كان لي
المحتويات
فتنامى ڠضبها وتفجر كلما ضج صوته بأحد كلماته أنت ضعيفة مملتيش عين خطيبك أخدوها فحضنهم هزت رأسها بقوة وتركت هاتف شقيقتها يسقط من يدها ومع انفعالها وتسارع أنفاسها ضاقت عليها فجأة وأحتشى قلبها پألم مباغت وبلحظات ساءت حالتها فكافحت لألتقاط أنفاسها وتزامن مع ولوج ضحى التي أسرعت نحوها وصړخت بجزع ما أن رأت شفتا شقيقتها تصطبغ بلون أزرق قاتم ووجها يكاد يحاكي وجوه المۏتي لم تراها أمل أنما غشى بصرها صورة خالد وإيمان فدفعت شقيقتها بوهن بعيدا عنها ولم يكن أمام ضحى غير الصړاخ بقوة تستغيث بخالها والجميع اندفع أمجد وحازم لداخل الغرفة وأقترب منها وضمھا بين ذراعيه في حين جذب أحمد ضحى بعيدا عن شقيقتها وحاول تهدأتها ووقف حازم يشعر بتجمد يضرب كيانه لينفض ذعره بعيدا ووقف بجوارها وقال بمثابرة
تخلصت أمل من ذراعي خالها وأبتعدت عنهم يدها تعتصر مقدمة ثوبها وعيناها زائغة بدت تدور بتيه حول نفسها دموعها تسيل بلا توقف لتسكن فجأة وتسقط أرضا ليسقط قلب حازم معها بين قدميه وهم بالأقتراب منها فمنعه أمجد وصاح بحدة
.. أتصلوا بالاسعاف بسرعة أمل لازم تتنقل المستشفى حالا.
.. الأسعاف هياخد وقت على ما يوصل فطلبت منهم يبعتوا لنا أسعاف طائر كلها دقايق ويكونوا هنا.
لم تمض دقائق معدودة وكانت طائرة الأسعاف تحط بالقرب منهم وخلال ثوان حمل المسعفون أمل ورافقهم أمجد وألتفت لأحمد وقال
.. خلي بالك من ضحى وسيب حازم اللي يسوق العربية وأنا هفضل على تواصل معاكم لحد ما توصلوا.
.. يلا بينا علشان نلحق نوصل وحاولي تهدي وتتماسكي شوية أمل قوية وإن شاء الله هتبقى بخير.
تولى حازم بوجه متصلب قيادة السيارة قلبه يرجف پخوف وتعتريه برودة قاټلة فصغيرته سقطت فجأة تنازع الحياة بأنفاس خاڤتة زفر مستغفرا ورفع بصره لتصطدم عيناه بعينا ضحى الباكية فعقد حاجبيه وسألها بحدة ما أن تذكر تصرفها المشين مع شقيقتها وقال
التصقت ضحى پخوف بأحمد بتلقائية فنظرات حازم إليها أخافتها وحين صړخ بها لتجيبه طلب منه أحمد التريث والهدوء فازدردت ضحى لعابها وقالت بصوت مضطرب
أبعدها أحمد عنه وحدق بوجهها وسألها برفق
.. أهدي يا ضحى وفهمينا إيه اللي حصل.
ازداد بكاؤها وابتعدت عنه وقالت وهي تخفض وجهها
.. إيهاب أتصل على موبايلي وأنا خۏفت أرد عليه فأمل قالت لي أخرج وهي هتتصرف معاه ولما خرجت حسيت بالذنب إني سبتها لوحدها فرجعت ليها لقيتها بالحالة اللي
ثار ڠضب أحمد وسالها بحدة
.. وهو إيهاب جاب رقمك منين وأساسا بيتصل بيك ليه ما خلاص نهينا كل حاجة وكل واحد راح لحاله عايز إيه منك فهميني.
فجر أحمد حنقها فأجابته بحدة
.. أنا معرفش جاب رقمي منين ومش عارفة كلمها قال لها إيه فبلاش لهجة الأتهام اللي فصوتك أنت وحازم وافتكروا إن اللي تعبت دي تبقى أختي الوحيدة فاهمين أختي أنا لا هي أختك يا أحمد ولا هي مراتك يا حازم علشان تتهمني أني أذيتها.
انخرطت ضحى في بكاء حار ولزمت مكانها بعيدا عن أحمد ورفضت اعتذاره منها وتهربت من عينا حازم الذي لام نفسه لتهوره واستسلامه لغضبه وبعد بضع ساعات صف سيارته أمام المشفى وهرولوا جميعا إلى الداخل ليصطدما بأمجد يجلس أمام إحدى الغرف منكس الرأس فسارعت ضحى وسألته باكية
.. طمني يا خالو أمل عاملة إيه وهي فين أنا عايزة أشوفها أرجوك يا خالو.
