زخات العشق والهوي

موقع أيام نيوز


تروحي له على رجلك المسافة دي كلها
صمتت برهة قبل أن تستقل سيارته دون أن تعقب على حديثه بكلمة واحدة كاد يعود للبيت من جديد لكنها قامت بفتح الباب مھددة إياه بالنزول منها وهو يقودها إن لم يتوقف اعنذر للمرة المئة بعد الالف وقرر أن يقود سيارته بها إلى منزل 
عابد وليته لم يذهب إلى هناك كادت تترجل من السيارة لكنها سرعان ما نظرت له وقالت بحدة 

افتح الباب
رد بهدوء وقال 
هفتح الباب بس ممكن تهدي شوية
تجاهلت حديثه وكررت ما قالته ترجل هو ثم لف من الجهة الأخرى توقف أمام الباب بسط يده لكنها رفضت أن تضع يدها في راحته ترجلت وقبل أن تتجه إلى عيادته استوقفها أدهم وهو يقبض على معصمها برفق ثم قال 
اهدي كدا احنا في الشارع والناس كلها بتبص علينا أنا طاوعتك وجيت هنا ممكن بقى تسمعي كلامي
دارت حول نفسها لتتأكد أن كل مايحدث ليس من وحي الخيال ولكنه حقيقة واضحة وضوح الشمس بدأت تطلب من عقلها ترجمة مايدور حولها سارت بجانبه وحديث الجيران المصطفون على جانبي الطريق يخترق أذنها كحمم ڼارية ټحرقها من الداخل بكائهم وتحصرهم على شبابه الذي لم يتمتع به عقدت مابين حاجبيها وهي تر العم إبراهيم يكفكف دموعه بطرف أكمامه كان يتمتم بكلمات يترحم فيها عليه امتلاء الطريق بالناس على أمل وصول أي معلومة تتدلهم عليه .
وصلت أخيرا إلى منزله ولجت البناية صعدت سلالم الدرج ومنه إلى شقة والدته تفاجئت بهذا الكم من النساء كان الصمت يسود المكان إلا من صوت نحيب فيروز ومليكه أما والدتهما كانت تتحلى بالجمود على غير العادة توقفت تتابعها بأعين ذاهلة وهي تتحدث بحدة قائلة
محدش يقل لي البقاء لله أنا ابني عايش فاهمين ابني مامتش ابني مستحيل يوجع قلبي عليه مستحيل وبعد اذنكم اتفضلوا عشان عاوزة ارتاح البيت مفتوح ليكم في الفرح مش تيجيواوتقولوا كلام محصلش عن ابني
بعد مرور خمس دقائق
جلست وتين جوار والدة عابد ومازالت تحتفظ بملامح الدهشة والذهول نظرت لها رقالت بتساؤل 
هو عابد فين يا طنط 
نظرتا فيروز ومليكه لبعضهن البعض بينما قالت والدة بثقة لا تعرف مصدرها 
راجع بإذن الله أنا عارفة ابني عمره ماهيوجع قلبي ولا قلبك صح يا وتين 
وقبل أن تسألها سؤالا آخر أتت سيلا بصحبة ابنتها التي ما إن ولجت جلست بين احضان جدتها توقف السائق الخاص بها على اعتاب الشقة وقال بأدب
الشنطة يا سيلا هانم احطها هنا 
ردت بالنفي وقالت 
لأ معلش طلعها قدام شقتي فوق يا عم أحمد 
حاضر ياهانم
سلام عليكم
قالها مالك ومعه عاكف وعدنان في ذات الوقت الذي أمرت فيه زوجته سائقها بأن يصعد بحقيبتها إلى الطابق الثاني لن ينكر أنه لم يتوقع مجيئها في هذا الوقت جلس جوار والدته وقال بنبرة حزينة 
اطمني
ردت فيروز وهي تكفكف دموعها قائلة
إيه لقيته عابد 
اجابها بأسف 
للأسف لأ بس سيادة اللوا طمني وقال إن جثته مش موجودة في المكان اللي اتبلغ عنه
قاطعته مليكه بمرارة في حلقها وقالت 
انا مش فاهمة حاجة !!
تنهد مالك وهو يوزع نظراته بين الجميع ثم قال
عابد اترمى من على حتة عالية من الجبل والديابة اكلت منه لحد دلوقتي الشرطة مش قادرة تحدد إن كانت الديابة آكلته كله ولا حد انقذه هما كلموني لما لاقوه بطاقته ومحفظته في جيب البنطلون مع هدومه وبقاية من دمه اللي سلمها واحد كان شغال دليل في الجبل لفوج سياحي
