يعني انا هعيش بين كل دول

موقع أيام نيوز

أحمد كانت لا تزال على قيد الحياة .
يجلس خالد بجانب ليليا ويضع يده على بطنها البارزة بفضول متمتما 
_ هي البنت الي في بطنك هتجي امتى انا زهقت من الولاد !
أجابه رسلان الجالس بجانبها من الجهة الأخرى وهو يبعد يده عن بطنها بغيظ 
_ وانت مالك 
تجاهله خالد وهو يعيد وضع يده على بطنها قاصدا إستفزازه فهو يعلم جيدا غيرته عليها لكنه هذه المرة إبتعد عنها رغما عن أنفه بسببأكرم الذي حمله بمشاغبة وأبعده عنها هاتفا بنبرة مرحة 

هز خالد كتفيه بلامبالاة فهو قد نال غايته بإستفزاز رسلان لكنه عاد إلى مكانه بعد ثوان ليكمل تناول طعامه كما يفعل الجميع في أجواءمخالفة للهدوء تملؤها شجارات الأطفال كالعادة فتجد الطعام متطايرا هنا وهناك بينهم ولا أحد يهتم .. وحتى الخدم تعودوا على ذلكالوضع .
لكن هذه المرة قاطع وصلة عراكهم صوت رنين الجرس بطريقة مزعجة .. أسرعت إحدى الخادمات لفتح الباب ثم عادت بعد دقائق وخلفهاسيدة إبتسم لها عبد الرحمن عند رؤيتها ووقف ليعانقها قائلا 
_ شادية ! عاملة ايه وحشتيني اوي يا حبيبتي !
بادلته شادية العناق مرددة بفرحة وإشتياق 
_ وانت كمان واحشني اوي يا عبده وعشان كده جيتلك هنا اول ما جيت مصر !
إبتعد عنها عبد الرحمن وهو يطل برأسه إلى تلك الشابة التي تقف خلف شقيقته وهتف مشجعا على الإقتراب 
_ تعالي يا بثينة .
إقتربت منه بثينة بعد إبتعاد والدتها وحضنته قائلة 
_ ازيك يا خالو 
_ الحمدلله انت عاملة ايه 
إنتظر منها إجابة عادية لكنه لاحظ تجاهلها له أو بالأحرى عدم إنتباهها لما يقول بل تركيزها مع والدتها التي كانت تسلم على بقية أفرادالعائلة .. إلتزم الصمت وهو ينظر إليها بإستغراب حتى إنتهت شادية من التسليم عليهم جميعا فتحدثت بثينة سريعا 
_ هو محمد فين 
كان محمد في تلك الأثناء يضع عدي على حجره رغما عنه مخفيا ملامحه خلف رأسه .. إبتلع ريقه عند سؤال بثينة عنه ونظر إلى يمنى التيرفعت حاجبيها بإستغراب وتساءلت بغيرة 
_ وانت بتسألي عنه ليه 
نظرت إليها بثينة من الأعلى إلى الأسفل ثم هتفت متجاهلة سؤالها 
_ هو انت مراته 
أجابها خالد بدلا عن والدته وهو يقترب منها بعد أن كان يراقب في صمت 
_ اه مراته وأنا إبنه في حاجة 
نقلت بثينة بصرها إليه ثم إبتسمت وإنحنت قليلا لتصل إلى مستواه رغم قصر قامتها هاتفة بإبتسامة غير مريحة بالنسبة له 
_ انت خالد ماما قالتلي عنك .. عارف انك شبه أبوك اوي لولا ان بنتي هتبقى أختك كنت هجوزهالك .
إنتبهت جميع حواس يمنى إلى جملتها الأخيرة وفهمت مقصدها سريعا لكنها تساءلت محاولة تكذيب نفسها 
_ بنتك هتبقى أخته ازاي معلش 
إعتدلت بثينة في وقفتها وفكرت في تجاهلها لكنها إبتسمت بخبث حين لمحت محمد بطرف عينها وهو لا يزال يخبئ وجهه خلف إبنه فإقتربتمنه ووضعت كفها على كتفه مجيبة 
_ لاني هتجوز محمد فطبيعي بنتنا هتبقى أخت خالد من أبوه !
وقف محمد مبعدا يده عنها وهو يترك عدي الذي إبتعد وهو يراقب الوضع بحماس كما يفعل بقية الأولاد .. بينما إبتلع محمد ريقه ثانية عندمارأى نظرات يمنى التي لا تبشر بالخير وحاول إيجاد الكلمات المناسبة ليمنع بثينة من الإقتراب منه أكثر دون إحراجها أمام عمته حتى يمركل شيء على خير .. فيمنى لن تسكت أكثر إن رأت إمرأة أخرى تفكر في الإقتراب منه حتى لو كانت تصغره
بأكثر من عشر سنوات كبثينة.. وعمته ستنقلب عليه حتما إن فكر بچرح صغيرته أو إحراجها فهي من كانت تقنعها منذ صغرها بأنها ستكون زوجته وحتى بعد خذلانه لها وزواجه من أخرى إلا أنها لازالت متمسكة بقرارها وتنتظر منه أن يطلق يمنى ويتزوج إبنتها .. 
لكنه يرى أنها تعاني من خلل في عقلها جعلها تفكر هكذا !
_ لا ده انت محدش هيفكك من تحت ايدي النهاردة !
إتسعت عينا يمنى پصدمة وتمتمت بنبرة تبدو هادئة كذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة 
_ انت قد الي عملتيه ده 
إبتعدت بثينة وهي ترتب شعرها سريعا وأجابت بتحدي 
_ اه قده !
إحتدت عيون يمنى ثم إستدارت برأسها إلى طاولة الطعام وأخذت سکينا صغيرا كان قريبا منها ثم أسرعت إليها وأمسكتها ثانية تحت صرخات الجميع الفزعة ومحاولاتهم للتفريق بينهم 
إنزعج محمد من ضحكات الجميع التي تعالت عند إنتهاء خالد من سرد تلك الأحداث التي يذكرها جيدا رغم صغر سنه حينها فرمقه محمد بنظرة حانقة ثم قال محاولا تغيير الموضوع وهو يخاطب أحمد 
_ سيبك من الموضوع ده وقولي يا أحمد هو انت لسه مش ناوي تحدد ميعاد الفرح بتاع ابنك 
هز أحمد كتفيه مجيبا بعدم إهتمام 
_ مش عارف ياسين هو الي هيقرر مش أنا .
تدخل عبد الرحمن قائلا 
_ هنعمل فرح
تم نسخ الرابط