زخات العشق والهوي

موقع أيام نيوز


مش عارفة أنت زعلان مني ولا غيرت رقمك ولا إيه حكايتك بالظبط بس أنا كل اللي عاوزه اقوله لك بلاش البعد عشان بيسبب ۏجع أنا مش قده تصبح على خير يا أحلى حاجة عرفتها في حياتي

بعد مرور ثلاث أيام
لا يعلم أحد كيف مروا جاء اتصال من رئيس مالك اخبره في مكالمة سريعة عن وجود اخبار جديدة تخص أخيه.
هذه المرة ذهب معه ريان فقط يعلم جيدا شعوره والمعاناة التي يمر بها للأسف كل شئ يمر به يعلمه جيدا وكأن الزمن يعيد نفسه من جديد . جلسا مقابل اللواء الذي صمت لبرهة قبل أن يستجمع كل شجاعته ليخبره بهدوء .

ابشر يا مالك 
خير يا افندم طمني حصل حاجة جديدة  
جت لنا معلومة بتقول إن في حد بنفس مواصفات عابد أخوك في مستشفى في اسكندرية
رد مالك بلهفة وقلبه يتراقص من فرط السعادة 
طب هو فين يا عرفني فين يا افندم 
اهدأ كدا عشان اللي جاي مش خير
كسا القلق والتوتر ملامح مالك وقال بإحباط 
يعني إيه  
يعني الشخص دا بين الحيا والمۏت
قاطعه رنين هاتف المكتب أشار بسبابته وقال بإبتسامة خفيفة 
لحظة ارد على التليفون
لحظات ووضع سماعة الهاتف عاد ببصره لهما وقال بأسف والحزن لايخلو من نبرة صوته 
للأسف يا مالك الشخص دا ماټ 
لجمت الصدمة لسان مالك تحول من إنسان يتكون من لحم ودم إلى تمثال برع الفنان في نحته عجزت ملامح وجهه عن التعبير بشئ ورفض عقله ترجمة تلك الإشارات التي استقلبها للتو غادر المكان وخلفه ريان يحاول أن يلحق به استقل سيارته وظل ساكنا لا يحرك قيد أنملة .
تولى ريان مهمته وبدأ في التحدث ليخفف عنه وقال بنبرة حزينة مرتعشة 
كل اللي أنت بتمر بيه أنا مريت بي وقلت إنها نهاية الدنيا بس اكتشفت إنها بداية لكل حاجة ربيت أدهم وعوضني عن غيابه و
قاطعه مالك وقال بمرارة 
أنت لقيت اللي يعوضك عن غيابه لكن أنا مش هلاقي اللي يعوضني
تابع حديثه من بين دموعه 
عابد مكنش مجرد أخ دا أبويا واخويا وكل حياتي عابد قبل ما كنت بقول تعبان كان بيقف جنبي وحاسس بيا عابد كان اللي معاه مش لي وعمره ما بخل عليا بأي حاجة أنا لو طلبت نور عينه مكنش هيستخسره فيا أنا من غيره ولا حاجة أنا من غيره صفر على الشمال أنا مش عاوز حاجة تعوضني بيه أنا عاوزه هو عمري ما هاحب حد قده حتى لو كان ابنه ولا هعمل زي أنت ما عملت لأن ببساطة أنا ضهري اتكسر عابد كان ضهري عكازي اللي بتسند عليه وخلاص راح ومافيش حتى حاجة من ريحته تخلي اسمه لسه موجود أنا خلاص بقت جسم من غير روح .

