سلسلة الاقدار

موقع أيام نيوز

أزمة نفسية كبيرة و خيبة أمل عظيمة
صړاخ قوي جعل الجميع يهب من مكانه و كان أولهم سالم الذي توجه على وجه السرعة إلى أحد الغرف فتفاجئ من تلك التي كانت تقف في أحد الزوايا ممسكة پسكين و كل خلية من جسدها تنتفض و حولها أبويها يحاولان ثنيها عما تنتويه 
اهدي يا بنتي أبوس ايدك .. متحرقيش قلوبنا عليك أكتر من كدا ..
كان هذا صوت رضا والدتها التي كانت تنتحب

قهرا على طفلتها التي نالت منها يد الغدر دون أن تأخذها أي شفقة أو رحمة .
اسمعي كلام أمك يا بنتي. مټخافيش محدش هيقرب منك تاني . 
صړخت لبنى پقهر 
اسكتوا . أنتوا كل اللي يهمكوا الناس وبس. لو حد فيكوا بيفكر فيا مكنتوش هتجوزوني لمچرم زي دا ..
سيبوني أنا ولبنى لوحدنا شوية ..
هكذا تحدث سالم بصرامة فأطاعه الوالدان بإذعان و قلة حيلة مع هذا الوضع الأليم الذي فرض عليهم عنوة..
ممكن تسيبي اللي في ايدك دي عشان نعرف نتكلم ..
كانت لهجته هادئة بعثت في نفسها الطمأنينة ولكنها أبت الإذعان هي الأخرة و صاحت بانفعال
ابعد عني أنا مفيش بيني و بينك كلام . 
سالم محاولا التحلي بفضيلة الصبر معها 
لا في كلام كتير بينا و كنت مستني الوقت المناسب عشان أقوله .
لبنى پقهر 
الوقت المناسب لما تطمن عالمجرم أخوك صح 
سالم بجفاء 
لا مش صح . أنا كنت مستني اطمن عليك. و دلوقتي ارمي اللي في ايدك دا عشان نعرف نتكلم . 
علا صوته في الجملة الأخيرة فاهتزت يدها الممسكة بالسکين و أخذت شهقاتها تعلو وعينيها ترسلان سهاما نافذة إلى أعماقه فأضاف بلهجة مطمئنة 
أنا عمري ما هأذيكي يا لبنى . و كل حاجة اتعملت و هتتعمل عشان مصلحتك. ادي لنفسك فرصة تسمعي مش هتخسري حاجة..
إن تجاوزنا عن لهجته المطمئنة و نبرته التي شابهتها فقد كان الإمتثال لأوامره هو الخيار الوحيد أمامها لذا ألقت بالسکين جانبا٠ قبل أن تفترش الأرض پقهر انبعث من عينيها على هيئة أنهار لم تفلح أي كلمات في ردعها ولكنه اقترب منها خطوتان وهو يقول بنبرة متزنة على عكس ما يجول بخاطره من لوعة و شفقة على حالها 
أنا عارف إن أي كلام هيتقال مش هيعزيكي ولا هيواسيكي عن اللي حصلك . 
صمت لثوان يتجرع حنظل ما يحمله بجوفه قبل أن يقول بنبرة متحشرجة 
و على الرغم من أني عمري ما اعتذرت لحد طول حياتي بس أنا مدين ليك باعتذار .
سحب نفسا قويا بداخله قبل أن يقول بخشونة
أنا آسف يا لبنى. على كل حاجة وحشة حصلتلك بسبب حازم .. 
تعلقت نظراتها بملامحه التي بدا عليها الألم و الكدر و كأنه ينازع ليخرج هذه الكلمات من بين شفتاه
بس أنت مغلطتش عشان تعتذر ..
سالم بلهجة تتضور ۏجعا 
غلطي أنت أصغر من إنك تفهميه . و حازم دا يعتبر ابني و مسئول مني ..
احنى رأسه قائلا بمرارة 
وعشان كدا و مهما عمل أنت بتدور على مصلحته و خلتني أتنازل و جوزتني ليه عشان تضمن أنه ميتأذيش ..
فاجأتها كثيرا نبرته التي كانت حادة كنصل السکين 
لا .. كلامك مش صحيح. جوزتك ليه عشان أضمن حقك و أضمن مستقبلك. 
رسمت معالمها عدم الفهم فأردف بجمود 
الناس بره مبترحمش . ومهما كنت ضحېة مش هيتعاطفوا معاك . بس اسم الوزان يخليهم يفكروا ألف مرة قبل ما حد يتعرضلك بأذى..
تعلم مدى صدقه ولكنها لم تكن تستطيع تقبل وجود ذلك الوغد بحياتها أبدا لذا صړخت پقهر 
بس أنا مش قادرة حتى أشوفه قدام عيني دا واحد سرق مني حياتي و شرفي وعمري كله ازاي عايزيني ابقي مراته و أعيش معاه ازاي
جاء إنقاذه علي هيئة قنبلة نووية تفجرت الوسط فتبدل كل شيء
مين قالك أنك هتشوفيه ولا حتى هتعيشي معاه 
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت 
تقصد ايه 
زفر بقوة محاولا ابتلاع أشواك حديثه بجوفه قبل أن يجيبها بجفاء 
يعني دا جواز على ورق يضمن حقك و يضمن أنك متتعرضيش لأي موقف سيء لو فكرتي تتجوزي تاني . لأن هيبقى معاك ورقة طلاق ..
فطنت إلى معنى حديثه و الذي من فرط ما يحمله من طمأنة لروحها المعذبة لم تصدقه لذا هبت بتوسل 
أنت مبتكذبش عليا صح مش هتسيبه يدمر الباقي من حياتي صح 
امتزج الألم مع الڠضب بداخله فشكلا لوحة مريعة لرجل يحاول الثبات أمام ثقل تلك الجبال الماثلة فوق صدره و بشق الأنفس استطاع

أن يخرج صوته جامدا حين قال 
قد ما آذاكي هيتأذي و قد ما خد منك هيدفع ..
تقصد ايه 
استفهمت بترقب فالټفت ينظر إلى النافذة يحاول كبح جماح غضبه هو يجيبها بمرارة و كأن صبارا نبت في جوفه 
هتعيشي في بيته وهو لأ..هتعيشي وسط أهلك وهو لأ .. هتكملي تعليمك و هو لأ ..هتتمتعي بفلوسه وهو لأ .. كلنا هنبقي حواليك وهو لأ..
أخذ نفسا قويا قبل أن يتابع بخشونة 
قوليلي ايه تاني يرضيكي وأنا هعمله 
لم تصدق ما تسمعه بأذنيها . فلم تكن تبغى
تم نسخ الرابط