زخات العشق والهوي

موقع أيام نيوز


النقاش فقابلت هذه النبرة الغاضبة بالهدوء الشديد 
ولج غرفته حتى يأتي موعد الخطبة
على الجانب الآخر من نفس الشقة كانت فيروز تسير على الخطة حسب تعليمات مريم  
حاولت إقناع والدتها قدر المستطاع في استقبال العريس ولكنها رفضت رفضا تاما جلست جوارها وقالت برجاء 
ماما ياحبيبتي 
نعم 
العريس جاي كمان شوية قومي البسي 

ماانا لابسة اهو 
ماما دي جلبية بيت هو حضرتك مش واخدة بالك ولا إيه يا أم عابد 
هو دا اللي عندي عجبك ولا محضرش المقابلة 
طب خلاص بس البسي طرحة حلوة بدل خمارالصلاة دا !!
مافيش اقلع 
لأااا خلاص خليك بس قولي لي هنقدم له عصير إيه
مافيش عصير السكر غالي 
ماما في مانجا لسه مالك جايبها النهاردا الصبح مع الجاتوه وعابد جاب حاجات كمان 
شيلتها لرمضان 
والجاتوه !!
فرقته على ولاد اخواتك 
والضيف يأكل إيه يعني ياماما
مايولع هو جاي يأكل ولا إيه
حرام والله ياماما كدا 
أنت بتزعقي لي طب مش هقابله 
وتعالي معايا الاوضة لما الموضوع يبقى رسمي ابقي اخرجي 
ماما النهاردا هنلبس الدبل رسمي اكتر من كدا إيه
قبضت على ذراعها وقالت بغيظ مكتوم 
بت أنت أنت كنت رافضة دلوقت إيه اللي غير رأيك فجاة كدا !!
ردت فيروز بتلعثم قائلة
ماهو أصل أصل يعني 
ردي قولي في إيه  
يووه يا ماما بقى مافيش عجبني العريس ارتاحتي
ردت بصوت مرتفع ساخرة من جملتها 
عجبك عبد السميع
ردت فيروز نافية 
لأ اسمه عبد الرحمن عبد السميع دا في الشهادة 
مش هانسبه يااختي عشان كدا لازم نحفظ اسمه
نظرت لها فيروز وقالت ببلاهة 
اومال إيه اللي هايحصل كمان شوية ياماما 
بصي بقى يا بنت ولاء كلام اخوك يمشي على أي حد إلا أنا والجوازة دي مش هتم إلا بشروطي 
وإيه هي شروطك  
هاتعرفي بعدين مبحبش اعيد الكلام مرتين
بعد مرور نصف ساعة
جلس الجميع في غرفة الضيوف وبدأ عبدالرحمن يخبرهم بتفاصيل الزواج ومقدرته المادية وبعد نقاش طويل دام لثلاث ساعات تقريبا عرض عليهم أن يعقد القران ويتزوج بعد ثلاثة أشهر على الأكثر فتحدثت والدة عابد قائلة بنبرة جادة 
معلش بقى يا ابني كتب الكتاب هيبقى يوم الفرح 
طب ليه ياطنط  
اسكت مش خطيبها الأولاني طلع عيننا لما طلبت الطلاق وحصلت مشاكل كبيرة ومكنش راضي يطلق وفين وفين لما طلق فقلت وعليه بقى المرمطة احنا يا حبيبي نعمل خطوبة الشهرين تلاته دول وبعدين نبقى نشوفوا هتكملوا ولالأ بإذن الله
وافق عبد الرحمن على مضض دس يده في جيب حلته السوادء الأنيقة واخرج علبة مخملية من اللون الأحمر القاتم وبداخلها خاتم الخطبة 
أشار بيده لها وقال بإبتسامة خفيفة 
تسمحي لي 
اتفضل
قالتها وقلبها ينفطر والدموع في مقلها كادتا أن تنساب على خديها لكنها تماسكت أخيرا رفعت  
مليكة يدها على ثغرها لتدوي الزغاريد المكان لكن حدجتها والدتها وقالت بإبتسامة مزيفة 
معلش بقى اصل عندنا مېت 
مين 
جوزها ماټ من مكان شهر بس فرحتها بأختها نستها الأصول 
لا يا طنط ولا يهمك
غادر الجميع الغرفة ليتحدثوا قليلا وبقت والدتها جالسة علي المقعدة تصفف شعر ملك ثم أمرتها تأتي ببعض الخضروات لتقوم بتقطيعها أمامه وهي تقول بعتذار 
معلش أصل أنا بحضر العشا ومش عاوزة اسيبكم لوحدكم احسن ابقى قليلة الذوق
ابتسمت ثم قالت 
منور ياعبده
رد بذات الإبتسامة وقال 
لأ قولي لي يا بودي 
بودي ازاي يا ابني وأنت كبير كدا !! دا لحد النهاردا مدلعتش ولادي الرجالة ومبدلعش غير البنات بس

