زخات العشق والهوي

موقع أيام نيوز


التعبير عن سعادته لهذا اليوم لفها بهدوء له وقال بصوت هادئ ونبرة تملؤها الرغبة 
نورتي بيتك يا حياتي
التهم شفتاها في قبلة ناعمة بالكاد تشعر بها ابتعد قليلا عنه وقالت بتلعثم 
أنا عاوزة اعرف ليه مالك ساب الحفلة بدري كدا ومشي
جذبها لحضنه فاصطدمت بصدره وهو يقول بإبتسامة خفيفة وشفتاه لا تبرح قيد أنملة في وجهها لترتوي منه 

ماهو عابد قالك إنه غيران مني عشان اخدت منه
ردت بتلعثم وهي مغمضة العينين 
ب بس بس أنا حاسة إن في حاجة تانية
لم يمهلها فرصة في التفكير لشئ حملها بين ذراعيه وسار تجاه حجرتهما لتبدأ حياتهم الجديدة .

في غرفة سيلا بالمشفى
التف الجميع حول الصغير الذي كان يعاني للخروج لهذه الدنيا احتضن عابد اهيه وهو ينظر للصغير ثم وضع ظرف صغير به مبلغ من المال عاتباه مالك لكنه لم يستمع له من الأساس طلبت ولاء من ابنها أن يحمله ثم يضع بين ذراعي وتينه التي ترقرقت الدموع في عيناها ما إن رأته 
جلس عابد على مسند المقعد وظل يتابع حركات الصغير الذي يتمطع ضحك وقال بسخرية 
بيطمتع وكأنه كان محپوس الواد دا هيطلع غلس على فكرة
ردت وتين بعتاب قائلة 
اخس عليك يا عابد ليه بقى دا حتى كيوت خالص اهو 
ياحبيبتي دي أمه اللي هي أمه بالعافية استحملته سبع شهور مابالك بقى لما يكبر هيعمل فينا إيه !
رد مالك وهو يضع ابنه في حضن والدته وقال 
سمي يا ماما وشوفي حفيدك بتعمل كدا ليه في الواد في أول ساعة لي في الدنيا متخاولش بردو هجوزه لبنتك بأمر الله 
يا عم هو كنت طايقك اخويا عشان اطايقك حما لبنتي وابنك برميل الغلاسة دا جوز بنتي !!
ضحك الجميع على مشاكساتهم التي لن تنتهي كالعادة وتتجدد مع كل موقف ردت سيلا لتفض الڼزاع وتقول بغرور يحق لها وهي تر أعين الصغير التي تشوبه لون السماء وقالت 
وحياة العيون الزرق دول يا عابد لاخلي ابني اللي مش عجبك دا يطلع عين بنتك 
رد مالك وقال بسعادة 
أنا بقول نقرأ الفاتحة على اللي يطلع عين التاني الاول 
ياعم اقعد تقرأ فاتحة مين بس هي جت عشان تقرأ فاتحتها !
هاتيجي ياعم بإذن الله هتيجي وهنقعد نفس القعدة السنة الجاية وساعتها اخد حق ابني الغلبان دا
لم تشارك فيروز هذه الجلسة الجميلة رغم وجودها فهي معهم بجسدها أما عقلها بمكان آخر. لم يتركها في أي مناسبة سعيدة لها يرسل لها الهدايا عن طريق سيلا وكأنها هي التي تهاديها 
نفذت طلباته بدقة حتي لاتعشر أن سلطان هو الذي يأتي بكل هذه الهدايا في كل مرة يبتعد عنها يثبت لها كم هي حمقاء ركلت نعمة من عند الله
الساعة الآن الواحدة بعد منتصف الليل قررت المبيت معها بدلا من أخيها بعد توسلات أن يتركها
جلست تتداعب الصغير وتقبله في يده ثم تنظر لها وتقول 
تعرفي إن نوح هيطلع طويل اوي
ردت سيلا بفضول وقالت 
عرفتي منين بقى  
صوابع ايده طويلة ودا يدل على انه هيبقي طويل 
اها بدانا نطلع في الواد عيوب أنت وعابد 
لأ دا هيبقى حبيب عمته دا محدش يقدر يقرب له
ساد الصمت لبرهة قبل أن تقول فيروز بدون تردد 
سلطان بيسلم عليك 
إيه دا أنت رجعتي تكلمي  
لأ هو اتصل عليك وأنت في العمليات وأنا ردت وعرف 
اهاا
ساد الصمت مرة أخرى حتى قطعته قائلة 
هو هو أنت تعرفي حاجة عنه بعد ما سافر  
مش كتير بصراحة سلطان بطبعه مبيحبش حد يعرف حاجه عنه بس كل اللي اعرفه إنه خلاص قرر يستقر في المانيا ومش هيرجع مصر تاني 
ليه  
بيقول إنه ارتاح هناك ومش حابب يرجع تاتي خلاص 
اها
تحطمت أخلامها على صخرة الواقع بعد أن صډمتها سيلا بقرار سلطان الذي حدثها عنه منذ أيام قليلة انتشلتها من بئر أفكارها صوتها قائلة
إيه رأيك في صدفة  
من ناحية إيه 
يعني عاكف كان عاوز عروسة وانا قلت اخد صدفة هي بنت جميلة وهادية وعجباني بصراحة و
قاطعتها فيروز بإبتسامة باهتة رغم الحزن الذي يعتري قلبها 
عجباك أنت بردو  
طب خلاص عاجبة عاكف وطالب يعرف رايها ارتاحتي !!
والمطلوب مني  
تخليها تيجي عندنا في يوم ويكون عاكف موجود ويقعدوا ويتكلموا سوا 
خلاص هرتب وهاقولك يلا نامي بقيى احسن أناتعبت وعاوزة انام
ولاتها ظهرها على السرير المقابلة وتركت دموعها تنساب على خديها لتلمس قلبها المحترق من قرار ذاك السلطان وكأنه يعقابها دون أن يشعر .
وصل لمسامع سيلا صوت شهقهاتها تحاملت على نفسها وسارت بهدوء وحذر جلست على حافة الفراش ومسدت لى ذراعها اعتدلت من نومتها وارتمت في حضنها خارت كل قواها في البكاء ظلت سيلا تمسد على ظهرها بحنان بالغ 
وهي تردد بعض الكلمات الحانية لها 
متزعليش محدش عارف بكرا ربنا شايل إيه  
أنا خلاص مبقتش عارفة اعمل إيه كل ما اصلح حاجة الاقي حاجة تانية باظت مني ومطلوب مني أنا بردو اللي اصلحها أنا خلاص تعبت
اخرجتها من حضنها وقالت بإبتسامة خفيفة 
اوعي تيأسي يا فيروز أوعي أنا جت عليا فترة قلت مستحيل ارجع أنا مالك لبعض بصت لقيت نفسي حامل وكأن ربنا بيقول إنتوا لبعض والحمل دا هيرجعوا لبعض عدت عليا ساعات كنت محتاجاه فيها اوي وساعات كتير كنت عاوزة ارجع له بس كبريائي مانعني وسنة ورا سنة لقيت بنتي بتكبر وبتسألني عن ابوها وبتقول انه واحشاها اوي بس مكنش اكتر مني قررت ارجع مصر وكل موقف اقول خلاص مستحيل نرجع لبعض لحد ما رجعنا فعلا لبعض وربنا رزقنا بنوح بعدها
ختمت حديثها قائلة
ربما يكمن الخير في باطن الشړ اوعي تيأسي يافيروز لو بتحبي سلطان بجد ارجعي له تاني مش عيب تقولي إنه واحشك ولا عيب تقولي له يلا نرجع ونعيش مع بعض .

