رواية فيصل العاق للكاتبة هدى زايد
المحتويات
أن وقف فيصل عن المقعد متجها حيث المرحاض غمزت له قائلة
اوعى تقوله إني باخدك معايا عند الدكتور لو سألك قل له بتسبني هنا لوحدي و لو سالك عن الهدوم تاني ابقى قل له زي ما قلت كدا خلي كلامنا واحد !
رد ايوب و قال بعفوية
بس الكدب حرام !
لا متقلقش دي كدبة بيضة و لا أنت عجبك الضړب بتاخده كل شوية !!
بتضحكوا على إيه !
ردت حياة بكذب و قالت
ابدا ما فيش دا ايوب كان بيحكي عن الكرتون
سألها بحدة و قال
هو بيتفرج على التليفزيون ! هو انا مش قلت بلاش فرجة و يخلي في مذكراته !
ردت بسرعة قائلة بكذب
مابيتفرجش أنا اللي كل يوم اتفرج عليه و عجبني فهو بيسألني الكرتون خلص على إيه الواد أصلا مخلص المنهج و واخد اجازة من الدرس يعمل اكتر من اللي بيعمله إيه !
بعد مرور عاما و نصف تقريبا
خرجت شادية من محبسها عادت لبيتها لم تجد أي شئ كما كان لقد طلقها أيمن و غادر البلاد و على ما يبدو أنه بدا حياة جديدة محاولا تعويض مكانتهما في حياته أما ولدها ف تبدل لأسوء حالاته نقص وزنه بشكلا مبالغ فيه علي الرغم من أن حياة تهتم به أفضل اهتمام لكن الصحة النفسية تؤثر عليه بشكلا كبير أما جسديا لا يشكي من شئ وقفت أمام بيت فيصل و طلبت من حياة أن تراه و لو لخمسة دقائق فقط كانت حائرة بين الموافقة و الرفض لكنها
أردف فيصل عبارته و هو يشير بيده للصغير بينما نكس الصغير رأسه مرددا پخوف
مفهوم
رامي واد يا رامي أنت فين !
قالتها شادية و هي تلج كالمجذوبة باحثة عنه في كل مكان وصلت أخيرا لغرفة الأطفال بشقة فيصل ما أن رأها هرع نحوها ضمته و طمئنت قلبها برؤيته رفع الصغير رأسه و قال
انتزعه فيصل بقوة سقط الصغير على إثرها أرضا لم تتحمل شادية ما حدث لولدها ف قالت
ضړبة في قلبك ما توعى ياللي تمد ايدك على ابني
رد فيصل بعناد و قال
كان ابنك من اللحظة دي أنت مش أمه و لو اتقلبتي قرد
ردت بنفس نبرته و قالت
ڠصب عنك أنا أمه و ڠصب عن الدنيا كلها أنا اللي ولدت و حملت و كبرت و ربيت أنا أمه
قلتي لي أمه مش كدا
تابع بتحذير واضح و صريح قائلا
رجلك دي متعتبش الشقة تاني
مال بجذعه قليلا جذابا الصغير الذي لا حول له و لا قوة قبض على مؤخرة رأسه مثبتا إياه مباشرة تجاه والدته و قال
احفظ شكلها كويس عشان لو فكرت تسألني عليها تاني بعد النهاردا هاقت لك .
كادت أن تنتزعه من قبضته و هي تقول پغضب جم
هات ابني بدل ما اصوت و الم عليك الدنيا يا جاحد ياللي معندكش قلب و لا رحمة بعيل صغير
ترك فيصل الصغير ثم جاء دور شادية قبض على مؤخرة رأسها سحبها خلفه كالبهائم و جسدها يتخبط في الجدران يمينا و يسارا دوت صرخات المكان القى بها خارج شقته و قال من بين أنفاسه المسموعة بتحذير واضح و صريح
لو عاوزة تونسي أمك في قپرها قربي من باب الشقة دا تاني
تمسكت بساقه بقوة متوسلة إياه قائلة
ابوس رجلك يا فيصل ابوس ايدك بلاش تبعدني عن ابني أنا مليش حد في الدنيا دي غيره بلا ش تحرمني منه
نزل لمستواها و قبض على خصلات شعرها و هو يقول من بين أسنانه بغيظ شديد
و أنت حرمتيني من ابني ليه! حرمتيني من ابني اللي ماشفش نور الدنيا و لا أذاكي في حاجة ليه !!
جربي الڼار اللي عيشتيني فيها أيام دوقي المر اللي دقته و أنا بډفن ابني للمرة التانية و جاية دلوقتي تطلبي السماح
نظر لها و قال
حتى دا مش هتطولي يا شادية اللغب بينا بقى على
المكشوف و لو تقدري تثبتي حاجة اثبتيها و بينا المحاكم بس لحد ما المخاكم تحكم أنا هسجنك في سجن اوسع شوية
صفع الباب خلفه استدار بجسده كله يطالع الصغير بنظرات تملؤها الڠضب احتمى ب حياة و كأنها حصنه المنيع كاد أن يقترب منه فيصل لكنها منعته بحدة و صرامة
اقسم باللهلو قربت له يا فيصل ما هعديها لك على خير المرة دي أنت إيه بركان و اڼفجر في الكل !
جذب الصغير رغما عنها كاد أن يتحدث لكنه دخل في نوبة بكاء و هو يقول
حاضر حاضر مفهوم مفهوم. مش هكلمها مش هسأل عنها و الله حاضر .
لم يتحمل الصغير هذا الكم من الضغط فجإة و بدون أي مقدمات قط فاقدا للوعي أم الحياة لا أحد يعرف .
يتبع
متابعة القراءة