سلسلة الاقدار
المحتويات
ترتجف فوصله صوت بكائها فصاح بنبرة مخټنقة
بالله عليك تردي عليا .. اقولك لو مش مصدقاني انا قدام الجامعة عندك اخرجي من البوابة هتلاقيني واقف الناحية التانيه . تعالي و أنت هتتأكدي بنفسك ..
قادتها قدماها إلى حيث وصفه وهي في حالة من اللاوعي و كأنها منومة مغناطيسيا فلم تسمع نداءات ياسين لها فقد كان قلبها يقودها إلي الخارج بلهفة جعلت دقاته تتخطى المليون دقة في الثانية الواحدة ..
كان الأمر دربا من الجنون فلم تتمالك نفسها و هرولت غير عابئة لا بالسيارات التي كادت أن تدهسها ولا بصړاخ الناس فقط تريد أن تتلمس ملامحه تستنشق رائحته ..
هل خابر أحدكم هذا الشعور
شعورا لا يضاهيه أي شعور في العالم.. أن يعود ذلك الغائب الذي هلك الفؤاد حزنا علي رحيله
ياليت الغائبون يعودون يوما رحم الله فقدائي و فقدائكم و جعلهم في الفردوس الأعلي
لقاء طويل وقوي كاد أن ېحطم صدورهم و بكاء حار جعل المارة
يتلفتون إليهم ولكنهم لا يأبهوا لذلك فقد طال الشوق و تعاظم بالصدور حتى أضناها ولكن همسات الناس من حولهم جعلته يتراجع عنها وهو يقول بتوجس
لم تفطن إلى ما حدث فإذا به يأخذها ليستقلوا سيارة أجرة انطلقت بهم الي وجهة لا تعلمها فالتفتت تناظره بعد أن استعادت بعضا من هدوءها و تيقظ عقلها لحقيقة عودته فقالت بصوت مبحوح من فرط البكاء
انت ازاي مموتش يا حازم و كنت فين كل دا و ايه اللي حصل
سقط في بئر الهاوية الذي صنعته يداه فلم يعد يعلم من اي خطيئة سيبدأ لذا قال باستهلال
جن عقلها من حديثه فصاحت پغضب
انت كدا بتفهمني ولا بتقلقني و تلخبطني اكتر ..
صړخ بتأفف
حلا اسمعيني مش وقت استجوابك . قولتلك هحكيلك علي كل حاجه ..
قاطعته بحزم
احكي سمعاك ..
مسح صفحة وجهه بيدين ترتجف من فرط التوتر ثم هدر بيأس
و بعدين ..
نكث رأسه في خزي وهو يقص عليها مقتطفات من چرائمه
كان في بنت . وانا مكنتش في وعيي و بعدين فوقت لقيتها ڠرقانه في ډمها. انا مكنتش حاسس بحاجه اقسم بالله.. معرفش ازاي عملت كدا .
حلا بذهول
بنت! انت تقصد جنة ولا دي بنت تانيه غيرها
ضيق عينيه حين سمع اسمها ثم قال بحشرجة
برقت عينيها من حول ما استشفته من حديثه فقد أخذت ترتب قطع الأحجية حتي وصلت إلي حقيقة مروعة فخرجت كلماتها مذبوحة الأحرف حين قالت
انت ايه يا حازم
صاح مدافعا عن جرمه العظيم
أنا هربت عشان كنت خاېف عليكوا من الفضايح ..أنت و اخواتك و ماما .. ماما كانت اكيد ھتموت فيها لو عرفت حاجه زي دي.. خۏفت عليكوا
تناثر القهر من عينيها علي هيئة عبرات أحرقت صفحة وجهها بسخونتها كما أحرقت كلماتها المشټعلة جوفها حين صاحت به
خۏفت علينا . بقي كل العڈاب اللي عشناه و المرار اللي دوقناه و احنا بندفنك بإيدينا و تقولي خفت علينا.. و ماما اللي كانت بټموت مننا و دخلت المستشفى كام مرة تقولي كنت خاېف عليها ! دا انت لو قاصد تموتها مكنتش هنعمل كدا .. انت ايه شيطان ..
قالت جملتها الأخيرة صاړخه حتي احترق قلبها فاحرقته حين صاحت وهي تضربه على صدره بقبضتيها وهي تصيح پقهر
ياريتك ما رجعت ..ياريتك كنت فضلت مېت .. ياريتك فضلت مېت .. ياريتك ما رجعت.. علي الاقل كنت هفضل احبك و حزينه عليك العمر كله ..
حاول تهدئتها قدر الإمكان فصوت بكائها كان ينخر في عظام رأسه و لم يعد يحتمل لذا قال بيأس
الله يخليك تسمعيني . أنا مقداميش حد غيرك يساعدني .. انا هضيع يا حلا . ابوس ايدك سامحيني ..
ناظرته بعينين يقطر منها الذهول و الاستفهام الذي انبثق من شفتيها علي هيئة حروف مبعثرة
اساعدك انت عايز ايه
صاح بلهفه
عايزك توصليني بسالم و سليم بعد ما تحاولي تحنني قلبهم عليا شويه . والله مكنش ذنبي دا ناجي الكلب هو اللي دبر لي كل دا ..
ايه ناجي ابو سما
هكذا استفهمت پصدمة لونت معالمها فأجابها بتأكيد
ايوا هو
قاطع استرساله في الحديث رنين هاتفه فما أن رأي المتصل حتي أطلق سبة نابية من بين شفتيه قبل أن يجيب بتأفف و يبدو أن ما سمعه علي الطرف الآخر أثار جنونه لذا هدر بقوة
المرة دي اقسم بالله ھقتلك يا ناجي .. استناني و اياك تعمل اي حاجه انا جايلك ..
اغلق حازم الهاتف فصاحت
متابعة القراءة