سلسلة الاقدار
المحتويات
كنت أقل بكتير من إنك تسيب أثر يستدعي أي مجهود..
تلاحقت الإهانات بصدره فلم يعد يستطيع الحديث فجاءه صوت سالم الجامد حين قال
نرجع لموضوعنا . وصلت للورقة دي ازاي
تفاجئ الجميع من استفهام سالم الذي تبلور الاحتقار على ملامحه و ازدرد حازم ريقه بصعوبة و هو يقول كاذبا
ما أنا قلت . شيرين.
اخرس ولآخر مرة هسألك جبت الورقة دي ازاي
عرفت من الكلب ناجي إن سالم نقل ميراثي باسم جنة و.. ابنها ! و كنت عايز أسرق الورق دا . جبت عربية و فيها رجالة نزلوا اتخانقوا مع مجاهد كان غرضهم يشغلوه عشان ادخل أسرق الورق من المكتب و وقتها سليم جه و ملحقتش اخده بس شفت الورقة دي و خدتها عشان كنت عارف إن ناجي هيغدر بيا!
أنت ازاي قادر تكون وحش كدا
الټفت الجميع إلى سليم الذي كان يقف أمام باب المنزل و بيده جنة التي كان الاحتقار يشوه ملامحها وهي تطالع حازم الذي لمع الڠضب لوهلة بعينيه و سرعان ما انطفئ حين صاح سليم بحړقة
تشكلت طبقة كريستالية من الدموع في مقلتيه وهو يقترب متابعا بنبرة مشجبة
أمك و سالم و حلا . كلهم كانوا روحهم فيك .. محدش فيهم قسي عليك أبدا . سالم دا كان بيعتبرك ابنه . يستاهل منك كدا
مفكرتش في أمك اللي كذا مرة كانت ھتموت مننا بسببك مفكرتش في حلا . أختك مفكرتش فيها و أنت بتهتك عرض بنات الناس كدا
صمت لثوان قبل أن يضيف بحړقة
ليه
تساقطت العبرات من مقلتيه احتجاجا على هذا الألم الهائل بصدره فتقدم منه و قام بدفعه بكلتا يديه وهو يزمجر بشراسة ارتعدت لها الأبدان
كان استفهاما مؤلما هربت جميع منه الإجابات فلم يلقى صدي سوى رأس منكث و قلب لأول مرة يزوره الندم فلم يجد من الكلمات ما يسعفه ولم يستطيع حتى مواجهة نظراتهم فتابع سليم بنبرة لوعت قلوب الحاضرين
معندكش إجابة يا حازم مفيش مبرر واحد عندك تقوله يطفي نارنا حاجه واحدة تخلينا نقدر نرفع راسنا وسط الناس ..
كفاية يا سليم . هو اللي حكم على نفسه ..
تقدم من بينهم جميعا مرورا به و هو يأمره بجفاء
ورايا ..
لم يتحدث بحرف بل تقدم خلف سالم محڼي الرأس فلم يحتمل سليم ما يحدث فانطلق هاربا إلى الخارج حتى أن نداءات جنة لم توقفه فاقتربت منها فرح تمسك بيدها وهي تقول بحنو
سيبيه يا جنة .. خليه يهدي مع نفسه شويه .
جنة بأسى و قلب يتقاسم ۏجع المحبوب
ازاي أنت مشوفتيش حالته يا فرح
تحدث مروان
هذه المرة بدلا عن فرح
فرح عندها حق يا جنة . سليم في أقصى مراحل ضعفه و يأسه . بلاش تروحي وراه من غير حاجة هو حاسس بالإحراج منك و مننا كلنا . سيبيه هو عارف هيتخلص من كل دا ازاي ..
لم تستطيع احتمال كل ما يحدث معها فأحنت رأسها لتقترب منها همت بأقدام متوجسة قائلة بترقب تخشى رفضها
مروان عنده حق يا جنة. اللي مروا بيه يا بنتي مش سهل.
رفعت جنة رأسها تطالعها بحزن تجلى في إيماءة بسيطة من رأسها فاطمأنت همت قليلا و اقتربت تمسد بحنو على كتفها و تضمن لهجتها وهي تقول
اطلعي أنت ارتاحي شوية في اوضتك على ما هو يكون رجع . ولو عايزة تسيبي محمود معايا عشان تعرفي تنامي براحتك سيبيه
نبش القلق حوافره في قلبها فازدادت من ضمة محمود أكثر إلى صدرها فتابعت همت تطمأنها
مټخافيش عليه يا جنة. دا في عنيا والله . وأنت وفرح زي سما و شيرين ..
انفرطت عقدة دموعها مع آخر كلمة تفوهت بها فتحمحمت فرح ثم قالت بهدوء
أكيد طبعا يا حاجه همت . سيبي محمود معاها يا جنة و اطلعي ريحي فوق..
ارسمت ابتسامة بسيطة على محياها قبل أن تناولها الصغير و التفتت تناظر فرح بحزن احتوته فرح بضمة قوية وهي تهمس بأذنها برفق
متقلقيش .. خلي عندك حسن ظن بربنا و اعرفي إني مش هسيب أي حد أو أي حاجة تأذيكي طول مانا عايشة ..
هدأ الفؤاد بكلماتها فشددت جنة من ضمھا قبل أن ترفع رأسها وهي تقول بامتنان
ربنا ما يحرمني منك أبدا ..
ولا يحرمني منك ..
كان الجميع يشاهد ما يحدث بتأثر فتقدم هو إلى حيث تقف وقال بخفوت صارم
تعالي ورايا عالمكتب..
ارتجف قلب شيرين الذي كان يخشى المواجهة كثيرا ولكنها في النهاية اذعنت إلى ما طلبه و تقدمت تجر أقدامها المثقلة
متابعة القراءة