كان لي
المحتويات
حاجة من اللي أنا عيزاها ولعلمك دا مش
هيتحقق إلا لما أرجع مصر.
حاول أمجد أن يتماسك بقدر أمكانه حتى لا يثور عليها وېعنفها فحدثها برفق
.. يا بنتي أعقلي على فكرة اللي أنت بتعمليه فنفسك دا حرام دا اسمه أنتحار أنا مش فاهم أنت إيه اللي جرالك علشان تبقي بتدوري على المۏت بالشكل دا.
زمت أمل شفتيها وأشاحت بوجهها عنه وأجابته بفتور
زفر بأحباط لإصرارها وتشبثها على العودة فحاول أن يماطلها قائلا
.. عموما لسه في أجراءات كتير وترتيبات علشان ترجعي هحاول أخلصها أديني يومين تلاتة كدا.
.. وماله يا خالو استني يومين تلاتة زي ما حضرتك عايز.
لم ينل استحسانه أجابتها تلك فقد أثارت ريبته نحوها فسألها بحيرة
.. نفسي أعرف أنت بتفكري فأيه!
هزت رأسها بالنفي وأردفت
.. مش بفكر فأي حاجة هفكر فأيه يعني بحالتي دي.
تمعن بالنظر إليها واقترب منها و مال نحوها يقول
.. مبقتش مرتاح لأسلوبك فالكلام يا أمل عموما دا مش وقت أي كلام ولا حتى حساب المهم مش ناوية تسمحي لأختك تدخل تطمن عليك ولا خلاص هتسبيها قلقانة كدا وكل ما تدخلك تبقي نايمة.
.. مكنش فأيدي حاجة أعملها يا خالو الدكتور هو اللي كان بيديني منوم عموما أنا صاحية أهو خليها تدخل.
بعد لحظات ولجت ضحى مسرعة الخطى نحو شقيقتها وما أن رأتها حتى جذبتها بين ذراعيها وأحتضنتها بقوة وهي تبكي فربتت أمل ظهرها وبعد ثوان رفعت ضحى وجهها وأردفت معتذرة
.. وحياتي يا أمل متزعليش بسبب الكلام اللي إيهاب قاله حقك عليا بصي حازم كلمه وجاب لك حقك منه بهدله و.
.. هو حازم كلم إيهاب كمان وعلى كدا إيهاب رد عليه بأيه.
مطت ضحى شفتيها وأردفت لاحقا
.. بصراحة مش عارفة الكلام اللي دار بينهم هو خالو اللي قالي أنه سمع حازم بيزعق جامد لإيهاب.
ربتت أمل يد شقيقتها وأدعت النوم وقالت بصوت واهن
.. عموما أنا مش زعلانة منك ولا حاجة يا ضحى واللي حصل خلاص حصل المهم أنا هستأذنك أنام صدقي أنا مش عارفة هو في أيه الدكتور دا زي ما يكون قاصد أنه يخدرني وميخلنيش صاحي.
.. يابنتي مالك من وقت ما خرجتي من عند أمل وأنت بتتحركي كتير ما تفهميني مالك.
حدقت به بحيرة لا تدر لما ينتابها قلق غريب فالتفتت إليه وقالت
.. أنا مش عارفة في إيه حاسة أني مش مرتاحة وإن في حاجة هتحصل بص أنا هقوم أكلم الممرضة وأخليها تدخلني أطمن على أمل و.
ما كادت تقف بمحلها حتى ظهر طبيب أمل من العدم وعلى وجهه ارتسمت ملامح الأرتباك فالتفتت ضحى پخوف تحدق بأحمد الذي أنضم سريعا لها ليمد الطيبب يده بورقة مطوية أعطاها إلى أحمد وأردف
.. لقد غادرت أمل المشفى وتركت تلك الرسالة بعد أن دونت فيها إقرارا تفي الجميع من مسئولية تبعات رفضها الجراحة أعتذر منك فهي غادرت بغفلة عن الجميع.
رفعت ضحى يدها ووضعها فوق شفتيها تكتم صيحة جزعها ليضمها أحمد داعما إياها فأدرفت بحزن
.. أنا قلبي مكنش مرتاح كنت حاسة أنها ناوية على حاجة طريقة كلامها معايا مكنتش هي أمل بس هتكون راحت فين دلوقتي.
