رواية فيصل العاق للكاتبة هدى زايد
المحتويات
الفصل السادس عشر
ردت حياة بعتاب و قالت
اخس عليك يا ايوب و هو أنا يا حبيبي مش زي ماما !
أنا بحبك و الله بس أنا نفسي يبقى عندي ماما زي صحابي
رد فيصل و قال بعتاب
و هي حياة مش زي أمك !
تنهد أيوب بضجر و هو يشيح بوجهه للجهة الأخرى لم يعد يعرف كيف يخبرهم ما يريده الوصف و ما الذي يريد أن يصفه لهم عدل والده له وجهه و قال بنبرة اهدأ من ذي قبل
انهمرت دموعه و كأن والده ضغط على جرحه حدثه بقلب منفطر قائلا
أنا عارف إن ماما حياة بتعملي كل حاجة حلوة و بتنيمني في حضنها بس مش هي ماما نفسي اشم ريحتها زي زمان و تقولي بحبك يا رامي
اڼفجر أيوب في والده و قال من بين نحيبه
أنا مش عاوز ابقى ايوب أنا عاوز ارجع رامي تاني و عاوز ماما ترجع لي اشمعنى أنا اللي ماما تروح ليه أنا اللي يبقى لي اسمين رجع لي ماما يا بابا و خد أي حاجة أنت عاوزها مني
اسمع أنت راجل عارف يعني إيه راجل يعني لازم تبقى قوي مبتخافش من حد و لا من حاجة و لا حتى في حاجة تهزك مهما كانت كبير
عارف إنك مش فاهم كلامي ولا عارف أنا بقول إيه بس هتفهم دا بعدين انما دلوقتي خليك زي ما أنت ايوب اللي أنا عارفه و نفسي اشوفه دايما قوي و شاطر في مدرسته .
يعني أنا لو عملت كل حاجة أنت عاوزها مني كدا ماما هترجع لي !
قال أيوب عبارته بصوت هادئ و نبرة تملؤها الرجاء بأن لا يخذله و يجيبه بما يريد سماعه
احنا هنروح لها كل يوم ونتكلم معاها لحد ما تهزق مننا
تنهد بجدية موجها سبابته ڼصب عيناه و قال
بس لا في خروج للمقاپر لوحدك بليل ولا في هروب من الدورس عشان تروح لها أنا المرة دي عدتها بمزاجي المرة الجاية هزعلك مني
ختم حديثه بجدية مصطنعة و قال
و هي كمان هتزعل شوف بقى لو عاوزها تزعل منك زعلها أنت حر !
لا خلاص يا بابا اوعدك مش هعمل كدا تاني .
بعد مرور يومين
كان يقف أمام قبر والدته يدعو لها و يناجي ربه بأن يخرجها من نومتها تلك ليحضتنها فقط لعناقا صغير ثم تعود للقبر من جديد ظن أنه عندما يلح في الدعاء سيتجاب له الله
هو ربنا مش عاوز يستجيب ليه يا بابا مع إن دعيت كتير اوي
نزل لمستواه و قال بإبتسامة خفيفة
مين قال كدا ربنا بيستجيب
طب ما ماما لسه نايمة اهي مخرجتش
لا مش هتخرج
ليه !
عشان هي تعبانة و ربنا وداها مكان احسن من هنا بكتير
نظر أيوب للقبر ثم عاد ببصره لوالده و قال
بقى هي دلوقتي في مكان احسن من هنا هو في احسن المكان بتاعنا !!
يوووه في مكان كلنا نفسنا نروحه
مكان إيه دا !
الجنة الجنة يا أيوب ربنا يوعدك بيها يارب يا حبيبي اهي مكافأة كل واحد تعب في دنيته و شاف فيها كتير
يعني ماما في الجنة ! ما هي كانت تعبانة !
طالعه فيصل في صمت للحظات ثم قال بهدوء
ادعي لها تكون في الجنة يا حبيبي ادعي لها هي خلاص انقطع عملها في الدنيا و فاضل لها أنت الأمل الوحيد اللي هايدخلها الجنة بدعائه ليها اوعى تنسى امك
متابعة القراءة