يعني انا هعيش بين كل دول
المحتويات
إلى منزلها ولم تنتبه إلى ذلك الذي كان واقفا في مكان غير بعيدوقد كسا الڠضب ملامح وجهه بسبب كلام دينا الذي سمعه قبل قليل ..
إستلقت على ذلك الفراش الكببر إستعدادا للنوم لكنها بقيت مستيقظة تطالع سقف الغرفة بحماس منتظرة قدوم والدها للحديث معه .
إبتسمت بإتساع
عندما إنتبهت إلى الباب الذي فتح بواسطة أدهم والذي إقترب منها بعد إغلاقه ثم إستلقى بجانبها قائلا
أومأت براءة برأسها وأجابت
_ ايوة كنت عايزة اتكلم معاك لوحدنا .
طالعها بطرف عينه وتساءل بإستغراب
_ تتكلمي معايا في ايه
أجابت براءة وهي تعتدل في جلستها بحماس
_ عن سرين انت هتتجوزها امتى
رمقها أدهم بغيظ ثم قال
_ فكرتيني اني معاقبتكيش امبارح على الكلام الي قلتيه قدام العيلة .
تساءلت ببراءة مصطنعة فحدق بها أدهم قليلا ثم إنقض عليها فجأة مدغدغا إياها وهو يهتف
_ بقى بنت صغيرة زيك مبتفهمش حاجة تروح ټفضحني قدام العيلة كلها وتقولهم اني عايز اتجوز واحدة واشتريتلها فستان كمان !
ضحكت براءة بشدة وحاولت الإبتعاد عنه مرددة
_ خلاص خلاص آسفة مش هعمل كده تاني !
_ انت عايزاني اتجوز سرين بالذات ليه
_ لأني بحبها وهي برضه بتحبني اكتر من الباقي .
_ وعرفت ازاي انها بتحبك أكتر
تساءل أدهم بحاجب مرفوع فأجابته براءة فورا
_ لانها أكتر واحدة مهتمة بيا ودايما بتتكلم معايا ونتنافش في حاجات كتيرة .
فكرت براءة قليلا ثم تذكرت شيئا فتطلعت إلى والدها بتردد وهمست
_ بص هي قالتلي ان الكلام ده سر ومينفعش اقوله بس أنا هقولك .
أراد أدهم أن يمنعها من إخباره حتى لا تتعود على إفشاء الأسرار لكن فضوله جعله يومئ برأسه بترقب فأردفت براءة بصوت منخفض وكأنسرين هنا وستسمعها
_ سألتها في مرة هي بتكرهك ليه فقالتلي انها مش بتكرهك بس متضايقة منك لانك غلطت وو
_ مفهمتش كلامها بالضبط بس هي قالت في الآخر ان المجاهرة بالمعاصي حرام .
سكتت لثانية ثم تابعت بتساؤل
_ هو يعني ايه المجاهرة بالمعاصي وايه هو الغلط الي كانت بتتكلم عنه
أغمض عينيه لاعنا سرين في سره ثم سحب براءة إلى أحضانه قائلا
_ نامي دلوقتي يا براءة .
_ بس أنا مش عايزة أنام أنا عايزة اعرف انت غلطت في ايه هو مش انت مبتغلطش
رفع أدهم كلتا حاجبيه بدهشة وتساءل
_ مبغلطش مين الي قالك كده
مفيش حد في العالم مبيغلطش البني آدميين كلهم بيغلطوا .
_ إلا سيدنا النبي محمد
نطقت بتلك الكلمات ببراءة فرفع حاجبيه بإستغراب لتردف
_ دادة سماح كانت دايما بتحكيلي عنه وبتقولي انه راجل طيب والناس كلها بتحبه وبتتمنى تبقى زيه وهو عمره ما
عمل حاجة وحشةخالص !
إبتسم أدهم وهو يربت على شعرها قائلا
_ صح .. انت عايزة تقابلي النبي صلى الله عليه وسلم يا براءة
أومأت براءة برأسها سريعا وصاحت بحماس
_ ايوة ! هو أنا ممكن أشوفه
أجابها أدهم بإبتسامة وهو يرفع رأسه إلى الأعلى
_ هنقابله لما ندخل الجنة بإذن الله وعشان كده لازم نتعلم أصول الدين بتاعنا كويس ونعمل كل الي بيقولنا عليه .
_ وأنا هتعلم ازاي وانت دايما في الشغل ومعندكش وقت عشان تقعد تعلمني .
تمتمت براءة بتذمر ليجيب أدهم وهو يغمز لها بعينه
_ مانا هتجوز سرين وهخليها تعلمك !
إعتدلت براءة في جلستها وصاحت بحماس
_ يعني انت هتتجوز سرين بجد
_ ايوه .
أفاق محمد في الصباح على صوت المنبه بصعوبة فهو لم ينم إلا في وقت متأخر من الليل بسبب الأفكار التي كانت تداهمه منذ إقتحامهالحياته بعد فراق طويل .
تنهد وهو يعتدل في جلسته وقد إتخذ قراره بالفعل لن يستطيع تحمل رؤيتها كل يوم وهي بعيدة عنه .. ثم فليذهب الماضي إلى الجحيمفأبناءه الذين تركها بسبب إهمالها لهم قد كبروا وأصبحوا مسؤولين عن أنفسهم وهو يريد إكمال ما تبقى من حياته بجوارها .
نزل إلى غرفة الطعام حيث يتناول الجميع فطور الصباح قبل ذهابهم إلى العمل ألقى التحية عند دخوله ثم بحث عنها بعينها فوجدها تجلسبين خالد وعائشة تتبادل معهم أطراف الحديث .
إلتقطت عينه دخول براءة خلفه فاتجه إليها وأوقفها وهو ينحني إليها قائلا بصوت منخفض
_ بصي أنا هخرج دلوقتي وبعدها انت هتروحي لطنط يمنى وتخليها تجي لوحدها للجنينة بس من غير ما تقوليلها ان انا الي طلبت منككده اوك
أومأت براءة برأسها فابتسم محمد ثم خرج إلى الحديقة وجلس على أحد المقاعد بانتظارها لكنه شعر أثناء ذلك بقلبه الذي كان يخفق بقوةوكأنه سيعترف بحبه لها للمرة
متابعة القراءة