أنهت ضحى قولها والتفتت إلى خالها الذي جلس بمكانه يتابع ما يدور بوجه متجمد ليقول بسخط
..أمل نفذت اللي فدماغها وأكيد
راحت السفارة علشان يرجعوها مصر عموما أنا هروح على هناك أشوف الموضوع وأنتم أرجعوا على البيت حضروا نفسكم علشان هنرجع مصر أحنا كمان.
وفي إحدى قاعات الأنتظار بأرض المطار جلست أمل تنتظر وبجوارها مندوب من السفارة فهي ما أن خطت إلى داخل السفارة وقدمت نفسها وأدركوا هويتها حتى سارع الجميع بالعمل على مساعدتها وبعد أنتظار لم يتعدا الدقائق وجدت السفير بنفسه يستقبلها إلى مكتبه لتخمن أمل أنه تحدث إلى خالها فمعاملته لها وترحبيه بأعادتها إلى مصر لم يكن بالأمر السهل هكذا ولكنه تم بسبب صلة خالها تم كما تريد.
وها هي تجلس داخل الطائرة تساعدها المضيفة على الجلوس باسترخاء وزفرت أمل وأغمضت عينيها أمام الأهتمام الذائد بها لتوقن أن خالها سعى من أجل تنفيذ رغبتها على الرغم من رفضه.
عاد أمجد إلى منزله يشعر بالثقل لتلبيته رغبة أمل رغم حالتها الصحية المتأخرة ليقابله أحمد وعلى وجهه ملامح الحيرة وسأله ما أن وجده يجلس بصمت
.. بابا طمني لاقيت أمل فالسفارة زي ما قولت.
أومأ أمجد ونظر إلى ابنه وقال
.. السفير كلمني وأنا فالطريق له وقالي أنها عايزة ترجع مصر مش عارف ليه لحظتها لقيت نفسي بقوله نفذ لها اللي هي عيزاه وساعدها ترجع مصر على أول طيارة ووقفت فنص الطريق ورجعت تاني ومن دقيقة بلغني أنها ركبت الطيارة على مصر.
جلس أحمد أمام والده وقال
.. طيب وأحنا هنسافر ولا حضرتك ناوي على أيه.
زم أمجد شفتيه وأجابه بحدة طفيفة
.. هسيب لها الوقت علشان تتصافى مع محمد وهأجل السفر يوم ودلوقتي أتصل لي بحازم شوف أختفى فين هو كمان علشان نرتب نفسنا.
حاول أحمد التواصل مع صديقه ولكنه فشل فقرر الذهاب إليه ليقينه أنه أختار الأبتعاد عن أمل ليتيح لها الفرصة لتهدأ على الرغم من أحساسه هو بالألم.
حطت الطائرة على أرض مطار القاهرة قبيل الفجر وبدت أمل مستنزفة القوى تشعر بالأنهاك وبعدما أنهت اجراءات الوصول وغادرت المطار أشارات إلى إحدى السيارات لتقلها إلى منزل خالتها نعمة وما أن جلست بداخل السيارة حتى حل عليها التعب وأحست بصدرها يشتعل من جديد تحاملت على ألامها وهزت رأسها تنفض ضعفها ذاك وصاحت توبخ نفسها سرا قائلة
.. مينفعش تستسلمي للضعف دلوقتي خلاص وقت الندم والتراجع فات وعدى من ساعة ما قررتي ترفضي كل حاجة وترجعي ولا عايزة يتقال عليك ضعيفة زي ما إيهاب قالك فوقي يا أمل ووريهم كلهم أنك مش لعبة بيحركوها زي ما هما عايزين أنت مش عروسة مريونت ولا كم مهمل أنت لازم تثبتي لهم أنك قوية وقادرة تواجهي الكل حتى لو ھتموتي بعدها
لازم تبثبتي إن أمل الضعيفة المستكينة ماټت وأنتهت للأبد لازم تخليهم يتحسروا أنهم خسروك وتكشفي لهم غلطهم لما سمحوا لها ترجع بينهم تاني
متابعة القراءة