زخات العشق والهوي

موقع أيام نيوز


الأعوام على مهدية سنوات عجاف ومازالت لاتعرف إلى متى سيظل الحال بها هكذا الوضع يسوء وحالتها المادية من سئ لأسوء .
فقدت والدتها بعد صراع طويل مع المړض والذي توارثته شقيقتها داليا بعد ذلك
جدها دائما يرسل لها لكنها تتحجج بالعمل ولكن في حقيقة الأمر هي تتجنب رؤية 
بلال تماما رغم أنها تتوق شوقا لرؤيته بحلة الشرطة لكنه مازال يسخر منها ومن حالها المخزي لاتعرف لماذا يتعمد جرحها بهذه الطريقة في كل مرة تتحدث معه يؤكد لها أن مهدي على حق بل كل الحق حين قال أنه لايشرفه أنها تكون ابنة عمه وأنها مثال لايحتزى به ويخشى على أخته منها .

لن تنسى حديثه لها وتعمد إھانتها ما أن سألته ذات مرة عن مدى صدق ماقاله لمهدي ليؤكد لها أنه قال كل هذا ويزيد عليه اكثر من ذلك لكنه لايريد أن يعكر صفو حياته بسببها .
قررت الابتعاد عنه تماما وهذا أكثر ما أزعجه ود لو تأتي له دائما تخبره بأنها متعبة تريده أو والدها بحتاج لشئ اي شيئا كهذا ليحدثها قليلا 
لكنها انشغلت في مرض اختها التي قررت أن تختم حياتها بالزواج قبل المۏت وتكون هذه آخر أمنية لها حققتها لها مهدية تنازلت عن جميع االمفروشات والأجهزة الكهربائية التي ابتاعتها بالتقسيط ظنا منها أنها ستتزوج ذات يوم وقررت أن تخفف العبئ عن والدها .
وبعد مناوشات عديدة بينها وبين والدها في تقديم موعد الزفاف لشقيقتها وافق على مضض فطلب منها أن تذهب لجدها وتخبره بأن بموعد عقد القران والزفاف وعليه الحضور
رغم ضيقها من ذهابها لبيت جدها ورؤيته مرة أخرى إلا إنها يجب عليها تنفيذ الأمر لتسير الأمور بشكل طبيعي .
قامت بالاتصال على وصال وعلمت بطريقة غيرة مباشرة أنه ذهب لصديق عمره غفرانومن المختمل أن يقضي سهرته معه 
وعدتها بأنها سوف تتناول وجبة العشاء معها فوافقت على مضض جلستا في ردهة الشقة 
وتبادلتا أطراف الحديث حول موضوعات عديدة انتصطت وصال لها بجميع حواسها بينما كانت مهدية تخبرها بالحديث دون توقف وبعفويتها التي اعتادت عليها منها .
خرج بلال من الحجرة وقاطعها ساخرا وهو يحمل الصحن البلاستيك بين يده وقال
أنا اعرف واحدة زمان لما فكرت تعاكسني قالت لي كتفك يا ابوالعيال
وقبل ما ارد عليها واعرفها اني واد مخلص وكدا قامت رزعاني واحدة إمتى اخط همومي ع همومك وغسلتي تغسل هدومك جبت أجلي
وحاليا أنا بغسل الابيض لوحده والالوان لوحده ومش لاقي فردة الشراب الضايعة 
سيبك يامهدية هو كدا بلال بيحب يغلس عليا دايما يلا احكي لي ها حصل إيه بعد كدا
إنتوا هتفضلوا تحكوا وتسبوني اغسل الغسيل 
ردت وصال بعدم اكتراث 
لأ انشروا في البلكونة 
وإيه كمان يا مرات ابويا
ردت وصال متأففة وقالت 
يوووه بقي يابلال سيبه وأنا هنشره وامشي روح لصاحبك 
صاحبي مش فاضي 
سألته بنبرة متعجبة 
ليه بيعمل إيه 
أجابها وهو يلج الشرفة وقال 
عنده دور غسيل زيي كدا يا أستاذة
استغلت دخوله الشرفة وتابعت بفضول وهي تقول بسعادة 
يعني غفران كدا بيحبني زي مابحبه 
ردت مهدية وقالت بجدية 
مش عارفة بس كل اللي بتقولي دا بيقول إنه بيحبك
تنهدت باحباط 
ودي هعرفها ازاي 
ردت مهدية بنبرة هادئة 
من عينه اللي بيحب عينه بتبقي ڤضحاه
بعد مرور ساعة تقريبا. عاد الجد إلى البيت بعد أن انتهى من صلاة العشاء ولج بخطوات بسيطة وقال بسعادة حقيقية
إيه دا إيه دا دا القمر بحاله تندنا يا مرحب يامرحب