أنت بتلبسي ومتشيكة كدا ورايحة على فين يامريم  
النهاردا خطوبة فيروز وعبدالرحمن ولازم احضرها 
تحضري خطوبة مين معلش خطوبة خطيبة ابنك الاولانية !! 
لأ بص أنت ومشاكلك دي حلها بعدين إنما أنا هروح الخطوبة تيجي معايا زي أي ابن محترم ولا هتعند زي العيال وتفضل هنا في البيت واروح فرح خطيبتك الاولانية لوحدي وافرح لوحدي قصدي أنا وهي وبودي 
بودك مين !! 
بودي خطيبها ياسلطان مالك ماتركز
رغم معرفته بهذه الخطبة إلا إنه تظاهر بعدم معرفته بها حاولت إشعال غيرته لكنه كان يتمتع بجمود ظاهري لا مثيل له تر كها تذهب إليه وتستمتع بوقتها وجلس هو أمام شاشة حاسوبه النقال لينهي عمله الذي بدأه منذ فترة ليست بالقصيرة.
فشلت أولى محاولاتها لكنها لم تيأس وستظل تسعى جاهدة للعودة من جديد مر اليوم كغيره من الأيام وتمت الخطبة على خير دون أن تخرج
فيروز وعبدالرحمن ليتنالون وجبة العشاء عادت والدة سلطان إلى بيتها وبدأت تتحدث عن جمال العروسان مع وضع لمساتها لتشعل الغيرة لكنه كان ثابتا كالجبال لايتحرك له قيد انملة

بعد مرور شهرا كاملا
عقد عابد قرانه على وتين أخيرا على وعد بإتمام الزيجة بعد الإنتهاء من اختبارات العام وتكمل تعليمها في بيتها بعد الزواج .
كان اليوم جميلا وممتعا على البعض واليعض ماهو إلا يوما يعيد ذكرياته المؤلمة على البعض الآخر فيروز تنظر لسعادة أخيها وزوجته بوجه سعيد رغم الخزن الذي يعتري قلبها تعلم أنها كانت ستحظى بسعادة أكبر من ذلك بكثير إن تزوجت بسلطان إبتسامة خفيفة جعلتها تتذكر تلك المقابلة التي حدثت بمحض الصدفة في شركة ريان الأنصاري
قبل أسبوع من الآن
جلست فيروز بمكتبها في شركة ريان الأنصاري تتابع عملها باهتمام شديد بعد أن رسبت في السنة الأخيرة من جامعتها كانت تنظر للورقة المووع أمامها وتر حياتها مع سلطان وعندما تنتبه لأن ما بين يدها اختبار العام. تقوم المراقبة على اللجنة بسحب الورقة لم تجتاز إلا مادتين تقريبا من المواد المقررة عليها .
ولج سلطان وطرق على سطح المكتب ثم قال بهدوء 
عاوز عمي ريان
رفعت بصرها وقالت بجدية 
ثواني عنده عميل أول ما يخرج هدخلك
صمت لبرهة ثم قال بجدية وبدون مقدمات 
أنا امي بتحبك اكتر ما بتحبني يا فيروز 
ايوا وأنا اعمل إيه مش فاهمة !! 
تبعدي عنها 
عن مين  
ماما ابعدي عنها أنت ووصفاتك 
طب ما تبعد أنت ومعدتك الالماني دي اسهل 
بس دي أمي أنا مش مامتك أنت 
تصدق أنت صعبان عليا 
ليه بقى إن شاء الله  
أصل هي بتحاول تفكر ازاي تسعدك بالاكل المصري الأصيل ونسيت ازاي تعملك الأصل والأصول 
طب ياستي شكرا 
لا متشكرنيش أنا معملتش حاجة واتفضل امشي من المكتب قبل ما عبد الرحمن يجي ويقبل الدنيا دا بغيير عليا مۏت 
يغيير على مين عليك أنت تصدقي مابيفهمش 
راجل راح خطب راجل والله أنا ربنا نجدني 
من الجوازة دي والله
والمطلوب مني إيه اضحك ولا اعمل إيه يادكتور 
لأ مطلوب تتدخليني لريان باشا 
هتتدخله كدا 
كدا ازاي 
شعرك على كتفك كدا عادي استنى اخلي عبدالرحمن يشوف لك توكة أخ نسيت أصله ملوش موضة البنات
عودة إلى الوقت الحالي
كفكفت دموعها المنسابة على خديها قبل أن يرأها أحدهما كان من المفترض أن يأتي سلطان لكنه رفض المجيئ معتذرا بإنشغاله في العمل 
ياله من سلطان قاس القلب كم تشتاق إليه وإلى النظر في عيناه اقترب منها من لاتود رؤيته من البداية ذاك الراجل غريب الاطوار الذي يريد الإنفراد بها
 

تم نسخ الرابط