زخات العشق والهوي

موقع أيام نيوز


أنت بتهزر لأ طبعا مش هينفع 
ليه بس يا ميمي أنا حابب اقضي وقت مع بعض 
طب وماما واخواتي هاقولهم إيه  
متقلقيش أنا اخدت أذن مامتك واخواتك وهما معندهمش اي مانع 
لألأ مش هينفع 
عشان خاطري يا ميمي بلاش تكسري بخاطري وحياتي عندك يا ميمي
وبعد الكثير من المناوشات والجدال حول هذه المعضلة الكبيرة في نظرها رضخت لرغبته على مضض.

مش كنا خلينا الفرحة فرحتنا وجوزنا الواد للبت بس هقول إيه بت وش فقر
أردفت ولاء عباراتها وهي تنظر ل والدة سلطان 
ثم نظرت إلى ابنتها الجالسة بعيدة وحيدة تنظر للجميع بإبتسامة باهتة رغم محاولة إخفائها عارضتها والدة سلطان كالعادة وبررت لها أفعالها وأنها تفعل مايحلو لها برغم أنها تتوق شوقا لرؤية ابنها وفيروزته في أقرب حفل زفاف .
على نفس الطاولة كانت سيلا تحاول كتم المها الذي يزداد بين الفنية والأخرى على ما يبدو أنها ستضع مولودها الثاني في الشهر السابع كما قالت لها الطبيبة حاولت مثيرا أن تكتم الالم لكنها فشلت ضغطت على ذراع وجها وقربته إليها ثم همست بجانب أذنه ودموعها تنساب على خديها ضمھا لحضنه وربت على كتفها بحنان ثم ساعدها على الوقوف بحث بعينه عن اخيه وجده يتراقص
مع زوجته في حالة من العشق سار تجاه والدته وهمس بجانب أذنها فتبدلت ملامحها في ثوان ضمئنته وحاولت أن تذهب معه لكنه رفض وطلب منها المكوث لنهاية الحفل وعدم الافصاح حتى لا ينهي الحفل استقل السيارة بعد أن ساعد زوجته 
في الجلوس والاسترخاء على المقعد المجاور بينما استقلت فيروز في الخلف لقد وصلت سيلا 
لذروة تعبها وتبدل البكاء لصراخات عالية واستنجاد بزوجها ليسرع .
اعترت ملامح الخۏف الشديد على وجهه وهو يربت على خدها بحنان وراح يقول بنبرة مرتعشة
متقلقيش ياروحي قربنا خلاص 
مش قاردة يا مالك ھموت 
لالأ شدي حيلك كدا احنا خلاص قربنا
قاد سيارته بسرعة فائقة ونجا من حوادث عديدة بأعجوبة وصل أخيرا إلى المشفى الخاصة التي تتابع فيه زوجته كانت في استقباله الطبيبة وطمئنته سار معها حتى غرفة العمليات كان يجوب الردهة ذهابا إيابا يزفر بين الفنية والأخرى 
كان هاتف زوجته بين يد فيروز نظرت للهاتف وجدت اسم سلطان يضئ شاشته ابتعدت قليلا وضغطت على زر الإجابة كان يصل إلى مسامعه صوت أنفاسها أما هي كانت تستمع لصوته وهو يحدثها عن اهمية تناول الدواء والاهتمام بصحتها في هذا التوقيت تنحنحت وقالت بتلعثم 
س سيلا بتولد ايوة فيروز احم أنا المستشفى اللي مليكة ولدت فيها مالك قلقان اوي عليها لأ شكرا مع السلامة
كانت مكالمة قصيرة أتت في وقتها المناسب كم اشتاقت لصوته الحنون وهو يطمئنها آآاه لو أتى الآن وترأه كالمرة السابقة علمت أهميته وقربته وكانت مخطئة حين طلبت منه الابتعاد .
الوضع غاية في الصعوبة المولود يريد الخروج والأم تريد التخلص من هذا العڈاب والحالة متعثرة لاتسمح بالولادة الطبيعية قررت الطبيبة أن تلجأ للحل الآخر وبعد التوقيع على بعض الإجراءت ولجت مرة أخرى لتبدأ مهمتها من جديد خلال نصف ساعة كان الجميع في ردهة المشفى ربت عابد على كتف أخيه وطمئنه أنها ستكون بخير وأن الولادة القيصرية أمر سهل وبسيط ليس كالسابق .
جلست فيروز على المقعد وبدأت تردد ما تيسر من القرآن الكريم صدح رنين هاتفها هذه المرة باسمه بعد أن انتهى شحن هاتف سيلا 
وقفت عن المقعد وذهبت بعيدا عنهم بدأت تخبره بما حدث ف اتخذ دوره من جديد وطمئنها ظل يحدثها قرابة الساعة في آحاديث جانبية والغرض الأول من هذه المكالمة هو أن يستمع لصوتهافقط أتى مالك وقال بسرعة ممزوجة بسعادة 
فيروز سيلا ولدت خلاص الحمد لله
أزاحت الهاتف عن أذنها وقالت بإبتسامة عريضة وهي تختضنه 
طب الحمد لله ياحبيبي وهي عاملة إيه  
الحمد لله كويسة 
أنت رايح فين  
هروح اجيب لبس للبيبي وكمان هشتري شوية حاجات
ربتت على كتفه بحنو وحب وقالت 
لا خليك أنت جنبها وأنا هروح اجيب كل حاجة أنا حضرت الشنطة معاها من كام يوم وعارفة هي شايلة الحاجة فين 
هتعبك معايا 
متقولش كدا دا ابني وهي أختي
بعد مرور نصف ساعة تقريبا
وصلت فيروز إلى منزلها صعدت مباشرة إلى شقة مالك بدأت تلملم كل شئ تحتاجه سيلا ثم بعد ذلك فتحت الخزانة الخاصة بغرفة 
بابن اخيها جذبت الحقيبة فسقطت صورتها مع سلطان عقدت حاجبيها متعجبة من وجودها في خزانة زوجة اخيها قادها الفضول لفتح الصندوق الكرتوني فوجدت كل ما يتعلق بذكرياتها معه 
وبعض الخطابات المكتوبة لها بتاريخ قادم قامت بفتح خطاب مختلف عنهما وجدته يشرح لها مايريده كاتبا
مش شرط تقولي إنها مني كفاية إنها تبقى بين ايدها ومتضغطيش عليها أو تجيبي سيرتي في موضوع بينكم بس لو جت سيرتي بالصدفة قولي لها سلطان بيحبك وعمره مافكر يأذيك ولو بعده عنك في راحتك هو عمل كدا بدون أي تردد
سقطت دموعها على الخطاب ضمته لصدرها وكأنها تضمه هو كفكفت دموعها بسرعة ما إن وجدت اسم أخيها يضئ شاشة هاتفها ليطمئن عليها اعادت كل شئ كما كان وغادرت البيت وهي تحمل ملابس المولود الجديد .

