رواية بقلم الكاتبه دعاء عبد الرحمن
المحتويات
ميراثه كله يا ماما كل ده مزور مفيش داعى للكلام ده يا ماما أنا اتأكدت من كل حاجة بنفسى. ظهر الإضطراب والتوتر على ملامح أحلام تابع ايهاب بحنق.
طبعا حضرتك مكنتيش متخيلة أنهم هيورونا الورق ده أبدا. مش عارف ليه. يمكن علشان مكنتيش متخيلة أن حد فينا يسأل عن الحقيقة. علشان زرعتى جوانا الخۏف منهم من واحنا صغيرين أفتكرتى أن محدش فينا هتجيله الجرأة ويروح يسأل ويدور ويطلع المستخبى. مش كده
قالت ايمان بخفوت الشهادة لله محدش چرح سيرتك قدامنا أبدا.
تنهدت بارتياح ثم قالت بغطرسة ومحدش أصلا يقدر يجيب سيرتى بحاجة
وبدون مقدمات توجه إيهاب لباب المنزل وفتحه وهو يقول بضيق أنا خارج شوية
جلست أحلام بين مريم وايمان وقالت لمريم أنا عاوزه افهم أيه الكلام اللى قلتيهولى في التليفون ده
ألتفتت إلى إيمان وهي تربت على يدها وهي تقول بغض النظر عن مقابلتك الباردة دى. لكن وحشنى طبيخك هتأكلينى ولا ايه
أبتسمت إيمان أبتسامة باردة ونهضت وهي تقول أنا أصلا كنت بخلص في الأكل قبل ما يوسف يجى. عن أذنكم
وذهبت للمطبخ. تناولت أحلام يد مريم وقالت تعالى نقعد في أوضتك...
جلست على طرف الفراش وهي تبكى وقالت بصوت متقطع مش هو اللى عمل يا ماما. أنت اللى عملتى
نظرت لها بحدة وقالت بتقولى أيه يا مريم.
عملته. ولا بمقياس الحړام اللى لو كنت مشيت وراه زى ايمان كان زمانى محترمة...
أنهارت أحلام على المقعد وهي تقول أنا كنت بحبك وعاوزاكى تبقى مبسوطة وزيك زى اصحابك
هزت رأسها نفيا وقالت يوسف معملش حاجة. يوسف هو اللى ستر عليا ووافق يتجوزنى.
ونظرت لها بتهكم قائلة شفتى بقى الناس اللى كنت بعتانى انتقم منهم وألعب على ابنهم وقلتى عليهم انهم سرقوا ابويا وخدوا ميراثنا. هما دلوقتى اللى ستروا بنتك. وعمى ضغط على يوسف لحد ما وافق انه يتجوزنى وماعرفش أى حد أى حاجة ولا حتى اخواتى. مفيش غيرى أنا وهو ويوسف بس. حتى مراته طنط عفاف مقلهاش حاجة وسترنى وستر سيرتى عن كل الناس.
قالت أحلام بذهول أنت بتقولى أيه واللى عمل كده متجوزكيش ليه وراح فين فهمينى
قالت مريم بسخرية لازعة هو اللى عاوز الحلال بيروح للحرام برضة يا ماما ولا حتى بيفضل لحد ما حد يجيبه يصلح غلطته. طبعا بيختفى ومحدش بيعرفله طريق مش ده المهم. المهم انك تعرفى عمى حسين وقف جنبى ازاى هو وابنه علشان تعيشى بقية عمرك تشكريهم وتحمدى ربنا انه رزقنا بناس زى دول يستروا عرضنا.
بكت أحلام لأول مرة بحياتها بمرارة شديدة وهي تتذكر ماكانت تنوى فعله وما كانت تخطط له لتأخذ مال ليس من حقها وفي نفس الوقت يستر هو ابنتها بكل شهامة ورجولة ويخفى الامر عن الجميع ويضغط على ولده ليتزوجها. ظلت تبكى وتبكى بمرارة حتى دخلت عليهم إيمان التي وقفت تنظر إليهما بتساؤل وقالت
بتعيطى كده ليه يا ماما
قالت أحلام بضعف مفيش يابنتى مفيش.
والتفتت إليها قائلة أحكيلى ومټخافيش أخوكى عاوز يطلق مراته ليه
نظرت إيمان إلى مريم التي كانت تنظر إلى امها ودموعها تنهمر في صمت شديد ثم أعادت النظر إلى والدتها وهي تقول
هي مريم محكتلكيش حاجة
ربتت أحلام على ظهرها وهي تقول يابنتى قلتلك قوليلى ومتقلقيش مني. أنا خلاص مبقاش مني قلق. مش عاوزه حاجة من الدنيا غير سعادتكوا وستركوا وبس.
أختلت أحلام بنفسها في غرفة إيهاب وهي تبكى على حالها وماوصلت إليه مريم بسبب سوء تربيتها وبسبب أهمالها لهم جميعا لماذا ظلت تلك السنين العجاف تكذب وتنمى فيهم كره أعمامهم بالباطل
________________________________________
وهي تعلم أن كلامها غير صحيح هل هو داعى الأنتقام الذي كان يسيطر عليها أم هو غبائها الذي أوقف عقلها في لحظة من اللحظات وصدقت كلام فاطمة وهربت بالأولاد.
عادت بذاكرتها سنوات طويلة وتذكرت لحظة دخول فاطمة عليها هي وعفاف ويظهر على وجههما علامات
متابعة القراءة