بعد مرور عدة أيام وبعدأن اطمئن عابد على عائلته قرر أن يأخذ قسطا من الراحة ويسافر إلى مدينة الإسكندرية واخيرا سرقها من الجميع بعد معاناة لييبقي معها بمفرده قرابة الشهر مر عليهما في سعادة لاتوصف.
كما أنها لاتخلوا من المشاكسات التي تصل حد المشاجرات بينه وبين ريان الذي لم ير ابنته حتى الآن كلما طلبها للمبيت تحجج معه بأنهم مسافران لرحلة قصيرة أو مناسبة تخص عائلته ويجب عليها الحضور .
قرر أن يهاتفها بعد أن علم أنها انتهت من كل المسؤوليات الخاصة بزوجها المعتوه والذي الصقها بها هي الأهرى وهي لاتعي عنها شئ .
ايوا ياوتين أنت فين ياروحي إيه اسكندرية !!
مش كنتوا في مرسى علم من كام يوم عابد هو اللي عملها لك مفاجأة ربنا يسعدكم ياقلبي بس ابقي قولي له بابا بيقل لك ابقي خد رأيه قبل ما تجنن في عقلك وتسافر فجأة كدا عيب احترم نفسك ليه عمل إيه لا ياحبيبتي معملش هو بس كل شوية يبعت لي صوركم ويقل لي إيه رأيك المكان دا أحلى ولا دا فاكرني
 

تم نسخ الرابط