زخات العشق والهوي
المحتويات
من وجهة نظرها فهو رجل أعمال مرموق كيف له أن يعطي سعرا كهذا .
بدأ المزاد يشتعل والأصوات تختلط ببعض أصبحت لاتعرف من الذي قال سعر أعلى من غيره وضعت يدها على أذنيها وقالت بصوت مرتفع وعلى وجهها إبتسامة بشوشة رغم الحزن الدفين الذي يغلف قلبها على فستانها الأبيض
باااااس واحدة واحدة كله هياخد اللي هو عاوزه بس بسعر يليق بيا وبحاجتي
100 الف
ردت بإعجاب شديد وقالت بغمزة من جانب عيناها
وااو 100 مرة واحدة مبروك عليك يا دوك
أمام باب شقة والدة غفران
كان يقف بلال وبين يده مجموعة من الكتب والأقلام الفرحة كانت هي التي تقوده نحوه أتى ليخبره بأنه سيعود إلى التعليم من جديد لن يترك لأحد يختار مستقبله أو يمنعه عن من يحب ربما نجح صديقه في إقناعه بإحدى الطرق ولكن والدته كانت لها رأيا آخر تسمر بلال أمام الباب ما أن وصل إلى مسامعه حديثها الغاضب حين قالت بصوتها المرتفع
رد غفران مدافعا عنه بكل ما أوتي من قوة
مين اللي قال كدا بلال دايما يشجعني وبيخليني اذاكر عشان اوصل للي عاوزاه أنت ظالماه يا ماما
تنفست بعمق وقالت بنبرة حادة لا تقبل النقاش
كلامي منتهي يا غفران الولد دا مستحيل تمشي معاه لأ مستحيل يدخل البيت دا اصلا ولا تروح بيته ودا آخر كلامي أنا ماسبتش الصعيد واهلي وناسي عشانك وأنت تمشي لي مع واحد فاشل زي دا وهيجرك معاه للفشل
رفعته وهي تقبض على كتفيه وقالت بصوت مرتفع ونبرة تغلفها صيغة الأمر
بص لمستقبلك وشوف نفسك وبس اللي زي بلال دا هيرجعك لوار أوعى تبص لحد أقل منك في كل حاجة
بلال مش أقل مني في ياما
تركها وذهب إليه ضړب بحديثها عرض الحائط دبت قدماها أرضا من فرط غيظها أما هو بحث عنه في كل مكان يعرفه لم يجد أمامه سوى المكان المفضل له أسفل أحد الكباري حيث يمدد جسده المنهك منذ الصباح وقف غفران باحثا بعيناه عنه في كل مكان
أنت كيف تنعس اهني مخايفش العربسة تتدوسك وصاحبها مش شايفك
تجاهلت بلال حديثه ونام على جانبه الأيسر لم يتحمل غفران هذا التجاهل فقام بسبه كما اعتاد منه خرج من أسفل السيارة وجلس على أحد سلالم الدرج ثم دس يده في جيبه وأخرج علبة التبغ خاصته قام بإشعال واحدة وهو يقول بنبرة ساخرة
خير يا دكتور غفران جاي المنطقة البيئة دي ليه
جاي لك
تعمل بيا إيه
أثناء حديثهما كان يسير رجل عجوز تجاوز السبعين عاما يحمل بعد الأطعمة الجاهزة توقف بلال أمامه وهو يقوم بفتح سلاحھ الأبيض وقال بنبرة هادئة
الشنطة دي تلزمني ياجدي
رد العجوز وهو بالكاد يقف على قدماه
يا ابني والله ما حاجتي دي حاجة ولاد ابني هما جعانين و
هدر بصوت جهوري قائلا
خللللللص بقل لك الشنطة دي تلزمني
حذبها منه عنوة وسار تجاه سلام الدرج مرة أخرى جلس وقام بفتحها بدا في تناولها متجاهلا توسل ذاك العجوز الذي طلب منه إعطاء ما تبقى منها لم يتحمل غفران معاملة بلال لذاك المسكين وقال پغضب بعد أن نزع الطعام من يده عنوة ووضعه في الحقيبة البلاستيكة مرة أخرى نظر له وقال
اتفضل يا حاج احنا مبناكلش أكل مدفعنا حقه هو كان بيهزر معاك بس
خد يابني كمل أكلك وأنا كفاية عليا دول
ثم نظر لغفران وقال بامتنان
ربنا يسترها معاك دنيا وآخرة
ختم حديثه وهو يوجهه لبلال وقال
ربنا يهديك ويبعدك عن السكة اللي أنت ماشي فيها دي خسارتك في الپهدلة
تلك الكلمة وقعت على قلبه كالحمم البركانية أججته وجعلته يود لو ېقتله ليمنعه من تكملة باق حديثه غادر الرجل قبب أن يزهق عمره على يد طفلا لم يتجاوز الرابعة عشر أو تجاوزها بقليل نظر له صديقه وقال پغضب جم
اللي أنت بتعمله دا أكبر غلط ارجع سكة الحړام يا بلال
ردبلال بلامبالاة
معلش ياغفران ماهو أنا ملقتش أم تعرفني الصح من الغلط ولا أب يقل لي الحلال والحرام عشان كدا تلاقيني بنام تحت كوبري انام تحت عربية وباكل عادي اكل مسروق ماهو أنا لو مأكلتش الأكل المسروق ھموت من الجوع
يا بلال أنا آسف والله أمي ما كانت تقصد
القى بلال لفافة التبغ بعد أن نفث سحابة كثيفة منها في السماء بأطراف أنامله وهو يستند بمرفقيه علي ركبتيه وقال بإبتسامة ساخرة
ولايهمك ياصاحبي أمك وخاېفة عليك حقها بس وحياة أبوك لما تبقى راجل كدا وتعرف تمشي من غير شورة أمك ابقى تعال كلمني ولحد دا مايحصل ملكش دعوة انام تحت عربية ولا العربية تعدي من عليا
أنا صاحبك وزي اخوك يا بلال وخاېف عليك
استدار بلال ورد بصوت عال قائلا بنبرة حادة
ملكش في تخاف عليا ليه كنت ابويا ولا أمي ولا يمكن من دمي وأنا معرفش
ايوا من دمك ايوا دمك دا بيجري في دمي ولانسيت
لا منستش ولا عمري هنسى أنا أكتر واحد بيفتكر اللي وقف جنبهم واللي عمل معاهم جمايل عشان لم يقلبوا عليه يعرف إن عمل الخير ومع ناس متستاهلش امش ياغفران ذاكر لك كلمتين ينفعوك أمك عاوزة تشوفك مهندس ولا دكتور لكن لو مشيت معايا هتبقى فاشل
يا بلال أنت اخويا اللي امي مجبتوش
ابتسمبلال بمرارة وقال بسخرية
واهي أمك مش عاوزني امشي يا غفران ومتجيش هنا تاني أنت اللي زيك ملوش مكان زي دا لكن أنا مبيفرقش معايا انام جنب كلب ولا تحت عربية اهي نومة ولا أكتر ومتخافش يا غفران أنا مش زعلان منك أنا زعلان على نفسي مش أكتر
وقف يتابعه وهو يعود لأصدقاء السوء من جديد انجرف معهم في أعمال النهب والسړقة
يخطط كيف يسرق هذه السيارة أو يلج تلك الشقة لن يتراجع حتى تأتي عمته وتحذره وإن أرادت تضربه لن تتأخر في فعلها .
ذهب إليها بالفعل وسرد لها ماحدث أمام عيناه
وضعت وشاحها الأسود
متابعة القراءة