زخات العشق والهوي

موقع أيام نيوز


ساق فوق الأخرى وينفث دخان سيجارته الضخمة وهو يحدث والدها بلهجة آمرة لم يتحمل العجوز هذا الحديث قام بطرده وتوعد له إن اقترب من هذه المنطقة مرة أخرى سيقتلها ولن يتأخر عن فعلها .
خرج محسن وهو يتوعد له بأنه سيأتي بنفسه ويطلب منه بأن يتزوج ابنته بل يقبل قدمه ليوافق
بعد مرور عدة ساعات
كان بلال يراقب مهدية عن كثب وهي تجلس بين النسوة تتحدث معهن وتمرح مع الاطفال في الحارة نظرت في ساعة معصمها لتجدها تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل أتت شقيقتها وهي تحمل الكثير من الأطعمة لتشارك الجيران وجبة السحور الجماعي كانت تراقبه بجانب عيناها تناولت الخبز ووضعت عليه بعض الأطعمة المفضله لديه وقفت عن الحجر الاسمنتي متجهة نحوه علم أنها رأته فحاول الهرب لكنه استوقفته قائلة بسخرية 

استني يا بلال هتمشي من غير ما تتسحر دا حتى يبقى عيب في حقنا يا ابن عمي
تنهد باحباط بعد قبل أن يستدار بجسده نحوها وقال بجدية مصطنعه 
أنا كنت جاي ارجع لك فلوسك
كانت تلوك العلكة بطريقتها المعتادة طالعته بشك ثم قالت بجدية مصطنعه 
ميجيش بعد خيرك يا ابني عمي خد اتسحر الفجر قرب
سار مهدي وهو ينفث سحابة دخان كثيفة في الهواء اقترب منها وقال 
ما تتفضل معانا ولا الباشا مش واخد على أكل الشارع !!
ردت مهدية وقالت بحدة واضحة 
ملكش دعوة بي يا مهدي هو أصلا ماشي 
اه وماله طب روحي كلمي عمتي عشان عاوزك
غادرت مهدية كالبلهاء ولم تفكر ولو لعدة دقائق قليلة أن ذاك الملعۏن يعمل ما بوسعه ليبعدها عن عائلة أبيها وأن بلال تردده سيفسد ما يعمل عليه منذ عدة أشهر .
بدأ يلقي بالسم في أذنه كالافعى نجح في إثبات الاټهامات التي يلقيها عليها بالبطل والعجيب أن الحظ يساعده كثيرا دائما ما تصنع الاشياء التي يطلبها منها دون أن تشعر القدر يتعمد أن يخدمه ونجح في ذلك بالفعل حين غادر بلال وهو يلعنها مرة ويلعن وجوده الذي لايجد له أي مبرر الف مرة .

