زخات العشق والهوي
المحتويات
لأعرفك مين هو بلال
ردت ساخرة وهي تنظر حولها ثم عادت ببصرها لجدها وقالت من بين أسنانه وإبتسامة مزيفة
وحياة أمي أنا لو مالميت نفسك لاعرفك مين أنا واخرس بقى عشان جدك بيبص علينا
انتهى الحفل ولم ينتهي شاجرهما على أبسط الأسباب رفضت مهدية العودة مع جدها خوفا من تصرفات ذاك الملعۏن بدلت ثيابها ومددت جسدها على الفراش وهي تنظر لأختها التي تتحدث عن أمنيتها في الزواج من أحدهم وأن يكلل الله حبهما بتتويجها ملكة على عرش قلبه .
أيعقل أنه لا بالطبع لا لن يحدث هذا في أحلامها
نعم هي تعشق أغاظته تذوب عشقا وهي تراه في حالة ڠضب شديدة اللعڼة على ما تبتسم أيتها الحمقاء على من قام بضړبك ووصفك بالعهر .
تبدلت ملامحها السعيدة من غيرته الشديدة عليها في ثوان لأخرى غاضبة من نفسها بأن سولت لها نفسها أن تفكر فيه ك حبيب .
حتى سطعت خيوط الشمس وهو مازال جالسا على حافة الفراش أيعقل أنها تمارس الرذيلة مع ابن خالها وتتحدث عن العفة أمامه !!
أم يكن ذاك البغيض ظالم ويلقي باتهاماته الباطلة عليها ! عذرا كيف تكون باطلة وهي تؤكد دائما له بأنها مع ذاك المهدي بطريقة أو بأخرى .
نهض عن الفراش پعنف وهو يرفع هاتفه على أذنه في انتظار رد الجهة الأخرى مرة تلو الأخرى ولم ترد على مكالماته التي وصل عددها لعشرين مرة .
اللعڼة عليك إذا كل ماقاله مهدي صحيح وهي بائعة هوى من الدرجة الأولى .
في منزل والدة سلطان
كانت فيروز تقف على أعتاب باب شقتها لوحت بيدها قبل أن تغادر أتت لتخبرها بأهمية مجئيها لحفل عيد الميلاد الأيام تمر على الجميع عدا هي
فعلت كل شئ لتتجاوز هذه الأزمة أزمة ابتعد عنها بجسده وترك لها ذكرياته في كل مكان ياله من ملعۏن ويالها من مسكينة لعنها بعشقه .
فتحت الباب وجدته أمامها توقف الزمن عند هذه اللحظة .
المرة الوحيدة التي رأته فيه كانت يوم ۏفاة شاهيناز أتى كالضيف قام بمواساة ابن عمته وغادر لإنشغاله باعمال كثيرة في المانيا
عاد اليوم وحاملا طفلة صغيرة تجاوزت عامها الثاني منذ ستة أشهر تقريبا تسمر كلاهما على باب بيته هي بالداخل وهو بالخارج كانت الصغيرة ترفرف بقدماها بالهواء نظرت له وتمتمت بصوتها الرقيق قائلة
شعرت فيروز بؤخزة في قلبها لو تركت لجسدها الرأي لسقط للتو فاقدا الوعي انتشلتهما والدته من بئر أفكارهما وهي تقول بإبتسامة عريضة وسعادة حقيقة
سلطان حمد الله على سلامتك ياحبيبي
تابعت وهي ترفع الصغيرة من الحامل الذي يلتف حول كتفيه وخاصره وقالت بعتاب
اخس عليك يا سلطان معذبها كدا قلت لك كدا غلط على رجليها تعالي ياقلب ناناه
التفتت لها فيروز وكأنها لدغة للتو هي على علم بزواجه وأن لديه ابنة ولم تخبرها رغم طيلة هذه المدة ! ماكان منها إلا الهروب قبل أن ير دموعها تنحنحت وقالت بنبرة متحشرجة
عن أذنكم عندي شغل
فيروز استني نتغدا سوى
معلش مرة تانية
نظر سلطان لوالدته وقال بجدية متجاهلا تلك التي تكاد ټموت قهرا منا يحدث الآن
ماما هاسيب لي لي معاك عندي مشوار مهم وهتأخر
ماشي يا حبيبي متقلقش عليها وهي معايا خلي بالك من نفسك
مال سلطان وضم كف الصغيرة بين راحتيه وقال بتحذير واضح وصريح
لي لي اوعي تعملي شقاوة
ردت والدته بجدية مصطنعة
ياخويا سبها تعمل اللي يعجبها وبعدين هي بتفهم مصري
اه شوية يلا هاسيبك بقى
أخيرا وصل المصعد الكهربائي إلى الطابق الذي تقف امامه فيروز ولجته وهي تجر قدماها جرا هل تزوج من غيرها أم أصبح أب دون الزواج بإحداهن فهذا شئ طبيعي في الدول الأوروبية !!
