رواية فيصل العاق للكاتبة هدى زايد

موقع أيام نيوز


على تلك المسكينة رغم معرفتها بشتى تفاصيل الأمر إلا إنها في وجهة نظره لا تعلم شئ تنحنحت ثم قالت بنبرتها الهادئة
يعني خلينا كارما دي جارتنا و مش بنت عمو أيمن الله يرحمه مش كنت أنت أول واحد هتقف جنبها يا فيصل 
لو بقى 
كدا تكسفني قدامها يا بابا !
تابعت بحزن 
دي يتيمة و ملهاش حد و مامتها ولا أخوها معاها وكمان الشقة أكيد فاضية مافيهاش حاجة حرام يا بابا 

أنا عارف أنا اللي بجيبه لنفسي يوم ما بزعلك و اصالحك بنفسي اتفضلي روحي ودي لها لقمة
تابع بنبرة تحذيرية و قال
بس من على الباب إياكي تتدخلي جوا و لا تطولي في كلامك معاها 
حاضر يا أحلى فيصل في الدنيا
بعد مرور ساعة
وقفت عن الأريكة متجهة حيث باب الشقة فتحت الباب وجدت أخيها ووالدتها خرجت في نفس الوقت فريدة من المطبخ حاملة قدحان من الشاي الساخن قامت بتعزية والدة كارما ثم كارم الذي ضغط بقوة على كفها 
حاولت فك يده من قبضته فتركه بعد دقيقة كاملة قررت الإنسحاب و هي تقول بعتذار 
معلش مضطرة امشي بابا بيناديني مش محتاجين حاجة !
ردت والدة كارما و قالت
متشكرين يا بنتي متحرمش منك يارب
ابتسمت لهم ثم سارت تجاه باب الشقة سار خلفها كارم الذي لم يترك قيد أنملة إلا تفحصها جيدا تمتم بخفوت لكنها سمعته حين قال
بطل بطل مافيش كلام
نظرت بحدة و لم تعقب على وقاحته تلك فتح لها الباب ثم تمتم بخفوت قبل أن تخرج
محتاج رقمك عشان اتونس بليل يا بطل
ما إن غادرت والدته الردهة جذبها من ذراعها محاولا القرب منها لكنها صڤعته و هي تقول بنبرة مرتعشة
أنت قليل الأدب
نزلت من أسفل ذراعيه التي كانت تحاصرها فتحت باب الشقة ثم هرولت تجاه شقتها ضغطت على زر الناقوس ارسل لها قبلة في الهواء بالتزامن مع غمزة من طرف عينه و بالطبع لم يترك تلك اللحظة إلا و حدثها بوقاحة لم تتعرض لها من قبل .
بعد مرور أسبوع كامل
تعال يا أيوب يا ابني ادخل 
عاملة إيه يا مرات عمي 
هعمل إيه يابني و أنا بنتي مش راضية تعترف مين ابو اللي في بطنها وابني مدمن دا كنت بقول إنه خلاص كبر و هيمسك شغل ابوه فجأة كدا كل حاجة حلوة حلمت بيها راحت 
اهدي يا مرات عمي أنا مش عاوزك ت
لم يكمل حديثه بعد أن رى كارما تركض تجاه المرحاض عاد ببصره لوالدتها و قال بتساؤل
هي مالها ! 
ماهي يا ابني في شهور الزفت الوحم وكل شوية تجري على الحمام لما خلاص مبقاش في حاجة بتقعد في معدتها 
طب هي مبرحش لدكتور ! 
دكتور إيه يا أيوب دا انا خاېفة حد يلمح بطنها تقوم تقولي نروح لدكتور 
ايوة يا مرات عمي بس هي عدم لامؤاخذة يعني ملهاش بطن لو اخدتيها ورحتي لدكتور وخاېفة حد يشوفك ابقي قولي إنك أنت اللي تعبان عادي يعني بس كدا لامؤاخذة البت قربت تختفي 
تختفي و لا تغور أنا خلاص قرفانة ابص في وشها 
معلش عشان خاطري قومي البسي و لبسيها 
و أنا هشوف تامسي و نروح لدكتور
بعد مرور ساعة
كانت كارما جالسة مع والدتها داخل عيادة طبيب النساء و التوليد حاولت كثيرا أن تخبرهم بما حدث لكن لا حياة لمن تنادي لا أحد يريد أن يسمعها أتى دورها وولجت مع والدتها أما أيوب بقى بالخارج تمددت على سرير الكشف و بدأت في عمل الإشعة هي تعلم أن الطبيب سوف يخبرهم بأن ليس هناك حمل من الأساس لذلك لم تتحدث هنا ستظهر برائتها أخيرا دقائق و ينتهي هذا الکابوس
سألها الطبيب بهدوء
آخر معاد للبريود كانت إمتى!
أجابته بهدوء
تقريبا من أسبوعين 
جت لك بڼزيف ولا عادية ! 
لا ڼزيف
ردت والدتها بعدم فهم 
جت لها ازاي يا دكتور وهي حامل !
الټفت لها الطبيب و قال
معلش مين قالك إنها حامل هي عملت تحليل ! 
اه
ردت كارما بدفاع عن نفسها وقالت
و التحليل متبدل يا دكتور و أنا مش حامل أصلا
عموما دا طبيعي إنك مش حامل في حالتك دي مستحيل تحملي أصلا
قالها الطبيب و هو يقف عن
 

تم نسخ الرابط