في شقة عابد
كان يجلس أمام التلفاز في انتظار وتينه أن تنتهي من ترتيب حقيبتها قرع ناقوس الباب ليصدح في المكان قام ليعرف من الطارق تجاوزته والدته وجلست على المقعد سردت له رغبة والدة سلطان في عودة ابنها من جديد بدأ يستمع لها وهي تقول .
يا ابني أنت ابني على عيني وراسي بس أنا سبت لك مرة حرية القرار واختك كانت هتروح فيها منتظر مني إيه وأنا بشوفك بترفض سلطان للمرة اللي تعبت في عدها بقلك أمه عاوزة تخطبها لي تاني
يا ماما أنا خاېف يرجع للي هو في دا تاني أنت ليه مش قادرة تستوعبي دا
مستوعبة بس هو ندمان وحلف مايرجع عن اللي كان بيعمله يبقى احنا نوقف له ليه بالمرصاد !
طب يا ماما اللي حضرتك شايفاه اعملي عشان مترجعيش تقولي أنا السبب
لأ متخافش أنا قعدت مع سلطان وفهمته إنه لو فكر بس لمجرد التفكير يرجع للخمړة والكلام محدش هايقف له غيري 
قعدتي معاه فين  
علي الفيسبوك يا عابد ركز معايا 
اها طب المطلوب مني إيه دلوقتي 
تخرج ياابني وتشوف الدنيا بقالك أسبوعين قافل على نفسك ليل نهار اخرج خلي الشمس تشوفك
ماما أنت شايفة إن أسبوعين كتير عليا !!
ماهو لو الاسبوعين دول بس كنت قلت اه إنما أنت أسبوعين غردقة وأسبوعين في بيتك ولسه بتقول هتسافر اسكندرية ماكفاية
ولاءأنا شامم ريحة غيرة هل دا حدث حقيقي
اغير منك أنت . دا أنا اغير من ملك ولا اغير منك أنا اصلا مش شايفك 
اومال زعلانة ليه بقى من السفر والخروجات
البت وتين بتوحشني لما بتغيب وأنت صراحة ربنا حاجة كدا متتوصفش مابتصدق تلاقي خمس دقايق انشغل فيهم عنها ابص الاقيك خطڤتها وجريت يا ابني لو أنا مرخمة عليك بقعدتها معايا قول بس بلاش شغل اخطڤ واجري دا !!!
وأنت عرفتي منين إني خطڤتها وجريت 
ابتسم وقال بحزن دفين 
بحاول اخرجها من اللي هي في يا ماما 
هي لسه زعلانة 
جدا كانت مبسوطة اوي بخبر الحمل وفجأة كل حاجة راحت 
معلش ياحبيبي بكرا ربنا يعوضكم أنت بس خليك جنبها هي فين صحيح 
جوا بتحضر شنطتها
وقفت عن المقعد وهتفت عدة مرات قبل أن تلج حجرتها كفكفت دموعها وهي ترد بنبرة مخټنقة إثر البكاء وقالت 
اتفضلي يا طنط
جلست والدة عابد على حافة الفراش وقبل أن تكمل حديثها سقطت في المنتصف مدت وتين يدها لتنقذها وهي تحاول جاهدة كبح ضحكتها لكنها فشلت حين قالت بغيظ شديد 
مين اللي كسر السرير دا كدا
توقفت عن الضحك وقالت ببراءة 
دا عابد يا طنط هو اللي كسره
ولج عابد وساعد والدته على النهوض لكنها اجلسته جوارها وقالت بهدوء 
مالك يا ابني قل لي فيك إيه 
سألها بنبرة متعجبة وقال 
في إيه في إيه مش فاهم !!
أجابته
قصدي يعني كل ما تمسك حاجة تتكسر حتي السرير مسلمش منك هي وصلت للسرير يا عابد !! 
سرير إيه ياماما وربنا ماعملت حاجة  
اومال لو عملت ياعابد كان حصل إيه !! عيني عليك يا وتين ربنا يعينك يابنتي 
أنت تقصدي إيه يا ولاء 
في الشقة المقابلة 
وتحديدا في غرفة فيروز ما يحدث لصدفة يذكرها بما حدث لها وكأن شريط حياتها يمر أمام عيناها اڼتقام ثورة ڠضب والحلم الذي يراودها دائما في كيفية قتل ذاك الوغد تكورت على حول نفسها كالجنين في بطن أمه وارخت جفنيها حتي غلبها النعاس عاد الحلم يهاجمها من جديد .
قامت بضربه على مؤخرة رأسه ليسقط محسن أرضا فاقد للوعي مسحت الډماء المتناثرة على وجهها إثر ضربه ثم بصقت عليه قبل أن تذهب إلى ركن الحجرة التقطت السکين ثم چثت على ركبتها وقامت پطعنه أمثر من عشرين طعڼة نافذة إلى البطن جزت على اسنانها وهي تحاول فتح احشائه استغرقت أكثر من نصف ساعة على مايبدو أن السکين الذي يستخدمه الطاهي لتقطيع اللحم لايفيد نظرت إلى الساطور وابتسمت تناولته وبضربة واحدة كانت كافية لفتح باطنه مدت يدها وانتزعت جزء من الكبد رفعته لڼصب عيناها ثم قربته لفمها وقضمت جزء منها وماهي إلا ثوان معدودة وبصقته في وجهه انهت حياته كما أنهى هو حياتها من قبل .
لملمت كل شئ يتعلق بالچريمة وغادرت كما دخلت لتسدل الستار على قصتها التي تحدث عنها الكثير
انتفضت شاهقة ما إن هزتها والدتها مرار لتوقظها 
ضمتها لحضنها وهي تربت على ظهرها بحنو وهي تردد بخفوت بالبسملة سألتها بقلق 
مالك يا حبيبتي في إيه  
كابوس يا ماما كابوس 
خير اللهم اجعله خير متتكلمي عنه وقومي صلي ركعتين لله 
حاضر

في مساء نفس اليوم
كان عاكف جالسا مع شقيقته في منزل صدفة تحدث عن رغبته في الزاوج منها لكنها رفضت وبشدة لم تعير لڠضب والدها أي اهتمام 
وقفت على اعتاب غرفة الضيوف وقالت بحزن دفين 
أنا آسفة يا بابا بس أنا مش موافقة اتجوزه
تبدلت السعادة المرسومة علي ملامح ادجميع بأخرى ذاهلة
 

تم نسخ الرابط