انتبهت لتوقف المصعد ودخوله عاد سلطان بوجه آخر لا تعرفه رجل يتمتع بالجمود حد الجليد .
كانت تنظر له وهو يدعي الانشغال بهاتفه يعلم جيدا أنها تراه توقف المصعد في الطابق الأرضي خرجا الأثنان وكأنهم غرباء عن بعضهم البعض .
استقل سيارته في ذات الوقت التي تحاول أن تستجمع شتات نفسها لتستقل سيارة الأجرة
طلبت من السائق أن يقودها حيث مقر شركة
ريان الأنصاري لتستقبل سلطان البغدادي
من جديد وكأن الزمان يعيد نفسه بكل تفاصيل ذات اليوم التي تقابلت معه لأول مرة .
جلس على أحد المقاعد في انتظار خروج أحدهم كانت تحاول التركيز بشتى الطرق أما هو يحاول اقحام عقله في أي شئ يشغله عنها
أتاها أمر ريان بدخولها لمعرفة هواية من يجلس في غرفة مكتبها
طرقات خفيفة اخبرته فيها بصوت مرتعش
دكتور سلطان البغدادي في انتظارك ريان باشا
دخلي بسرعة يا فيروز
وأنا جيت
ابن حلال فيروز شوفي يشرب ايه
قهوة مظبوطة عشان قعدتنا مطولة ياعمي
فيروز اتنين قهوة مظبوطة بسرعة من فضلك
حاضر
بعد مرور نصف ساعة
دخلت بعد أن طلب منها ريان دخولها على وجه السرعة
خير يا فندم
فيروز فين ملف شرم الشيخ
قدام حضرتك اهو
معلش دماغي مقلوبة
طب أنا خلصت شغلي ومختاجة امشي بدري النهاردا
ليه
حضرتك عارف إن النهاردا عيد ميلاد ملك وكلنا بنحضر لها مفاجاة
لأ معلش الغي اي حفلات النهاردا عشان أنا وأنت وسلطان هنسافر شرم الشيخ
بس عابد ومالك مش هيوفقوا على سفري وكمان هما مشغولين مش عاوزة الغبط مواعيدهم
أنت معايا أنا وملكيش دعوة لا بعابد ولا مالك معايا أنا هتبقي ف أمان يلا حضري نفسك ومتنسيش تروخي لأدهم مكتبه وتعرفي إن طيارته فاضل عليها ساعتين
حاضر عن أذنك
فيروز
نعم
خدي سلطان معاك وعرفيه كل حاجة عن مشروع شرم الشيخ
أومأت برأسها علامة الإيجاب قبل أن تغادر غرفة المكتب بينما استوقف ريان سلطان وهو يضم أنامله وقال بخفوت
سلطان
نعم
خليك صبور
ابتسم له وقال بهدوء
متقلقش
سار بخطوات هادئة واثقة متجها نحو مكتبها ولج وهو ينظر حول بنظرات متفحصة وكأنه تاركا إياه ليلة أمس جلس على المقعد الجلدي ذو المسندان الكبيران ظل يتابعها في صمت مطبق بينما هي كانت عيناها معلقتان على شاشة الحاسوب النقال
تنهي اعمالها انتفضت إثر قربه الشديد وهو يميل بجذعه العلوي للأمام وقال بجدية
الملف دا المفروض إنه بتاعي وأنا بتابعه بنفسي مين قالك اشتغلي !
نظرت له وظلت شاردة في ملامح وجهه التي فقدتها كثيرا رفرفت باهدابها على إثر طرقعة أنامله وهو ينتشلها من بئر أفكارها وراح يقول
رحت فين
احم ولا حتة اتفضل كمل شغلك
سار بخطوات هادئة وجلس على المقعد من جديد وهو يقول بعدم اكتراث
لأ مليش مزاج كملي أنت
ثم نظر في ساعة معصمه وقال بتذكر
أنت مش المفروض تمشي بدري عشان عيدميلاد ملك
متابعة القراءة