رواية بقلم الكاتبه دعاء عبد الرحمن
المحتويات
تمسك بغطائها وتتشبث به اقترب منها حسين مطمئنا ومسح على شعرها واحتضنها وهو يقول
أهدى يا بنتى أنا جنبك وأنت في بيتك اهدى...
نظرت له پألم وحسرة وهي تبكى تأوهاتها مزقت قلبه كما زادت من غضبه على نفسه وعلى ولده وهو يسمعها تقول بهستريا
أنا عاوزه اموت. أنا عاوزه اموت. موتنى يا عمى وريحنى
ظل يمسح على ظهرها بحنان وتنهمر عبراته بسكون وصمت كان كل ما يشغله هو طمئنتها وأخيرا وبعد أن سكنت قليلا قال بحنان
ساعدها في ستر جسدها بعباءته التي مازالت تلتحفها وأسندها حتى دخلت الحمام وأغلقت الباب خلفها تركت العباءة لتسقط أرضا وهي تمشى كالمنومة وفتحت صنبور المياة ووقفت تحت رزازه بما تبقى من ملابسها الممزقة القليلة المتبقية عليها نظرت تحت قدميها فوجدت المياة التي تغادر جسدها تتلون بلون دمائها فأغمضت عينيها وجلست تبكى تحت قطرات الماء والآلآم تنتشر في معظم نواحى جسدها ياله من ألم نفسى وجسدى يترك چرحا غائرا لا شفاء له مؤلمة هي الطعڼة التي تأتى من أقرب الناس إليك مرت أمامها ليلة أمس كشريط سينمائى يمر من أمام عينيها يزيد شقائها شقاء تذكرت كيف كانت تشعر بالخۏف من الظلام واطمأنت بمجرد أن استمعت إلى صوته لم تكن تتوقع أبدا أن يأتيها الغدر من حيث الأمان.
سيبنى يا يوسف ابوس أيدك ده انا بنت عمك. فوق يا يوسف انا مريم يا يوسف فوق.
كانت تشعر وكأنه آلة حديدية بلا روح بلا شعور وكأنه حجر بلا قلب ترددت بداخلها صدى كلماته التي قالها بصوت كالسكارى وكأنه في غير وعيه أنت متستحقيش غير كده. أنت متستاهليش الحب اللى حبتهولك يا حقېرة
أستفاقت من ذكرياتها على صوت عمها من الخارج يطرق عليها الباب بصوت قلق مريم انت كويسة يابنتى
قالت بصوت حزين في ضعف أيوا يا عمى.
وبعد قليل خرجت وهي تتسند إلى الجدارن وترتدى منشفتها الكبيرة ساعدها على الوصول
كمان. كمان عاوز تجوزهولى يا عمى عاوز تجوزنى اللى دبحنى. أبنك دبحنى يا عمى. ابنك دبحنى.
قال بتماسك وهو يحتضن كتفها أنا مش هجوزهولك علشان أكافئه أنا هعمل كده علشان الستر يا بنتى. الأول لازم يسترك وبعدين أنا هوريكى هعمل فيه ايه
قال بحنان متقلقيش الجواز ده هيبقى للستر بس. وبعدين يبقى يطلقك في الوقت اللى انت تحدديه.
ثم تابع في بجدية واسمعينى كويس في الكلام اللى هقوله ده. مش عاوز مخلوق يعرف اللى حصل. وانا هعرفهم انك عندك برد جامد وتعبانة. وكلها أسبوع واخواتك يرجعوا ونكتب الكتاب. هو طلبك مني وانا وافقت وانت كمان وافقتى سمعانى يا مريم
أومأت بضعف فنظر لها متفحصا ثم قال لو شايفة يا بنتى ان كده حقك ضاع وعاوزه تبلغى عنه بلغى. وأنا هشهد معاكى.
أشارت برأسها نفيا. فقال وانا أوعدك أنى اخلصلك حقك زى ماانت عاوزه واكتر.
أستيقظت عفاف من نومها وقامت من الفراش وهي تشعر پألم في عظام جسدها قاومت الإجهاد التي مازالت تشعر به منذ ليلة لم تجد زوجها بجوارها خرجت لتطمئن على عودة يوسف فتحت باب غرفته ونظرت إليه باطمئنان وهو نائم في فراشه لاحظت حبات العرق المتزايدة على جبينه فاقتربت منه لتمسحها فانتفضت على أثر حرارته المرتفعة حاولت أن توقظه ولكن لا يستجيب ويتمتم بكلمات غير مفهومة وهو يرتعش خفق قلبها بشدة وخرجت تبحث عن زوجها لم
________________________________________
تجده فقامت بالإتصال به وبعد عدة رنات أجابها فهتفت به .
أنت فين يا ابو عبد الرحمن
انا عند مريم فوق. أصلها كلمتنى الصبح وكانت تعبانة. تقريبا جتلها نزلة برد جامدة
قالت على الفور لا حول ولا قوة الا بالله. هي كمان ده يوسف كمان
متابعة القراءة