رواية بقلم الكاتبه دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


ماما وأنا لسه مش عارفة االماضى كان شكله

________________________________________
أيه.
أومأ ابراهيم برأسه موافقا لها وقال عين العقل يابنتى
تنهد حسين تنهيدة قوية وهو يقول أنا كنت عارف أن مسيركم تسألوا. وكنت خاېف من اللحظة دى
ثم نظر إلى إبراهيم
وكأنه يستشيره ماذا يقول وماذا يخفى فقرر إبراهيم أن يرفع عنه الحرج فبدأ بالحديث قائلا 

شوفى يا بنتى...
قاطعه حسين قائلا أستنى يا ابراهيم. قبل أى كلام لازم نبعت نجيب كل الدفاتر والمستندات علشان يبقى الكلام بالدليل.
أجرى حسين أتصالا بالموظف المسؤول عن حسابات الشركة بعد دقائق قليلة أتى الموظف بالمستندات المطلوبة ووضعها على الطاولة أمام إيمان كما أمره الحاج حسين وانصرف.
أشار لها حسين قائلا دى كل المستندات ومتأرخه. بصى على التواريخ وراجعى الحسابات وده العقد اللى أبوكى الله يرحمه مضاه بأنه أخد كل فلوسه وعمل تخارج من الشركة لما كانت لسه صغيرة وأخد نصيبه منها كله. وده أعلام الوراثة بتاع أملاك جدك الله يرحمه علشان ينورك أكتر. خدى كل دول معاكى وأعرضيهم على أى محاسب ومحامى تثقى فيه وساعتها هتعرفى الحقيقة.
أردف إبراهيم متابعا مفيش غير حاجة واحدة بس مش موجودة على ورق جدك الله يرحمه اشترى الأرض اللى مبنى عليها دلوقتى البيت الكبير لكن ملحقش هو اللى يبنيه بعدها على طول توفاه الله واكتشفنا أن الأرض خرجت من الميراث لأن جدك كتبها بأسمى انا وحسين قبل ما ېموت.
أكمل حسين وأوعى تفتكرى يا بنتى أن جدك ظالم علشان كتب الأرض بأسمى انا وابراهيم بس وأبوكى لاء. جدك ساعتها كان عنده بعد نظر وكان متأكد ان ابوكى هيسحب ورثه كله ومش هيتبقاله حاجة تعيشه وساعتها وصانى قبل ما ېموت اننا نبنى البيت ويبقى ده بيت العيلة الكبير ويبقى لاخويا علي الله وولاده نصيب في البيت بنصيبهم في الأرض. يعنى انتوا يابنتى عايشين في ملككوا مش ضيوف عندنا.
كانت إيمان تسمع وكأنها تشاهد فيلم أبيض وأسود وترى المشاهد أمامها فقالت بخفوت بس الأرض باسم حضرتك وعمى بس يعنى قانونا احنا مالناش حاجة فيها
أبتسم حسين قائلا أديكى قولتى قانونا. لكن ضميرنا عارف أن جدك كان نيتوا أن الأرض تبقى لينا أحنا التلاتة وجدك مربينا ومتأكد أننا مش هنخالفه حتى بعد ما ېموت جدك كان عاوز يجمعنا مع بعض بعد مماته زى ما كان جمعنا في حياته.
قالت ايمان وقد لمعت عينيها بالدموع بس ده مخالف للشرع
أومأ حسين برأسه موافقا صح يا بنتى الميراث بالذات لازم يبقى قانونى ومكتوب لأن النفوس والضماير بتتغير.
لكن جدك كان ده تفكيره ساعتها علشان يحافظ على الحاجة الوحيدة اللى هتبقى مجمعانا في بيت واحد ومكان واحد. وبصراحة هو كان عنده بعد نظر وكلامه اتحقق فعلا. أبوكى الله يرحمه أخد ورثه كله ودخل في مشاريع بعيد عننا وكلها خسړت ولو كان عارف أنه ليه حق في الأرض كان باعه هو كمان.
توترت إيمان وشعرت أن عقلها غير قادر على فهم كل هذه المفاجآت في آن واحد أنا مش فاهمة يا عمى ايه اللى يخلى بابا يبعد عنكم كده وياخد ورثه ويشتغل لوحده
تردد حسين فقال ابراهيم أمك هي السبب
وقعت الكلمة على أذنيها ثقيلة رغم أنها كانت تتوقع الكثير فقالت أزاى يا عمى أمى هي السبب
حسين ده تاريخ طويل يابنتى ملوش لازمة نفتح فيه دلوقتى...
ثم أردف ومعلش يابنتى ليا عندك طلب
إيمان أتفضل.
قال محذرا مش عاوز حد يعرف دلوقتى بحكاية حقكوا اللى في الأرض أنا هقولهم بنفسى بس مستنى الوقت المناسب.
أومأت برأسها موافقة وقالت حاضر يا عمى بس حضرتك وعدتنى تجاوبنى على أسألتى لكن جاوبتنى على سؤال الورث والفلوس بس ورافض تجاوبنى على الباقى
وأردفت في رجاء أرجوك يا عمى ريحنى. أنا عاوزه أعرف ليه أمى بتكرهكوا أوى كده. ايه اللى حصل بينكوا زمان ايه اللى يخلى واحدة تطلق تاخد عيالها وتهرب.
ثم أستدارت له بجسدها كله قائلة ياعمى احنا اتعذبنا أوى. أحنا عشنا في بلدنا زى الغرب بنخاف نقول أسمنها بالكامل بنخاف نجيب أسم عيلة جاسر على لسانا ماما كانت محسسانا أنكوا لو عرفتوا طريقنا هتقتلونا. وكانت مفهمانا أن أنتوا السبب في طلاقها من بابا الله يرحمه وكل ده علشان الورث اللى هو مالوش وجود أصلا. كنا عايشين مع جوز أم بنكرهه ومكنش لينا مكان تانى نروحه علشان كده أنا وأخواتى مكنش لنا غير بعض. كنا بنتحاما في بعض لحد ما ربنا من علينا وأحنا في ثانوى وجالهم شغل بره ومحدش فينا رضى يسافر معاهم وقعدنا هنا مع بعض نذاكر ونعتمد على نفسنا ونشتغل كمان علشان مكناش عاوزين قرش من جوز أمنا. ليه يا عمى أمى تشوفنا كده وتفضل تكرهنا فيكوا وتبعدنا عنكوا إلا اذا كان في سبب قوى. فهمنى يا عمى يمكن قلبى يهدى شوية.
ثم بدأت في البكاء وقد عادت إليها آلام السنين والذكريات السيئة نهض إليها حسين وبدأ في تهدئتها فأشار له
 

تم نسخ الرابط