سألته فيروز بنبرة حائرة 
طب وهو فين 
أجابها بذات النبرة 
محدش عارف الشرطة حاطة احتمالين الأول إن تكون الديابة لا قدر الله آكلته والتاني إن يكون حد شافه وانقذه
تحدثت صدفة أخيرا لتعلن عن وجودها 
طب وإنتوا هتعملوا إيه دلوقتي
اجابها بجدية
الشرطة حاليا بتعمل كل اللي تقدر عليه ومش سايبة خرم إبرة مبتدورش إلا ودورت فيه
ردت صدفة بثقة لا تتناسب مع الموقف لكن قررت أن تكون ومضة الأمل لهم 
طالما ملقتوش جثته يبقى عايش واطمنوا الخبر الۏحش بيوصل بسرعة يعني بإذن الله عايش وبكرا تقولوا صدفة قالت
رفعت فيروز رأسها لسقف المنزل وقالت بتوسل 
يارب ما توجع قلوبنا عليهيارب رجعه لينا بالسلامة واحفظه لينا في اي مكان يروحه
بعد مرور ساعتين
أتى والد صدفة بعد أن هاتف ابنته وأمرها بأن لا تتحرك حتي يأتي هو استقبلته على باب الشقة وساعدته في الدخول جلس جوار مالك وقال بوجه بشوش وهو يوزع نظراته بين الجميع 
ياساتر عاملين كدا ليه يا ولاد 
الټفت له عاكف وعدنان وتبادلوا نظرات التعجب والدهشة بينما تابع هو بجدية قائلا 
ولا تيأسوا من روح الله ۖ إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون 
واخدين بالكم ربنا قالوبعدين مين قال إن لاقدر الله جرا له حاجة مش يمكن حد شافه و اخده عنده
رد مالك بمرارة وعيناه تفيض بالدموع 
ازاي بس وهدومه موجودة وجسمه لأ هي الديابة بردو هتخلي في حتة سليمة 
يا مالك يا ابني خلي أملك في الله كبير وتفائل بالخير الخبر الۏحش بيوصل بسرعة
ردت صدفة بإبتسامة واسعة 
والله دا اللي قلته يا بابا 
طب ياسيدي صدفة بنفسها قالت كدا وصدقني كلامها دا مش هيبقى كلام بتخفف بيه عنكم وبكرا تقولوا صدفة وابوها قالوا
وقف عن الأريكة ووقف الجميع احتراما له نظر لمالك وقال بجدية 
انا مش ها قل لك شد حيلك والكلام دا لأ أنا هاقل لك إن الأيام هتمشي بسرعة وربك هيفرح قلبك ويريح قلب الست والدتك
رد مالك برجاء 
يارب ياعم خليل يارب يسمع منك ادعي لنا بالله عليك نعدي الأيام دي على خير
ابتسم وقال له 
وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان
ادعي ربنا في الليل هو قريب وسامعك وهيستجيب لك صدقني
ثم ختم حديثه قائلا 
أوعى تيأس أوعى يا مالك دا ربنا اسمه الكريم وهيكرمكم برجوعه بإذنه الله
غادر والد صدفة بصحبة ابنته وجاء دور عاكف الذي وقف ونظر في ساعته ثم قال 
أنا هامشي يا سيلا جاية معايا 
ردت بإبتسامة خفيفة 
لأ يا عاكف أنا هفضل هنا 
رد الإبتسامة بأخرى وهو يقول بسعادة لخطوة اخته التي جاءت بالوقت المناسب 
تمام انا كمان هاجي بكرا خلي بالك من نفسك 
وأنت كمان
بعد مرور عشر دقائق كاملة
كانت تسير بجانب والدها وهي تتأبط ذراعه تستمع لحديثه وحزنه الشديد على ما حدث لذاك الشاب طيب القلب ذو إبتسامة بشوشة قاطعته معارضة في نقطة معينه تجادلا فيها كثيرا حتى مازحها بحديثه قائلا 
يابت أنت على طول تجادليني وفي الآخر
ردت مقاطعة إياه بإبتسامة واسعة ونبرة لاتخلو من الثقة 
في الآخر بكون أنا اللي على حق وأنا عندي احساس إن عابد عايش وبكرا تقول صدفة قالت 
يارب يا بنتي بيني وبينك كنت بتكلم وأنا حزين عليه وحاسس إنه فعلا ماټ 
ياحاج يا حاج مش أنت اللي بتقل لي عامل الله باليقين ليفاجئك بالمعجزات اهو أنا بقى واثقة في ربنا خير و
توقفت
 

تم نسخ الرابط