ۏجع الهوى
على اخرى غيرها لن يكون بهذا الشكل الرائع بل الاكثر من رائع فجسدها هى من يجمله ويعطيه الروح وتلك الروعة لذا همس ببطىء يسألها : علشان كده مخلتنيش اشوفه اقتربت ليله منه قائلة بسرعة ولهفةلا خالص بس كل مرة اجى علشان اقيسه ادامك انت انتالتفتت باتجاه الجدة والتى جلست تتابع ما يحدث بينهم باستمتاع ثم التفتت اليه مرة اخرى تخفض عينيها عنه بخجل تتوقف لا تستطيع اكمال حديثها فادرك مقصدها يتذكر جيدا ما حدث بينهم فى كل مرة حاولت فيها ان ترتدى الثوب له يعلم انه هو من لم يعطيه الفرصة وهو ينقض عليها بشوق ولهفة ينجرف معها فى بحور من المشاعر الصافية تنسيه كل شيئ اخر غيرهاتنحنح بصعوبة يحاول اخراج عقله ومشاعره التى ثارت مرة اخرى قائلا بصوت اجش مرتجف : طيب خلاص ماشى بس مش هينفع تلبسى الفستان ده اطلعى يلا غيريه لحاجة تانيةتغللت خيبة الامل بداخلها تنظر ناحية الجدة كانها تقول لها ماذا اخبرتك منذ قليل لكن الجدة غمزت لها باشارة ذات مغزى تذكرها بردها لتلتفت ليله الى بتردد قائلة بصوت حزين : اللى تشوفه يا جلال هطلع ادور وسط فساتينى القديمة والبس اى حاجةهزته نبرة الحزن فى صوتها وتهدل كتفيها باحباط يتابع تقدمها ناحية بخطوات مستسلمة ليلتفت الى الجدة والتى حركت شفتيها دلالة على حزنها هى الاخرى ليحسم امره سريعا يسرع خلفها وهو يناديها مقتربا منها يلف خصرها بيده يجذبها الى صدره قائلا بتحذير وصوت حازم : مش مشكلة خليه عليكى بس اعرفى ايدك متسبش ايدى طول الليلة ولا تبعدى عن عينى ثانية واحدة مفهومهزت راسها بالايجاب سريعا لينحنى اكثر عليها شفتيه تلامس اذنها وهو يهمس بشدة حتى لا يصل صوته الى مسامع الجدة انفاسه تلامسها بنعومة ولكن ما بعث الارتجاف والوهن فى اوصالها هى كلماته التالية والتى قالها بصوت متوعد عابث تعلمه جيدا : بس متفكريش انها هتعدى على كده لسه عقابك جاى بعدين شكلك نسيتى ومحتاجة افكرك مر الوقت وقد حضرت عائلة العريس وقد اقتصر الحضور عليه هو اشقائه ووالدته ووالده تمر الليلة وقد جلس الجميع فى القاعة الكبرى المخصصة لاستقبال رجالا ونساءا فلم يكن هنا داعى لتفريق الجمع فهم عائلة واحدة يسود جو من البهجه والفرح المكان حتى سلمى والتى جلست ترتدى ثوب من اللون السماوى رائع التفصيل سرعان ما ارتسمت السعادة فوق وجهها حين وجدت اهتمام ورقة زوج المستقبل معها وسعادته الواضح بهااما ليلة فقط وفقت فى احدى الاركان تمسك بيدى جلال وقد امسك بها طوال الوقت دون تركها لحظة واحدة حتى حانت لحظة قراءة الفاتحة ليتقدم جلال من الجمع بعد نداء عمه يجلس وسط الرجال وثم يقوم الجميع بتلاوة الفاتحة فى خشوع تتعالى الزغاريد بعدها تعبيرا عن الفرحة وحين قام العريس بالباس العروس شبكتها الذهبية وقفت ليله تتابع ما يحدث بعيون مهتمة وهى ترى الفرحة والسعادة فوق وجه العريس لتهاجمها ذكرى ليلة خطبتها يرتسم فى عينيها الحزن للحظة شاردة تماما عن اقتراب احدى اشقاء العريس منها متسللا يهمس بخفوت وصوت وابتسامة متلاعبة : مكنتش اعرف ان عروسة جلال حلوة كده يا بخته بيكى واللهالتفتت اليه بذهول سرعان ما تحول للڠضب تهم بالرد عليه لكن رؤيتها لاقتراب جلال منهم السريع جعلها تصمت وهى ترى وجهه الحانق وغضبه المتستعير وهو يرمق ذلك الاحمق والذى اخذ يبحث بعينيه عن مهرب ليوقفه صوت جلال الحازم هاتفا به : واقف عندك ليه يا صفوت مش الاصول تقف هناك جنب اخوكتصبب وجه صفوت بالعرق وهو يتحدث قائلا بتلعثم : اه حاضر اللى تشوفه انا هروح له حالاتحرك سريعا يمر بجوار جلال ولكن اوقفته قبضة جلال الحديدية فوق ذراعه وهو يفح من بين انفاسه : ابقى خد بالك بعد كده من الاصول علشان اللى بيبعد عنها بيندم بعد كده ولا ايه يا صفوتاسرع صفوت يهز راسه بالايجاب وبوجه شاحب وقد وصل اليه ما يقصده جلال ثم يسرع بخطوات متعثرة ناحية الجمع من العائلتينليلتفت جلال بعدها الى ليله يمسك بيدها ويسحبها خلفه متجها الى الخارج بخطوات سريعة حاولت ان تجاريه فيها وهى تقول بلهاث : على فين يا جلال انا لسه عاوزة اتفرجتوقفت خطواته بغتة يلتفت اليها لټرتطم بصدره تنظر اليه مضطربة وهو يقول بوجوم وحدة : عاوزة تتفرجى! دانا اللى هفرجك دلوقت تعالى معاياثم جذبها خلفه مرة اخرى غير مبالى بما قد يحدث او يقال عن اختفائهم هذا وقف الجميع فى مدخل المنزل مودعين لعائلة العريس بعد انقضاء وقت بسيط على اختفاء جلال وليله ليسال عن والد العريس حتى يودعه لكن اتت اجابة قدرية السريعة قائلة : تلاقيه رايح يطمن على جدته انت عارف انه مابيقدرش يفوت وقت طويل الا ولازم يطمن عليهابنفسهتقبل والد العريس اجابتها بصدر رحب يعلم جيدا صدق حديثها وما يكنه جلال من محبة شديدة لجدتهلتمضى بهم اللحظات ما بين توديع وتقبيل وتبادل التهانى حتى ذهبوا اخيرا ليقول صبرى فور ذهابهم بأسف : سألوا عن ابن عم العروسة ومحدش فيهم سأل عن المحروس اخوها اللى معرفش اختفى راح فين هو كماناسرعت حبيبة قائلة مدافعة عنه بحكم العادة : يمكن طلع فوق يا عمى انت عارف انه مش بيرتاح مع ولاد الخاللوت زاهية شفتيها قائلة : هو من امتى بيرتاح مع حد علشان يرتاح فيهم يلا هقول ايه بسلم تدرى حبيبة بما تجيبها لتلتفت الى سلمى الصامتة وهى تقف مكانها تتطلع الى يدها الحاملة لدبلتها بذهول واهتمام : مبروك يا سلمى ويارب يتمملك على خيررفعت سلمى نظراتها اليها ترى فيهم الفرحة : الله يبارك فيكى يا حبيبة متشكرة ليكى اووىابتسمت لها حبيبة سعيدة بما تراه فمن الواضح انها تخطت ازمة حبها المزعوم لجلال بسلام فرحة ببدء حياة جديدة مع انسان من الواضح حبه الشديد لهااتى صوت قدرية الحاد مقاطعا لافكارها وهى تهتف بها : روحى شوفى جوزك فين وانا هروح اشوف اخوكى اختفى فين هو كماناسرعت نجية تجيب من خلفها قائلة بهدوء : ستى سيدى جلال طلع اوضته وبيقول مش عاوز حد يزعجه لو مين ما كاناحتقن وجه قدرية بشدة حتى انتفخت عروقها تدير وجهها الى زاهية حين سمعت ضحكتها المكتومة تتطلع اليها بغل ليسرع صبرى فى محاولة لتدارك الامر : طيب حيث كده يبقى نطلع احنا كمان اوضنا وكفاية علينا النهاردة لحد كدهاسرع بجذب زوجته وابنته كل واحدة بيد يصعد بهم الدرج سريعا تتابعهم قدرية بنظراتها قبل ان تلتفت الى حبيبة تهتف بها بحدة : وانتى كمان واقفة عندك ليه يلا اطلعى على اوضتكلم تترد حبيبة ثانية واحدة تتحرك هى الاخرى ناحية الدرج بينما وقفت قدرية تتابعها بشرود وعيون مظلمة يتأكلها نيران اصبحت تلازمها طوال الوقت اقتربت بخطوات هادئة من غرفة ابنة اخيها وقد اتت الليلة اليها حتى تنهى معها خلافاتهم بعد مكالمة اخيها لها