رواية فيصل العاق للكاتبة هدى زايد

موقع أيام نيوز

الفصل الخامس عشر 
بعد مرور عدة أيام 
عادت حياة للمنزل من جديد كانت حالتها الصحية شبه مستقرة فقررت الخروج بعد إصرار كبير منها على الجميع أما فيصل فكانت حياته مع ولده في استقرار كبير و تطور فريد من نوعه تقرب إليه كثيرا 
و بدأ في بداية عهد جديد لكنه لم يخلو من التحذيرات المباشرة و العقوبات عندما يخطئ كل شئ حتى الآن لا غبار عليه إلا من رؤيته لوالدته التي تقطن في الشقة المقابلة و مع ذلك لم ترأه حتى في أحلامها توسلت ل فيصل و لو أمرها تقبل قدمه لن تتأخر في فعلها ضاق صدرها و طلبت العفو و السماح و لم يعفو عاد ل عمله من جديد و ترك أيوب في منزله ك رجل و ليس ولد صغير لا يعتمد عليه و في نفس اليوم الذي سافر فيه فيصل وقفت حياة أمام شقة شادية انتظرتها حتى تفتح لها و ما هي إلا دقائق معدودة ووقفت بوجهها الشاحب و جسدها الهزيل 

اتسعت عيناها و هي تتفحصهما جيدا مالت بجذعها لمستواه حضنته و قبلته و ضمته لصدرها خرج من حضنها و قال
حاسبي يا ماما هتخنقيني 
حقك عليا يا روح ماما يا عقل ماما يا قلب ماما من جوا 
ابتسمت حياة ثم قالت بهدوء
أنا هاسيب لك أيوب يا شادية هاسيبه لك طول مدة سفر فيصل 
تابعت برجاء قائلة
بس بالله عليكي يا شيخة ما تقولي ل فيصل احسن يبهدل الد نيا خلي أيوب عندك و اليوم اللي هايجي في فيصل هايبات عندي عادي لحد ما يرجع شغله تاني بالسلامة 
ردت شادية بإمتنان قائلة
أنا مش عارفة أشكرك ازاي يا حياة أنت ردتي لي روحي من تاني ربنا يبارك يارب .
ابتسمت حياة قائلة 
أول مرة تدعي لي يا شادية 
بعد الهنا اللي شافه ابني معاكي لازم ادعي لك ليل نهار بعد وقفتك معايا. و رجعتي لي ابني لحضني لازم ادعي لك أنا دلوقتي بس اطمنت على ابني معاكي .
بعد مرور عدة أسابيع
لم يحدث شيئا جديدا يذكر سوى حياة مليئة بالسعادة و الحب في عالم أيوب عاد كسابق عهده مع والدته نوم هادئ دون خوف من الغد و ضحكاته تملئ المكان بعد نجاحه في جميع المواد الدراسية و أخيرا حنان والدته الذي بدأ يشعر به أضعاف ما كانت تعطيه له حتى والده سابقا كما يقول عنه زاره داخل المدرسة ذات مرة احتضنه بقوة نثر قبلاته على وجهه و يداه اخرجه من حضنه محتضنا وجه بين كفيه متسائلا بلهفة 
عامل إيه يا حبيبي ! كويس بتأكل كويس ! بتشرب حلو !! قل لي غيرت مدرستك ليه مش مرتاح فيها ! فيصل بيعمل لك إيه يا رامي ! رد ساكت ليه !!
رد أيوب و قال 
أصل حضرتك سألت كتير اوي و أنا نسيت أول سؤال ! 
حقك عليا يا حبيبي حقك عليا يا رامي أنا بس كنت ملهوف عليك 
أنا مش اسمي رامي أنا اسمي أيوب 
عقد أيمن ما بين حاجبيه و قال بنبرة متعجبة 
ازاي الكلام دا ! يا رامي ! و لو أنت مش اسمك رامي اومال اسمك إيه ! 
اسمي أيوب بابا فيصل سماني أيوب و الكل دلوقتي بيناديني أيوب مافيش غير ماما بس اللي بتقولي يا رامي 
رد أيمن بنبرة مغتاظة و قال
فيصل دا منه لله عمره ما هيورد على جنه 
رد أيوب بعتاب و قال 
ليه كدا يا بابا دا بقى كويس معايا اوي و بقى بيخليني اتفرج على التليفزيون براحتي زي الأول 
ليه هو كان بيعاملك وحش ! 
في الأول بس لكن دلوقتي بقينا كويسين مع بعض أنا نبعملش اللي يضايقه و هو بطل يضربني 
كمان بيضربك !! 
دا كان زمان 
رد أيمن و قال بتساؤل 
قل يا رامي مرتاح في المدرسة دي ! 
حرك الصغير رأسه علامة النفي ثم قال
لا مش حابب المدرسة و لا صحابي على
 

تم نسخ الرابط