جذبها أمجد واحتضنها وربت على ظهرها بحنو وقال
.. أختك فالعناية يا ضحى والدكاترة من وقت ما أخدوها وهما متحفظين فالكلام لسه محدش جه وأتكلم معايا فأهدي وأدعي لها إن شاء الله خير.
جلست إلى جواره وأشاحت بوجهها عن أحمد وحازم وهمهمت قائلة
.. طيب حضرتك هتبلغ بابا ولا ناوي تعمل إيه.
هز أمجد رأسه بالنفي وقال
.. بلاش نتصل دلوقتي وخلينا نستنى لما نشوف الدكاترة هتقولنا إيه.
حاول حازم التواصل مع أحد الأطباء ولكن بلا جدوى فالجميع منهمك في متابعة الحالات الوافدة للمشفى ومضى الوقت قاټلا عليهم حتى ظهر أحد الأطباء أمامهم وقال
.. لقد حالفنا الحظ وتمكنا من جعل حالتها شبه مستقرة للوقت الراهن وكما أخبركم طبيبها سابقا أن عليها الخضوع للجراحة بأسرع وقت فحالة الشريان متضرة للغاية وأصبح وصول الډم إلى القلب شبه مستحيل ونحن نظرا لحالتها الخطړة وضعناها بقائمة الأنتظار.
زادت كلمات الطبيب من توجسهم وخوفهم فأجهشت ضحى في البكاء من جديد وأخذ لسان أمجد يستغفر ويدعو الله ليصدمهم حازم حين أعترض طريق الطبيب وهتف بصوت ثابت
.. لا تنتظر مجيء قلب لزوجتي وأسرع ورتب أمر خضوعها للجراحة فأنا سأعطيها قلبي هيا دعنا ننهي إجراءت ال.
منعه أمجد من أتمام كلماته وجذبه إلى صدره ليعلو نحيب حازم وصوته الممزق يقول
.. خليه ياخد قلبي يا أمجد قوله إني مستعد أضحي بحياتي كلها علشان خاطرها المهم إن أمل تكون بخير أرجوك يا أمجد فهمه إني مستعد و.
شدد أمجد من أحتضانه وسارع أحمد وأحاطهما بذراعيه ليأتي صوت أمجد يقول
.. أهدى يا حازم ووحد الله ومتقلقش إن شاء الله أمل هتكون بخير وبعدين تفتكر أنها هتقبل بأنها تخسرك حتى ولو علشان تنقذها.
تابعت ضحى ما يدور أمامها بعيون متسعة لا تصدق أن يصل حب حازم لشقيقتها إلى هذا الحد وتساءلت أيعقل أن يحب أحد أخر ليصل به الأمر للتضحية بحياته من أجله.
وبعد مرور بعض الوقت سألته ضحى بإحترام
.. قد كده بتحب أمل يا حازم معقول بتحبها لدرجة إنك عايز تديها قلبك.
أجابها وعيناها تحدق بزجاج الغرفة المعتم
.. وهو عمري إيه من غيرها أساسا أنا مقدرش أعيش وهي مش معايا علشان دي أمل اللي معاها عرفت يعني إيه حب ومعنى العشق واللي دعيت ربي إنه يقدرني علشان أسعدها وأعوضها عن كل حاجة وجعتها فتفكري بعد ما ربنا كرمني بملاك زيها ينفع أسيبها تروح مني.
الفصل السادس والعشرون. رافضة أعيش.
بعد مرور يومين غابت خلالهما أمل عن الوعي وباتت في عالم يفصلها عن الجميع أعادها عقلها الذي بدأ يستعيد وعيه إلى واقعها لترفض پغضب ما بدأ يجول بداخلها فتردد صوت إيهاب بكلماته جعلها تنتفض بصړاخ مدوي جعل طاقم التمريض يجفل ويسرع باتجاهها وعلى أثرهم أندفع طبيبها بعد أن ابلغته إحدى الممرضات عن حالة الهياج الغريبة التي أصابتها ليلج بنفس توقيت نزعها لكافة أسلاك الأجهزة المتصلة بها فحاولت إحدة الممرضات منعها فازداد هياج أمل وتعالى صړاخها يصم الأذان ومدت يدها ونزعت أنابيب المحاليل المتصلة بوريدها غير مهتمة بنزيفها حاول طبيبها محادثتها ولكنها رفعت يداها
متابعة القراءة