سعادة لاتوصف من الجد وترحيب علي غير عادته لكن انظروا من أتى لبيته بعد كل هذه السنوات أتت مهدية حبيبته وروح الفؤاد هي أغلى لديه من أبيها ذاته .
جلست معه وبدأت تخبره لماذا أتت طلب منها أن تقوده لغرفته جلس علي حافة الفراش وطلب منها أن تأتي بصندرق خشبي مزخرف حملته بحذر ووضعته بينهما طلب منها أن تفتحه نفذت أمره دون نقاش قام بسحب مبلغ مادي كبير وضعه في يدها وقال ممازحا 
قولي لأبوك عقبال مهدية وهيبقى ليها أحلى هدية
ردت بإبتسامة واسعة وقالت 
ربنا يخليك ليا ياحبيبي بس ممكن طلب ياجدي 
قولي ياقلب جدك 
تعال وادي له أنت اللي عاوز تتديه له هتبقى ليها فرحة تانية وكمان تشرف داليا قدام عيلة جوزها
كان على عيني يامهدية بس أنت عارفة الصحة مبتقش زي الأول وانا م هقدر اطلع الدور الرابع 
لأ ياحبيبي احنا عاملين الفرح في قاعة أفراح وهتبقى ليلة كبيرة اوي 
خلاص إذا كان اجاي ياسلام
تابع ممازحا وهو يقترب منها وقال 
ونشوف عروسة حلوة كدا وارمي الواد بلال دا لكلاب السكك
ردت باسمة وهي تقبل يده 
احسن بردو
خرجا الاثنان بعد أن اتفقا علي كل شئ تناولت معهم وجلة العشاء بعد إصرار شديد من جدها عليها كان ينظر لها بجانب عينه 
يريد أن ينزع عنها خجلها لتتناول وجبته بأريحية لكن ما علمه بعد ذلك أنها تتناول قليلا من الطعام . تغيرت كثيرا مهدية اصبحت غامضة أكثر من ذي قبل الخزن يعتري وجهها قبل قلبها هل هي حزينة هكذا لفراق والدتها وتحملها مسؤولية البيت من بعدها 
انتشله جده من شروده وسأله بتعجب قائلا 
غريبة أول مرة تتعشى معانا يعني ومتقلش هروح لغفران !
رد بتلعثم وهو يتناول وجبته 
اصل هو مشغول شوية عشان كدا قلت اتعشى معاك ياجدي غلطان يعني !!
لا ازاي ياريتك تغلط كدا على طول
تركتهم بعد ما قضت مايقارب الثلاث ساعات في بيت جدها وضع في يدها مبلغ نقدي أتى في وقته حقا فكانت لا تملك حتى قوت هذا اليوم قبلت النقود ثم رفعتهم على جبينها وقالت بإرتياح 
الحمد لله يارب مخذلتنيش
قررت أن تبتاع كل مايحتاجه البيت والبراد لم تنسى أي شئ مهما كان صغيرا المبلغ الذى اعطاها له جدها تجاوز الالفي جنيها لذلك وداعا للتشقف هذا الهر ومرحبا باللحوم والاسماك التي نست مذاقهم حقا .
كانت تقف على بداية الحارة في أرض فضاء في انتظار شاب تجاوز الخامسة والعشرون من عمره ملابسه غير مهندمة وعلى مايبدو أنه من المسجلين خطړ لدى الشرطة الټفت حوله وهو يخرج الامبول الصغير وضعت هي النقود في يده وعادت للبيت بعد أن قامت بتوصيته علي أن يأتي في موعده غدا ولا داعي للتأخير كعادته .
بعد مرور أسبوعا كاملا
اليوم يوم زفاف أختها داليا وأخيرا تتطل بالأبيض مع زوجها الذي تمنته كثيرا رغم رفض والدها إلا إنه وافق بعد مناقشات عدة مع مهدية آآآه من تلك الفتاة التي لم ترحم نفسها وتفعل كل ما يمكن لسداد ديون والدها المتراكمة واتمام حفل زفاف أختها لم تطلب المساعدة من أحد ولكن جدها وعمتها لم يتركوها ودائما في صفها اينما كانت .
كانت تقف أمام باب القاعة تنتظر الشاب الذي تبتاع منه المخدر لأختها رغم خۏفها الشديد من ادمانها له إلا إنها لم تجد البديل فدورها في كشف العمليات مازال طويل لا تعرف متى ينتهي أتى وتسلمت منه غرضها لم تكن تعلم أن وصال توثق هذه اللحظة فر هاربا ما أن وجدها تأتي إليها
 

تم نسخ الرابط