سلسلة الاقدار
المحتويات
لم تكتفي فقد كانت كمن أراد تطهير قلبها من كل شئ فقد جاءتها فرصتها علي طبق من ذهب للتخلص من كل تلك الآثام و الذنوب لذلك عزمت إلا تضيعها من يدها ..
شعرت بباب الغرفة يفتح فالتقمت عيناها ذلك الذي أطل عليها بجسده الضخم و حضوره الطاغي فحاولت كتم أنفاسها و اغلاق جفونها عن رؤيته ولكنها لم تستطيع منع قلبها الذي تاق لرؤيته فهاجت حتي آلمها صدرها ولكنها قمعت كل ما تشعر به داخلها و واصلت التمثيل بأنها نائمة و كم كان هذا شاقا وهي تشعر به يقف قبالتها و عينيه تطوفان علي ملامحها التي اهتزت و كذلك جسدها حين شعرت بأنامله تتجول بحرية علي ذراعها و كأنه أراد إخبارها بأنها كاذبة فاشلة ..
ولدت شحنات اقترابه نيرانا هوجاء بداخلها سرعان ما تحولت إلي ڠضب حارق جراء كلماته فالتفتت پغضب تألم له جرحها فخرجت آهه مټألمة من شفتيها جعلته يقترب منها بلهفه لاقت صداها بقلبها خاصة حين قال باهتمام
بالراحة .. في ايه اهدي شويه ..
كان المها جلي علي ملامحها للحد الذي جعلها عاجزة عن الرد فجاءت لمسته حانيه علي وجنتها وهو يقول بنبرته العابثة
في تلك اللحظة كانت تود أن تلعنه فهو يقف أمامها بكامل أسلحته و هي عزلاء و جريحه و هناك خېانة تلوح بالآفاق من قلبها الوغد الذي يتأثر بقربه بطريقة كبيرة جعلت لهجتها مرتجفة وهي تقول
اخرج بره يا طارق..
مش هخرج ..
كان يتحدث بسلاسة استفزتها فصاحت پغضب
هو انت مش شايف ان انا تعبانه و مش حمل ۏجع اكتر من اللي انا فيه ..
استنكر عقلها حديثه علي عكس قلبها الذي رضخ بإذعان لوجوده بجانبها علي الرغم من چراحها النازفة
انت كنت السبب في جزء كبير اوي منه . عشان كدا أخرج ..
شعرت بثقل السرير الذي تنام فوقه فعلمت أنه جلس بجانبها و سرعان ما شعرت بتيار كهربائي ب أنحاء جسدها حين احتوت كفوفه كفها بحنان جعل العبرات تعرف طريقها الي عينيها وخاصة حين أضاف بخشونة
التفتت الي الجهة الأخرى و صاحت حانقة
مش مصدقاك .
مش مهم .
اثارتها كلمته البسيطة فاعادت نظراتها إليه مرة أخري لتقع أسيرة تلك الابتسامة الرائعة التي أضاءت ملامحه و خاصة حين أضاف بخفوت
بللت حلقها الذي جف من نظراته المغويه وكلماته الغامضة و قالت بنبرة متحشرجة
وهو ايه بقي اللي نويت عليه
اني انسي كل اللي حصل و ابتدي معاك من دلوقتي. جاهزة نرمي كل حاجه ورا ضهرنا و نكمل المشوار سوي
جاهزة يا طارق ابدأ من جديد ..
بس مش معاك . معنديش نية أبدأ معاك من جديد ولا اكمل معاك في مشوارك ..
لدهشتها لم تنمحي بسمته أو حتي تهتز نظراته إنما
أخذت أنامله تلهو فوق كفها بخفة تجلت في نبرته حين قال
عارفه انا طول عمري مش محبوب في العيلة ليه
ليه
أجابها يشدد علي كل حرف يغادر شفاهه و تؤازره نظراته القوية تجاهها
عشان أنا اكتر واحد بيعرف يحدد أهدافه صح و بيعرف ازاي يوصلها.
ذوق عافيه إجبار .كل الوسائل عندي متاحة و مفيش حاجه بتقف قدامي .
لن تنكر ابدا ذلك الشعور بالبهجة الذي غزي قلبها جراء كلماته ولكنها حاولت ارتداء قناع البرود أمام نظراته التي أذابت عظامها فتابع بخشونة
طبعا كل الحاجات دي بالنسبالك عيوب بس هقولك علي ميزة حلو اوي فيا . انا شخص مبيقاوحش في الغلط ولا بيكسف أنه يعترف بيه. و لأول مرة هيعتذر عنه . انا اسف .. سامحيني..
فاق الأمر حدود الروعة فهذا الرجل الذي لا تفلح أي كلمات في سرد صفاته يجلس أمامها و يضع قلبه بين كفوفها بل و يعتذر منها علي خطأه الذي بناء علي ما حدث يعد غير مقصود . ولكنه يعتذر لأجلها ..
تدفقت العبرات بغزارة من مقلتيها فلأول مرة بحياتها تشعر بأن أحد يحارب لأجلها . يشعرها أنها شئ ثمين يخشي ضياعه .
عبراتها عرت شعورها في تلك اللحظة فانتزعت عينيها من بين براثن عينيه الصقرية وهي تقول بنبرة متحشرجة
انا تعبانة و عايزة انام ..
جاءت نبرته
نامي و هتصحي تلاقيني هنا .. جنبك.
شدد من كلمته الأخيرة فأخذت نفسا عميقا لأول مرة يحمل الراحه الي صدرها و أغمضت عينيها بينما يديها مازلت عالقة
متابعة القراءة