يعني انا هعيش بين كل دول

موقع أيام نيوز

الدرج
_ طيب تعالي معايا.
تبعته بصمت لتجده يجلس على أريكة بقاعة الجلوس مردفا
_ بما ان مفيش حد هنا هنقدر نتكلم براحتنا تعالي اقعدي.
جلست قبالته وساد الصمت بينهم لدقائق قبل أن يقطعه قائلا
_ احكيلي عملك ايه
_ اوعدني الأول انك مش هتقول حاجة لبابا! أنا مش عايزة اتسببله في مشاكل أكتر.
إستغرب من طلبها لكنه وعدها بدون تردد
_ اوعدك.
أخذت نفسا عميقا ثم تحدث
_ انت ازاي استحملتي العيشة معاه!
_ زي مانت مستحمل حقيقة انك 
قطعت كلامها بندم وهي ترى نظرته الحادة التي ظهرت بعينيه عندما علم مقصدها.
_ أنا آسفة مكنش قصدي ..
عم الصمت بينهما ثانية. هي تنظر إليه بشفقة وهو يبادلها النظرات الحادة والكارهة للشفقة التي يراها بعينيها. فركت يديها بتردد قائلة لتقطع ذلك الصمت
_ أمجد قالي انك مكنتش كده قبل ما تعرف الي والدتك عملته هو انت ليه اتغيرت
لوى جانب شفتيه بإبتسامة ساخرة فأكملت بسرعة
_ أنا عارفة ان الي عرفته عن نفسك مش سهل بس 
سكتت وهي لا تعرف ما تقول فقد كان سؤالها غبيا من الأساس أجابها هو ببعض الغموض
_ أنا مكنتش بعتبرها أمي صحيح إنصدمت لما عرفت حقيقتي بس الصدمة الأكبر الي اخدتها كانت لما عرفت الست الي ربتني واعتبرتهاامي عملت ايه ..
تساءلت بحيرة
_ أمي عملت ايه
أشار إلى شخص ما خلفها 
مردفا
_ هو هيحكيلك عملت ايه.
إستدارت لتجد والدها قادما نحوها بإبتسامة ولا يبدو أنه إستمع لأي حرف من حديثهما. إقتربت منه فحضنته بسرعة قائلة
_ بابا! اتأخرت ليه
مسد على شعرها مجيبا بحنو
_ آسف يا حبيبتي بس كان في شغل لازم اخلصه.
إنتبه إلى رسلان فنظر إليه نظرة
تعني ماذا هناك فأجاب
_ بدور عايزة تعرف ماما عملت ايه زمان عشان تطلقها.
إبتعد عنها ليجد في عينيها نظرات تؤكد له ذلك تنهد بقلة حيلة ثم قال
_ طيب بس الي هتسمعيه دلوقتي مش هيعجبك.
بدأت تشعر بالقلق من القصة لكنها جلست معه بفضول لتستمع إليه وهو يقص عليها ما حدث
_ زي ما قولتلك بعد ما اتجوزت ليليا عملتلها بودي جارد عشان فادي ميعرفش يوصلها وقعدنا مع بعض عشرة سنين تقريبا وكانت كل حاجةكويسة لحد ما كنا هنسافر عشان فرح ابن عم بابا بس ليليا كانت تعبانة وقالتلي انها مش هتقدر تيجي معانا فأنا فضلت معاها وخليتالاولاد يروحوا مع بابا واخواتي عشان ميتعبوهاش اكتر وانت لانك لسه صغيرة طبعا فضلت معانا.
بدأ الألم يظهر على ملامح وجهه لكنه تابع
_ وفي اليوم الي بعده طلبت مني انزل اشتريلها حاجات ليك وأنا نزلت وسيبتها في القصر وكنت حاطط عليه حراسة بس لما رجعتملقيتهاش وهما قالولي ان مفيش حد منهم شافها اتوقعت ان فادي عرف يوصللها ولما اتكلمت معاه قالي انها راحتله بإرادتها وعايزة تطلق.
وقبل أن يكمل قاطعته بدور پصرخة مفاجئة
_ متقوليش انك صدقته
نفى برأسه مجيبا
_ مكنتش مصدقه في الاول لحد ما قابلتها وهي بنفسها طلبت مني الطلاق ولما سألتها عن السبب قالت انها مكنتش بتحبني وكانت عايزةتكسرني بعد ما اتعلق بيها زي ما انا كسرت اخوها ..
سكت ينظر إلى ردة فعلها لكنه لم يستطع أن يحددها أخذ نفسا عميقا وواصل
_ بعدها مش فاكر حصل ايه لما صحيت لاقيت نفسي في المستشفى وكل العيلة حواليا وعرفت اني كنت في غيبوبة وهما طبعا مكانوشعارفين حاجة بعد مدة قابلتها مرة تانية ووافقت اطلقها ولما سألتها عنك قالتلي انك متي وأنا من الصدمة مفكرتش أتأكد .. لحد ما قابلتخالتك وانت عارفة حصل ايه بعدين.
_ بدور انت كويسة
نفت برأسها قبل أن تتغير ملامحها وټنفجر فجأة في البكاء أمسكت بقميص والدها وهي تردد
_ ماما مبتعملش كده! مستحيل تعمل كده أنا متأكدة!
جذبت القميص بحركة مفاجئة حتى فصلت أزراره وصاحت به بلوم
_ انت ظلمتها يا بابا! كان لازم تتأكد انها عملت كده بإرادتها الأول مش ممكن يكون خالي هددها مثلا
شعر بالضعف وهو يرى حالتها ولم يستطع سوى أن يسحبها إلى أحضانه وهو يقول
_ أنا برضه عايز اصدق انها بريئة بس هي كان ممكن تقولي او حتى تلمحلي وهي عارفة اني مش متسرع وهفهم انه هددها وهتصرفبحكمة بس انا كنت شايف الكره في عينيها.
هدأت بعد وقت قصير
ثم سمعها تتمتم بثقة وإصرار
_ ماما مستحيل تعمل كده في حاجة غلط أنا واثقة.
تنهد أكرم بضيق ولم يحاول مناقشتها أكثر ربما من الأفضل لها أن تبقى على هذه الفكرة.
كان رسلان يراقبهما منذ بداية الحديث ويراقب ردة فعلها كذلك لكنه لم يستغرب تكذيبها لما سمعت فقد كان يتوقع ذلك. وقف من مكانه متجهاإلى غرفته بصمت وهو يفكر في شيء ما.
كانت تقف أمام باب القصر مستغربة لعدم وجود أي حراسة رنت الجرس ثم إنتظرت قليلا حتى فتح الباب الحديدي الكبير وظهرت من خلفهإحدى الخادمات قائلة عند رؤيتها
_ اهلا وسهلا يا آنسة اتفضلي في حد من العيلة عايزة تشوفيه
أجابت بسرعة
_ اه انا عايزة اشوف عائشة.
طالعتها الخادمة بشك ثم
تم نسخ الرابط