كان لي
المحتويات
لو أتكلمت مش هلاقي مكان أهرب تاني له أنا مش عاوزة اتكسر تاني يا خالو .
ترك أمجد مقعده وجلس أمامها أرضا واحتضن كفيها وحدثها بجدية يتمنى لو تستمع لنصيحته
.. بس يا أمل الهرب مش علاج لإنك بالهرب مبتتغيريش نفسك بالعكس أنت بتأكدي إنك لسه زي ما أنت أمل القديمة اللي أنت رفضاها يا حبيبتي المواجهة حتى لو هتكسرك فهى هتشفيكي عارفة زي إيه زي واحد اتكسرت رجله وطنش يعالجها وسابها تخف باهمال ومن غير علاج وبعد شوية وقت اكتشف إن ۏجعها بقي أكتر بكتير ومبقاش قادر يتحمله فقرر أنه يروح للدكتور وأتفاجأ أنه كسرهاله تاني علشان تتعالج صح ودا اللي أنت بتعمليه مع نفسك يا أمل هروبك حتى لو كان لأبعد مكان بعيد عن المواجهة مش هينسيكي وهتفضلي تكسري فنفسك بالغلط .
.. ابوكي ھيموت من القلق عليكي وهو من حقه كأب يعرف بنته إيه اللي كسرها بالشكل دا ولو أنت مش عاوزة تتكلمي في اللي حصل يبقي على الأقل حسسيه إنك بخير وشوفي صحتك أقولك تعالي نبدتيها خطوة خطوة الأول نتابع حالتك مع دكتور متخصص وكمان نتابع مع دكتور نفسي لحد ما تقفي على رجلك وتقرري تواجهي ومټخافيش أنا فضهرك فكل حاجة.
.. بقولك إيه ما تيجي نعملها مفاجأة للشباب ونروح ناخدهم ونتغدا برا يلا اطلعي اجهزي على ما ابلغهم وارتب معاهم .
وهناك فى مطروح جلست ثريا محدقة في الهاتف بعدما أنهت حديثها مع شقيقتها لقد أثارت كلمات نعمة ظنونها فعزمت على قطع الشك باليقين ارتدت ثريا ثيابها وغادرت غرفتها ليحدق بها محمد بدهشة فسألها
اجابته ثريا بتلعثم
.. هروح اطمئن على أسماء أم إيمان أصل سمعت إنها تعبانة شوية وأنت عارف زيارة المړيض واجب عموما أنا هطمن عليها ومش هغيب.
أسرعت لتغادر دون أن تترك له فرصة وأثناء سيرها أنشغل عقل ثريا بالتفكير فأسماء عاشت عمرا بجانبها لم تهتم يوما بالسؤال عن أحوال ابنتها ولا عن أحوال أيا منهم احست ثريا بأنها ستعود خائبة الوفاض من تلك الزيارة ولكنها تريد أن تقطع شكها بيقين الحقيقة الغائبة .
.. إيه يا أسماء هتسبيني على الباب كتير ولا مش هتدخليني دا أنت حتى مكلفتيش خاطرك رفعتي السماعة سألتي على بنتي اللي كانت بين الحيا والمۏت ولا بنتك مبلغتكيش .
افسحت أسماء الباب لثريا وشعرت بالاحراج فقالت
.. لا والله يا ثريا أصل أنا كمان تعبانة وعلى طول نايمة مبتحركش .
.. لا سلامتك ألف سلامة عليكي أنا جيالك فسؤال ورد غطاه إيمان بنتك فين يا أسماء .
جلست أسماء بسرعة بجانب ثريا وضغطت على ذراعها وقالت بصوت منخفض
.. هشش وطي صوتك يا ثريا حمدي نايم جوا يا أختي وأنا مش ناقصة مشاكل.
رفعت ثريا حاجبها وقالت غير مهتمة
.. مشاكل إيه بعد الشړ أنا بقلك بنتك فين إيمان سابت بيت أختي وقالت جيالك هي هنا ولا مش هنا .