في شقة صدفة
جلس بلال يتأمل الصندوق الخشبي الذي دون عليه اسمه كانت الإبتسامة تكشف عن نواجزه أخيرا حصل على الصندوق الذي بحث عنه كثيرا 
اختفت الإبتسامة وهو يتذكر ما قاله عنها حقا هو لا يملك من العقل ولو القدر البسيط.
قرر أن يعتذر لها بطريقة غير مباشرة حاول الاتصال بها لكن دون جدوى فهي مازالت لا ترد على مايبدو أنها انشغلت في شيئا آخر .
جلس الجد جوار حفيده يشاهد الصندوق ثم نظر له وقال بإبتسامة خفيفة 
شايف اهي دي اللي قلت عليها اخدها إيه ربنا ياخدها قبل اخدها أنا ! 
ماخلاص بقى ياجدي كنت بهزر 
تهزر تقوم تتدعي على غيرك !! 
أنت عارف يا جدي إن مهدية جدعة وبنت حلال بس خفيفة 
يعني إيه خفيفة  
يعني بتكلم أي حد وبتروح لأي حد من الآخر كدا مش شايفاها مراتي في المستقبل 
تصدق يا واد أنت أنت خسارة فيك البت دي بكرا ربنا يرزقها بابن الحلال اللي يشيلها في عينه وخليك أنت كدا بتجري ورا وهم 
لا مش وهم وبكرا تقول بلال قال 
خدها مني نصيحة لو هما بيعاملوك دلوقت حلو فدا عشان أنت في نظرهم عيل صغير بيقول كلام وخلاص لكن وقت الجد هياخدوا لبنتهم اللي يليق بيهم وبمركزهم
رد بلال بثقة وغرور 
لأ متقلقش أنا هبقى راجل مالي مركزي
فصدمه الجد قائلا بهدوء 
وتضمن منين إن اللي أنت بتحبها دي هتحبك لما تكبر ولا مين قالك إنها هتتجوزك احلامك حلوة يا ابني بس مش واقعية متتعلقش في حبال هوى دايبة عشان متقعش على جدور رقبتك

في شقة مليكة ومراد
انزلها من بين ذراعيه ووقف في منتصف الردهة مازالت تشعر بالتوتر الشديد لا تعرف ما الخطوة المقبلة عليها فجأها وهو يحتضنها من الخلف ثم ډفن وجهه في عنقها اغمضت عيناها تاركة له حرية
 

تم نسخ الرابط