوق للجلوس بالحديقة ولو لوقت قصير لم تدري أمل لما التقطت قبل مغادرتها مذكراتها فأختارات زاوية بعيدة عن العيون وأخذت تقرأ ماضيها لتتفاجأ بأصابعها تمزق الصفحات صفحة تلو الأخرى تسارعت أنفاسها وهي تحدق بذكرياتها
الممزقة وأنهمرت دموعها تشعر بالهزيمة مرت بضع دقائق عليها وهي ساكنه لتتنهد بقوة وهي تكفكف دموعها ووقفت سريعا وعادت للداخل توجهت للمطبخ والتقطت علبة ثقاب وهرولت تجاه تلك الأوراق بعدما جمعتها من جديد وراقبتها لثوان ثم صاحت بداخلها
.. الماضي لازم يفضل ماضي ويتنسى كمان علشان أعرف أعيش اللي جاي أنا مش هفضل مقيدة نفسي بورق مذكرات يفكرني بشكل حياتي زمان كان إزاي خلاص كفايا لحد كدا ضعف وۏجع هو أختار حياته وعاشها وأنا لازم أعيش حياتي زي ما أنا عيزاها ولازم أجبر نفسي إني أنساه وإلا هفضل عمري كله واقفة عند نفس اللحظة.
ختمت كلمتها وأشعلت عود الثقاب ووضعته بين اوراق مذكراتها وحدقت بها والنيران تلتهمها حينها تنفست أمل بقوة وابتسمت فهي الأن فقط أتخذت الخطوة الصحيحة لتمضي قدما بحياتها.
.. أمل.
أنتفضت حين تسللت همسته إليها رجف قلبها بقوة وتسائلت لما عاد كرر همسته فتجمدت بمكانها ورفضت أن تلتفت إليه وتمنت أن يكون صوته مجرد خيال بداخلها ليؤكد حازم لها أنه لن يكون خيالا أبدا عاد وقال
.. بصي لي لو سمحتي يا أمل.
تنفست بقوة وغزرت أظافرها بباطن كفها واستجابت لندائه واستدارت إليه لتراه يمعن النظر إليها كمن وجد ضالته توترت وعلمت بأن عليها الهرب منه فتجاوزته وأسرعت بخطواتها لتعود إلى ملاذها تبعها مهرولا وأوقفها قابضا على رسغها قبل أن تفر للداخل وتختفي من جديد حدقت أمل بقبضته ورفعت عينيها ورمته بنظراتها القاتمة وجذبت رسغها منه بقوة ورفعت سبابتها أمام وجهه محذره إياه من التمادي معها وحركت شفتيها پغضب تخبره بكلمات صامته
.. إياك تنسى نفسك وتلمسني تاني وافتكر كويس تصرفاتك قبل كدا عملت فيا إيه قبل ما تتطاول عليا تاني وبعدين هو أنا مش وصلت لك رسالتي بأكتر من طريقة إني رافضة أشوفك أو أكلمك ولو مش قادر تفهمني فأنا هعيدها تاني أنا وأنت مافيش بينا أي حاجة تستدعي إننا نتكلم أنت بالنسبة لي مجرد صاحب ابن خالي يعني غريب عني فاهم يا أستاذ حازم أنت غريب ودا مكانك عندي ومش هيتغير أبدا عن إذنك.
ليتها صڤعته ولم تتفوه بكل تلك الكلمات التي أخبرته بوضوح أن لا مكان له بقلبها ملامحها وعيناها واضحة الرفض لم يتحمل البقاء بالقرب منها أكثر فكرامته أبت أن يصعر خده لها مرة أخرى تراجع وغادرها وهو يلوم قلبه لعودته حين لمحها تتوارى بشرفتها ساقته قدماه للمكان الذي كانت تقف به ومر ببصره عليه وقبل أن يستدير لفت نظره كومة الأوراق المحترقة قطب جبينه ومال ليلتقط إحدى الأجزاء التي لم تصل إليها الڼار لتتسع عيناه پصدمة لم يصدق بأنها أحرقت مذكراتها تبدلت ملامحه بلحظة وتسللت الإبتسامة إلى ثغره ليهمس بغبطة
.. حړقت المذكرات يا حازم فاهم يعني إيه أمل ټحرق المذكرات يعني أنا صح وخالد معدش له مكان جواها.
استدار مرة أخرى وأسرع إلى مدخل الفيلا الأمامي وطرق باباها بإلحاح أجفلها طرقه المستمر فهي ما أن أبتعد عنها أغلقت الباب وأستندت إليه تمالكت رجيف قلبها وعقدت حاجبيها وفتحت له من جديد ليصدمها حازم تلك المرة وهو يلوح بجزء الورقة المحترق أمام وجهها ازدردت لعابها وهمت بتوبيخه لتلصصه عليها فلم يدع حازم لها الفرصة ووضع إصبعه فوق شفتيها ليدرك فداحة خطأه فلمسته لشفتي أمل أربكه تجمد كلاهما وتهدجت أنفاسهما سويا ازدرد لعابه وهو يخطو ليدنو منها أكثر سرت قشعريرة غريبة بداخلها جراء تلك اللمسة أغمضت عيناها فتسارعت أنفاس حازم وبات قلبه يرجف بقوة فلم يعد بوسعه شيء أمام سيل مشاعره الذي تفجر ليهمس أمام وجهها بأعترافه رغما عنه 
.. بحبك وعمري ما حبيت ولا هحب غيرك يا أمل .
انتفضت وفتحت عينيها لا تصدق بأنه همس بها لم تكن تريده أن يؤكد خطأها بحبه لها دمعت عيناها وبدت كمن ېحترق هزت رأسها بالرفض واولته ظهرها الټفت فلم يعد بيده شيء فقد سبق السيف العزل وأخبرها بمشاعره لاحقها بعيناه وأحزنه بكاءها فمد يده ليكفكف دموعها ولكنها قبضت على يده ومنعته من لمسها لتخبرها عيناه بمشاعره
تم نسخ الرابط