يعني انا هعيش بين كل دول

موقع أيام نيوز

!
كان أدهم يستمع إلى حديث إبنته عن ذلك الضيف الذي يدعى سيف بإهتمام رغم أنه كان موضوعا تافها بالنسبة له إلا أن حديثها معهبطريقتها المحببة له يزيد من رغبته في الإستماع إلى كل ما تقول .
أنهت هي التعبير عن شدة حنقها منه لكن أعقبت حديثها بجملة أثارت إنتباهه 
_ بس أنا بحسده بصراحة !
عقد حاجبيه بإستغراب وقلق وهو يرى بريق حزن في عينيها فتساءل 
_ ليه 
_ لان مامته بتحبه اوي وفضلت معاه كتير وهي كل شوية تسأله محتاج حاجة جعان زهقان ومسابتوش لوحده خالص .
أردفت بنبرة آلمته وهي تلوى شفتها السفلى 
بتساؤل 
_ هو أنا ليه معنديش ماما زيه 
أخفض بصره للأرض وتنهد بضيق ثم رفعه ثانية وهمس 
_ آسف !
عقدت حاجبيها بإستغراب وهمت بالإستفسار عن سبب إعتذاره لكنها وجدت عينيه تتسعان فجأة وكأنه إكتشف أمرا مهما للتو وأسرع يقول
_ يعني انت عايزة يبقى عندك ماما 
أومأت بعدم فهم وترقب فأضاف بتردد 
_ أنا ممكن اتجوز .. وحدة ممكن تعتبريها مامتك .
سكتت قليلا تطالعه بتفكير ثم تساءلت 
_ يعني مرات بابا زي الأفلام 
رفع أحد حاجبيه بعدم فهم وتابعها وهي تقوس شفتيها بإعتراض قائلة 
_ لا لا ! أنا مش عايزة وحدة شريرة زي الي في سندريلا !
إبتسم على براءتها وقال 
_ مش كلهم كده على فكرة ..
ثم رفع رأسه بتفكير قبل أن يخفضه ثانية مردفا بمرح 
_ ايه رايك تختاريهالي انت 
_ ازاي 
بدا مترددا قليلا لكنه إتخذ قراره فتحدث 
_ مين أكتر وحدة من البنات حاسة انك مرتاحة معاها 
أجابت دون تردد 
_ بدور .
_ غير بدور 
فكرت قليلا ثم قالت 
_ عائشة ..
_ غير عائشة برضه دي مرات ياسين وأنا عايز وحدة مش متجوزة .
فكرت أكثر ثم أردفت 
_ رحمة !
ضيق أدهم عينيه قليلا يحاول تذكر صاحبة الإسم لكنه لم يستطع تطلع إلى براءة بحيرة متمتما 
_ أعتقد اني معرفهاش بس مش مهم .. المهم ان انت موافقة تبقى مامتك 
تساءلت بحاجب مرفوع 
_ رحمة تبقى ماما 
ضيقت عينيها بتفكير ثم نفت سريعا 
_ لا لا مش موافقة كده الواد المستفز الي حكيتلك عنه هيبقى خالي وأنا مش عايزة كده !
زم شفتيه بحيرة ثم تساءل 
_ طب مين أكتر واحدة مرتاحة معاها غير بدور وعائشة ورحمة دي 
فكرت للمرة الثالثة قبل أن تجيب 
_ سرين ..
إمتعض وجهه ولم يكلف نفسه عناء التفكير وهو ينفي برأسه معترضا 
_ لا لا غير سرين أنا مش بطيقها 
_ إيلين طيب رغم اني مش قادرة اتخيل انها ماما ..
نفى برأسه ثانية قائلا 
_ دي برضه مش بطيقها .
أخفضت براءة رأسها بحيرة ثم رفعته ثانية متمتمة 
_ كنت هقولك دينا بس دي تخص عمو يامن ..
زفر بقلة حيلة ثم تساءل 
_ والباقي طيب مش مرتاحة معاهم 
نفت برأسها مجيبة 
_ مش بالضبط مريم وحدة بتحب الخناقات كتير وأنا بصراحة بنت هادية ومبحبش المشاكل وهناء بخاف منها ومن هدوءها ساعات وأناأصلا متكلمتش معاها خالص ومش عارفة هيبقى تعاملها معايا ازاي لو اتجوزتها .. ده لو وافقت أصلا !
ضړب أدهم رأسها من الخلف بخفة قائلا بتذمر مصطنع 
_ وهترفض ليه متخلقتش لسه الي ترفضني أبوك مجنن البنات كلهم لو مش عارفة ..
قال كلمته الأخيرة وهو يمرر يده على شعره بغرور فضحكت براءة بخفوت ثم تساءلت بعد ثوان من الصمت 
_ ممكن أعرف انت مش بتطيق سرين ليه 
ألقى عليها نظرة سريعة ثم نظر أمامه وقد تغيرت تعابير وجهه وأجاب 
_ لأنها مستفزة ده غير انها بتحشر مناخيرها في حاجات متخصهاش !
رفعت حاجبيها بإستغراب متمتمة 
_ بس دي طيوبة خالص معايا وأنا بحبها !
لوى جانب شفتيه بضيق ولم يعلق .. أردفت براءة بعد ثوان بحماس 
_ ايه رايك تصالحها وتتجوزها 
وقفت
أمام الباب تنتظر أي أحد يفتح لها حتى فتح أخيرا وظهر من خلفه رجل يبدو في الأربعينات لكنه مازال يحافظ على وسامته نظرإليها بإستغراب فأسرعت تهتف بتوتر 
_ ااء أنا آسفة لاني جيت من غير معاد .. أنا بدور صاحبة دينا وكنت عايزة اشوفها !
إبتسم لها بهدوء ثم أفسح لها المجال للدخول مرحبا 
_ اتفضلي يا بنتي انت مش محتاجة معاد عشان تجي أصلا .
إبتسمت له بدورها وسارت معه إلى الداخل متسائلة 
_ انت خالها صح 
أومأ برأسه مجيبا 
_ ايوة تعالي معايا عشان اوريك اوضتها .
تمتمت سريعا 
_ أنا جيت هنا قبل كده وعارفة مكانها ممكن اروحلها لوحدي .. لو مش هسببلك ازعاج يعني !
همست بجملتها الأخيرة بصوت منخفض وإحراج فنفى برأسه قائلا 
_ ولا ازعاج ولا حاجة اتفضلي البيت بيتك .
إكتفت بإيماءة صغيرة ثم تركته وصعدت سريعا نحو غرفة صديقتها .. طرقت بابها وإنتظرت قليلا حتى سمعت صوتها يأذن لها بالدخول .
دخلت
تم نسخ الرابط