.. إيه يا ثريا بقلك بالراحة ما تفهمي بقي يا أختي أنا مش عاوزة الراجل يعرف حاجة وأطمنى بنتي أنا عارفة مطرحها هي مرسياني على كل حاجة بنتى متسترة فبيت جوزها برا فالسعودية من قبل امتحاناتها بس مجتش مناسبة نعرف حد دا حتى العريس طرف خالد وهو اللي مشي فالموضوع بس يعني لولا الظروف وكدا اكيد كنت هاجي وهقول يعني ودي حاجة تستخبي دا جواز وسترة والحمد لله جوزها جدع طيب اشتراها وأنا اطمنت على بنتي فبيتها وكتر خيركم على كل اللي عملتوه معاها والله ما حد يعمل زيك وزي الحج محمد ابدا .
بهتت ثريا من حديث أسماء لتقف فجأة وقالت بلامبالاة
.. مبروك يا أسماء جواز إيمان وكويس إني اطمنت علي بتك ولو على خالد فهو ابن
اصول وابو الواجب اكيد وإيمان أخته يجيب لها احسن حد وصح هي علشان ظروف تعب أمل أنا مقدرة عن اذنك يا أسماء طولت عليكي اشوفك بخير .
تعجبت أسماء من سرعة مغادرة ثريا فذهبت لغرفتها ونظرت إلى زوجها النائم وأغلقت الباب خلفها بهدوء وحمدت الله انه لم يعلم بزيارة ثريا .
لم تصدق ثريا ما سمعته لتزداد حيرتها فقالت
.. أنا مش فاهمة أي حاجة جواز ايه وسفر ايه للسعودية وهي كانت هنا بتمتحن إيه العك دا أنا لازم اعرف العيال دي بتلعب بينا ازاى كدا وخالد لما هو عارف كل دا مقلش ليه أخس عليك يا خالد هي دى عشرة العمر وصونك للعيش والملح أنا لازم أعرف محمد وهو اللي يتصرف ويعرف الموضوع دا أصله إيه وربنا يستر وميكونش له صلة بأمل واللي حصل لها.
ازداد تعجب محمد حين عادت ثريا سريعا فحدق بها سألها
.. أنت روحتي فايه وجيتي فايه ولا أنت ملاقتيش حد هناك .
جلست ثريا بجانب محمد نظرت إليه بشفقة لما ستخبره إياه وقالت
.. محمد أنا عيزاك تسمعني بهدوء كدا وتفكر فاللي هتسمعه علشان أنت اللي هتعرف تجيب اصل الموضوع من اوله لاخره.
قصت عليه كل شىء حتى مهاطرات أختها نعمة استمع محمد بتركيز ليقول بعدما أنهت حديثها
.. والله عال الموضوع كدا ميتسكتش عليه بصي يا ثريا أنا هسافر للأستاذ خالد واللي كان لازم اعمله قبل سفرها ومتعملش هعمله دلوقتي.
جلست أمل بجانب خالها في سيارته تنتظر أحمد وحازم وهى شاردة الذهن تماما فلم تلحظ تحركهم ولا صوت أحمد وهو يتحدث معها في بادىء الأمر لتنتبه إلى صياحه العالي يناديها
.. يا أمل على فكرة بكلمك.
انتفضت أمل بفزع ونظرت نحوه فبادلها النظر بضجر وأشار إلى هاتفها لتقرأ ما أرسله إليها
.. أنا تعبان وماليش نفس أروح فمكان وزى ما أنت ملاحظتيش حازم أعتذر فروحي أنت مع بابا وأنا هنزل فأقرب حته أروح وهبقى اعوضلك الخروجة فوقت تاني.
تغضن جبينها لكلماته الجافة فكتبت له
.. ألف سلامة عليك ولو على الخروجة فمتشغلش بالك أنا هقول لخالو نروح وخليها مرة تانية علشان أنا كمان حسه إني تعبانة ومجهدة وعاوزة أروح أرتاح شوية.
وافقها أحمد بعدما قرأ ما دونته وكتب لها حتى لا يثير حنق والده
.. وماله يلا بينا على البيت بس متنسيش تقولي لبابا.
تصنعت أمل التعب أمام أمجد وكتبت إليه
.. معلش يا خالو هو ينفع نلغي الخروجة أحسن أنا حاسة بصداع جامد كمان شكل أحمد مرهق فلو ينفع نأجل الخروجة لوقت تاني.
ترقب أمجد ملامحها وأدرك بأن هناك شيء أخر يدور فألتفت إلى أحمد وأخبره بألغاء الغذاء فأتاه رد ابنه
.. تمام يا بابا دا حتى أنا
متابعة القراءة