في منزل عابد 
علم الجميع بآخر الأخبار هزت صرخاتهن جدران البيت وامتلاء البيت بالناس فقدت فيروز وعيها وتم نقلها إلى مشفى قريبة بالبيت بعد محاولة قطع رسغها لتلحق بشقيقها الأكبر أما والدتها تحلت بالهدوء المريب ولج مالك بعد معانأة الجميع يريدون أن يأتون معه لكنه رفض توقف أمام والدته وقال بصوت متحشرج إثر البكاء 
أنا رايح اجيب عابد
بلع غصته وتابع بمرارة 
هيتغسل في المس
قاطعته بمرارة 
لأ 
تابعته بمرارة في حلقها 
ابني هيتغسل هنا وهيخرج من هنا
استدار بجسده ولم يجيب على حديثها بكلمة واحدة فقامت بالقبض على ياقة قميصه وقالت بصړاخ 
لو عملت غير كدا اقسم بالله لاقټلك زيه ابني يخرج من بيت ابوه فاهم ولالأ
ربت بيده على يدها وقال بصوت مبحوح 
حاضر
ما إن غادر بدأت هي مهمتها الأولى في مراسم الغسل حاولت النساء مساعدتها لكنها رفضت كانت تتنقل بين الغرف بهدوء مريب وقفت أمام خزانة الملابس خاصتها لتخرج المنشفة الجديدة التي اهدها لها مع مجموعة أخرى في احد المناسبات ضمتها لحضنها وهي تتذكر كلماته لها حين قال 
كل سنة وأنت طيبة يا ست الحبايب دا طقم فوط بدل الفوطة اللي حرقتها هاشيلها لما اموت ابقى خلي اخواتك البنات يغسلوني بيها وليه متقوليش إني أنا اللي اموت قبل اليوم دا وساعاتها تتطليعها تخلي مالك يغسلني بيها بعد الشړ عليك لو قلت كدا تاني والله هخاصمك ربنا يبارك في عمرك أنت واخواتك أوعى تقول كدا تاني ياعابد قلبي بيوجعني يبقى كمان بلاش توجعي قلبي أنا عليك 
انسابت دموعها على وجنتها وهي تنظر لسقف الغرفة تمتمت بكلمات معاتبة لابنها الفقيد تنهدت بحړقة وهي تقول بمرارة
ليه وجعت قلب أمك يا عابد ليه رحت للڼار برجلك ليه وجعت قلبي آآآآآه ابن عمري آآآه ياكسرة قلبي وضهري عليك ياعابد
توقفت عن البكاء لتكمل المهمة التالية بدأت تجوب المكان بأكمله وفي كل ركن له ذكرى معه من طفولته إلى الشباب كانت تعض على أناملها من الندم انتهت من المراسم وجلست بين النساء بملامح جامدة .


ولج عدنان يبحث عن والدته في كل مكان وجدها تخرج من المرحاض وهي تجفف يدها بالمنشفة هرول نحوها وقال بسرعة 
ماما 
خير يا عدنان في إيه  
وتين فين  
في أوضتها ليه !
بلع لعابه وقال بهدوء 
عابد ماټ
سقطت المنشفة من يدها وقالت بدهشة 
خلاص اتأكدتوا 
أومأ لها برأسه وقال بأسف 
للأسف اه 
يعني عابد ماټ خلاص كدا !!
رد عدنان بحزن والدموعه في عيناه 
مالك قال إنه في طريقه لاسكندرية عشان يستلم جثته ويكمل مراسم الډفن بابا بيقل لك اجهزي عشان تروحي عند طنط ولاء وخلي وتين تجهز لأن عابد هيتغسل في بيتهم 
قالها وهو يهم بالخروج من الغرفة فلحقت به والدته وسألته بفضول 
عدنان أنت رايح فين 
عاد ليرد عليها وقال 
هروح مع عاكف اسكندرية عشان نوقف مع مالك
صمت لبرهة ثم قال بحزن
عارفة يا ماما أول مرة أعرف إن عابد غالي عند الكل كدا مافيش حد وسمع خبر ۏفاته وإن فعلا ماټ إلا و بكى من قلبه عليه
ردت جميلة مؤيدة لحديث ابنها وقالت 
عابد كان حبيب الكل يا عدنان وكان صاحب الكل وعمره مازعل حد وچرح حد
بادرها بسؤاله عن حال شقيقته وقال 
تفتكري وتين هتعمل إيه لما تعرف آخر الأخبار
ردت بنبرة حائرة 
مش عارفة يا عدنان مش عارفة دي لحد اللحظة رافضة تصدق وقالت هاتوا لي جثته عشان اصدق مش عارفة اوصلها الخبر ازاي
ربت بيده على كفها وهو ينظر لشاشة هاتفه ليجد المتصل عاكف الذي يطلب منه التعجل بدل من أن يتحرك بمفرده غادر سريعا وترك لأمه مهمة توصيل الخبر إلى شقيقته.
وقفت حائرة بين الدخول لغرفتها أم غرفة ابنتها وبعد تفكير لم يدوم طويلا ولجت حجرة ابنتها وطلبت منها أن ترتدي ملابس العزاء .
طالعتها وتين ثم قالت بهدوء 
مش هروح في حته يا ماما
تنهدت جميلة بعمق قبل أن تجلس جوار ابنتها لتخبرها بهدوء ولكنها رفضت أن تستمع لها هذه المرة وقفت عن طرف الفراش وقالت بنبرة لا تقبل النقاش 
مش هكرر كلامي تاني في الموضوع دا هاتولي. چثة عابد وغسلوه
 

تم نسخ الرابط