رواية فيصل العاق للكاتبة هدى زايد
المحتويات
طول بيضربوني حتى المستر بيضربني عشان باخد عنده درس
أنت ازاي ساكت !
انا قلت لبابا و هو جاي لي النهاردا بعد الفسحة
وقف أيمن عن الأريكة الخشبية ما أن وصل لمسامعه صوت ناقوس نهاية الاستراحة صافحه ثم غادر المدرسة على وعد بلقاء جديد .
بعد مرور ساعة
طرقات خفيفة ثم تحدث بعدها فيصل قائلا بجدية
حضرتك استاذ أحمد !
فيصل والد أيوب فيصل اللي حضرتك ضړبته عشان ياخد عندك درس
رد المعلم بغطرسة و قال
أنا مضرتوش عشان ياخد عندي درس ولا حاجة أنا ضړبته عشان مش شاطر
رد فيصل بعصبية وهو يقبض على ياقة قميصه ثم قال
وحتى لو مش شاطر متمدش ايدك على ابني
حاول المعلم التخلص من يده القابضة على ياقك قميصه وهو يقول بحدة
رد فيصل بنبرة ساخرة وهو مازال يقبض على ياقة قميصه
سلامات يا محكمة
تابع بنبرة تحذيرة وقال
أنت عارف لو مديت ايدك على ابني تاني هعمل فيك إيه !
بين شد و جذب بين فيصل و المعلم هرع مجموعة من المعلمين للفض بينهم انتقل بعد مرور نصف ساعة فيصل و المعلم لغرفة المدير ظل يحدثهم بعصبية مفرطة و هو يحتضن ولده ثم كشف عن ذراعه و قال
تابع حديثه و قال
هنروح بعيد ليه ! الواد عندكم اهو امتحنوا وشوفوا مستواه.
بعد مرور ساعة كاملة من المشاجرات و الآحاديث المقتضبة. غادر فيصل و معه ولده الذي ظل صامتا بينما كان والده يحدثه بجدية قائلا
أنا خاېف يابابا !
قالها أيوب و هو يقف وسط الطريق توقف فيصل أيضا نزل لمستواه و قال بتساؤل
خاېف من الأستاذ !
لا خاېف عليك يضربك الأستاذ
ابتسم بخفة ثم قال
متخافش ابوك أسد و لا أنت عندك شك في كدا !
تابع بجدية و قال
أنت بردو متعملش شقاوة و لا تقعد تقلد أي مدرس عشان محدش يتلكك عليك
أنا مش بعمل أي حاجة خالص
رد فيصل و قال بنبرة ساخرة
خالص برئ يا بيه !
استقام بجسده ثم تابع سيره دون أي آحاديث جانبية جديدة لاحظ فيصل أن أيوب يحرك كتفه بين الفنية و الأخرى محاولا تخفيف الحمل عن ظهره استوقفه متسائلا بجدية
هي الشنطة تقيلة عليك !
رد أيوب بكذب و قال
قبض فيصل على يده الحقيبة و قال بجدية
طب هاتها عنك اشيلها أنا شوية
لم يعترض أيوب كلمة والده ليس خوفا منه كعادته بل استغلالا لقوة فيصل التي تفوق قوته عشرات المرات بينما نظر له أبيه و قال بتساؤل
بقى دي مش تقيلة دي ! دي تهمة ! بتشيلها كل يوم لوحدك دي !
اه و ساعات ماما حياة تشيلها عني بس من ساعة ما تعبت و قربت تولد كدا و أنا اللي بروح و باجي لوحدي
أشار فيصل لسيارة الأجرة استقلها ثم اتخذ مكانا ليجلس عليه و ضع ابنه على فخذه و قال بخفوت
هشترك لك في عربية تجيبك و توديك بدل بهدلتك دي كل شوية
رد أيوب بإبتسامة واسعة و قال
بجد يا بابا !
ابتسم له فيصل إبتسامة واسعة ثم قال
بجد يا قلب أبوك
ختم حديثه بقبلة عميقة على وجنته تسمر أيوب للحظة بعد قبلة أبيه رمش بأهدابه عدة مرات حتى يتأكد إلى ما وصلت له أذنيه قربه فيصل ليحتضنه بقوة همس بالقرب من أذنيه و قال
متخافش من أي حاجة و لا من حد طول ما أبوك في ضهرك
نظر له أيوب و لم يعقب على كلمات والده التي نزلت على صدره أثلجته و طمئنته لاعوام قادمة بينما مسد فيصل على خده و قال
متابعة القراءة