رواية فيصل العاق للكاتبة هدى زايد

موقع أيام نيوز


نظره ترفض أمره الذي ظن أنها ستقف معه و لن ترفضه نظر لها و قال پغضب مكتوم
مش دي شادية اللي سقطتك مرة قبل كدا يا حياة ! مش دي اللي كانت بتوقع بنا عشان انكد عليكي واطلقك زي اللي قبلك !
ردت عليه بنفس النبرة و قالت
و هي بردو اللي بسبب دعوتها عليا ربنا مكمليش حملي في النرة التانية و ياعالم التالتة هتكمل و لالا أنا مش حمل دعوة حد مظلوم يافيصل

ضحك بسخرية و قال بتساؤل
بقى. شادية مظلومة !
تابع بنبرة مغتاظة 
ناقص تقولي لي إن فاضلها تكة و يطلع لها جناحين ! 
و احنا كمان مش ملايكة يا فيصل و بنغلط و هنغلط بس غلط عن غلط يفرق كفاية عليا حسابي متشيلنيش حساب غيري
حرك فيصل رأسه علامة الإيجاب و قال 
عندك حق كفاية عليكي حساب نفسك
اندفع بجسده تجاه باب الغرفة مناديا ابنه بصوته الجهوري انتفض على إثره أيوب سأل والده بنبرة مرتعشة و قال
نعم يا بابا
رفع فيصل سبابته تجاه الباب و قال
لو لمحت طرف خيالك برا أنا مش بس 
هضر بك لا دا أنا هو لع فيك فاهم يعني إيه هو لع فيك ! الست اللي برا متقربلهاش و لو شفتك بتكلمها أنت حر اتفقنا !
حاضر
خرجت حياة و قالت بنبرة غاضبة 
حرام عليك اللي بتعمله في الواد يا فيصل
استدار نصف استدارة و قال
اخرسي أنت مش عاوز اسمع صوتك
بعد مرور عدة أيام
كان أيوب يصعد سلالم الدرج و بالأحرى يحتضن الجدار تماد تجزم شادية أنه ود أن يدخل بجسده داخل الحائط بسبب تعليماته أبيه تلك توقف عند باب شقته وجد والدته تفتح له ذراعيها طالبة منه العناق لكنه لم يرد عليها همست من بين دموعها و قالت برجاء 
تعالي عشان خاطري يا رامي تعالي دا حضڼ واحد و الله ما هطلب منك تاني متخافش يا واد ابوك مش هنا
طرق الباب بسرعة حتى تنجده زوجة أبيه قبل أن يضعف و يركض تجاه أمه فتحت له الباب
و قبل أن توصده هتفت شادية برجاء 
يا حياة يا أم قلب أبيض استحلفتك بالله تخلي يحضني حضڼ واحد بس و بعدها مش هطلبها تاني و الله
اندفعت حياة نحوها جلست على ركبتها و قالت بمرارة  
استحلفتك أنت بالله يا شيخة كفاية كدا الواد اخد ضړب يكفي عمر بحاله يكره نفسه 
لو بتحبي ابنك اتحملي شوية كمان لحد ما القضية اللي رفعتيها تكسبيها
لطمت شادية بيدها فخذيها و قالت 
قضية !! ما اتنازلت عنها و ضحك عليا فيصل 
ردت حياة بدهشة و قالت
يعني إيه ! يعني كان بيخليكي تتنازلي عن قضية الحضانة عشان في الآخر يضحك عليكي ! 
ايوة يا حياة فيصل كان بينيمي يا حياة عارف إني مليش أهل يقفوا له و عمل كل دا و محدش عارف يوقفه عند حده
ردت حياة بوعيد قائلة
اقسم لك بالله ما هعديها له على خير ابدا
كادت أن ترد لكن وصل لمسامعها صوت غلق البوابة الخارجية نظرت عبر السور وجدته يلج 
هرعت نحو أيوب و قالت
ادخل غير هدومك بسرعة اجري
نظرت لها و قالت بتحذير 
ايامي تفتخي بؤقك مع فيصل على إن ايوب كان واقف هنا أنا بقولك اهو .
ولجت المنزل باحثة عنه ما أن وجدته قبضت على كفيه الصغيران و قالت بتحذير 
عارف لو نطقت و قلت لابوك اننا اتكلمنا مع أمك هعمل فيك إيه ! إياك يا أيوب أنا بحذرك اهو .
بعد مرور عدة أسابيع
تدهورت حالة شادية الصحية و الجسدية و أيضا النفسية اضطربت عن الطعام كنوع من الضغط على فيصل لكنه لم يرأف بها كلما حاول السماح يذكره الشيطان فعلتها و يؤكد أنها امرأة لا تستحق العطف أو الشفقة تم نقلها للمشفى العام و تم عمل اللازم لها كنوع من الإجراءت الروتينة لكن الحالة التي آلت إليها مؤخرا كانت سببا رئيسا في عدم استجابتها لأي دواء زارتها حياة في إحدى المرات نظرت لابنها نظرة الوداع ثم رفعت بصرها بصعوبة ل حياة و قالت بنبرة بالكاد تكون مسموعة 
خلي بالك من ابني ابني أمانة في رقبتك يا حياة
سقطت دموع
 

تم نسخ الرابط