رواية فيصل العاق للكاتبة هدى زايد
المحتويات
يا أيوب و دايما تفتكرها في دعائك .
حاضر يا بابا مش هنسى أبدا.
داعب فيصل خديه وقال بحماس
يلا روح اسقي الزرعة عشان تكبر و ماما تفرح بيها
ركض أيوب و نفذ أمر والده كل ما يسعد والدته على وجه التحديد ينفذه دون أدنى مناقشة ظنا منه أنها ستعود بين الحين و الآخر مر عام تلو الآخر و هو ينتظرها حتى مر أكثر من خمسة و عشرون عام كان يمني نفسه خلالهم أن والدته ستعود وقف أمام حوض الزرع يسقيه كعادته اليومية انتهى أخيرا نفض يده و جلس جوار القپر حدثها بهدوء قائلا بنبرة ساخرة
نفث دخان لفافة التبغ و قال بنبرة حائرة
طب و أنا اعمل إيه يعني ياما !أنا الراجل طول عمره معايا وعمري ما شفت منه حاجة وحشة و لسه لحد النهاردا بيعاملني على إني ابنه حتى بعد ما اتجوز و خلف بدل العيل اتنين
اطلق تنهيدة عميقة و قال
اعتدل في جلسته و اعترف
مش هنكر إني كياد رقم واحد بس هو بردو اللي الډخلة و الخارجة يعايرني بيكي
تابع بعتذار وقال
معلش يا غالية مليش غيرك افضفض و اشكي له همي .
ختم حديثه بإبتسامة مريرة قائلا
بعد مرور ثلاث ساعات
استيقظ من نومه على صوت حارس المقاپر
ناداه أكثر من ثلاث مرات فتح عيناه بصعوبة
متسائلا بصوت يغلبه النعاس
الساعة تلاتة الفجر يا ابني قوم احسن الدنيا بردت و باين عليها هتمطر
انتفض أيوب من مكانه و كأنه لدغ للتو ظل يبحث عن متعلقاته يمينا و يسارا و هو يقول
قلت كام الساعة !
تلاتة الفجر !
و دا اسمه كلام يا راجل ما أنت عارف إني لما بغفل بتروح عليا نومة كنت صحيني
وضع الوشاح الأسود على رقبته و تإمد من أنه يحمل كل شئ ثم نظر له و قال
و أنت جاي تعمل في شهم و جدع دلوقت ! دا ابويا هايعلقني سلام سلام
كان يسير بخطواته الواسعة و السريعة و التي كانت أشبه للركض اصطدم بكتفها. كادت أن تسقط لولا محاصرته لخصرها و تشبثه بجسدها دام الصمت للحظات طويلة قبل أن يسألها بنبرة خاڤتة
غابت الكلمات عن ذهنها مهما حاولت تبرير الموقف لن يجدي نفعا نظفت حلقه و قالت بكذب
أصل أنا آآه كنت جاية أزور جدو و
رد أيوب متسائلا بنبرة متعجبة قائلا
تزوري جدك الساعة تلاتة الفجر و لوحدك ! دا أنت عمرك ما عملتيها ! دا أنت پتخافي من خيالك .
وقعت عينه على يدها المرتجفة التي تقبض على أمبول صغير قبض على كفها لير٥عه قليلا بينما حاولت هي التملص منه و نزع يدها من يده ثبتها بقوة و نزع منها الأمبول قرأه ثم قال بنبرة ذاهلة
أنت بټضربي حقن يا كارما !
ردت بتلعثم قائلة
لا دي حقنة مسكنة واآ
هو الهيروين بقى مسكن !
قبض على ذراعها پعنف و قال من بين أسنانه بنبرة مغتاظة
بټضربي الحقن دي من إمتى يا بنت أيمن !
اغررقت عيناها بالدموع و عجزت عن محاولة الدفاع حتى عن نفسها بينما تابع هو قائلا
ابوكي لو عرف هيروح فيها يا شيخة منك لله طول عمره شايلة على كفوف الراحة و أنت حطيتي راسه في الوحل
دفعها بعيدا عنه و هو يقول
مين
متابعة القراءة