رواية بقلم الكاتبه دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


ليه يا بابا
والله يابنى ده شىء طبيعى بعد الفكرة الغلط اللى كانوا واخدينها عننا
قال عبد الرحمن باهتمام أيوه بس المفروض أنك حكتلهم الحقيقة.
أجابته والدته عفاف قائلة الحقيقة دى من وجهة نظرنا احنا. لكن أكيد هما مش هيكدبوا أمهم ويصدقونا. خصوصا أنهم متربوش وسطينا وميعرفوناش أصلا
تنهد الحاج إبراهيم قائلا طب ووصلتوا لأيه في الآخر

قال حسين وهو يحرك برأسه بوقار بعد محاولات كتيرة أوى قالوا عاوزين فرصة نفكر ونستخير ربنا
نظر وليد إلى أمه فاطمة التي بادلته النظرات الساخرة وهي تمصمص شفتاها بتبرم مما يحدث بينما تكلمت وفاء قائلة.
طب أيه رأيك يا عمى نروحلهم أنا وفرحة ونتعرف عليهم ونتقرب منهم
قاطعها وليد بسخط تروحى فين وفيه راجل معاهم في البيت
قال الحاج حسين وقد استحسن الفكرة بسيطة ياخدوا معاهم يوسف أو عبد الرحمن أو انت تروح معاهم
قال وليد باستنكار أنا لالا انا مش فاضى يا عمى معلش
نظر حسين لى ولديه قائلا خلاص حد فيكم يروح معاهم
نهض إبراهيم قائلا بهدوء أنا هروح معاهم يا حسين. نفسى أشوف ولاد أخويا.
وفى اليوم التالى مساءا كانت أحلام تتكلم مع أولادها في الهاتف بانفعال شديد يعنى أيه مش عاوزين تروحوا تقعدوا هناك. أيه لعب العيال ده. شوية عيال زيكوا هيمشوا كلامهم عليا ولا ايه
زفر إيهاب بنفاذ صبر وقال يا ماما أهدى شوية مش كده. أنت حتى مش عاوزة تسمعينا
صاحت پغضب أنا سمعت كتير وياريتنى ما سمعت. أسمع يا واد منك ليها. هتروحوا يعنى هتروحوا ومش عاوزة كلمة تانية.
رد إيهاب بانفعال أكبر ولو قلنا لا
شعرت أحلام أنها لو انفعلت مرة أخرى ستفقد تأييد أولادها لها فقررت تغير طريقة معاملتها معهم بدلت نبرة صوتها ونسجتها بالشجن والحزن وقالت.
وأنا اللى قلت أنكم بتحبونى وبتسمعوا كلامى وأكيد مش هترفضولى طلب يا إيهاب. وبعدين يابنى دول عمامكم برضة. يعنى مش هتقعدوا عند حد غريب. يابنى انتوا ليكوا حق عندهم يعنى مش هتقعدوا عاله عليهم. ده كله من خير أبوك. يعنى هتعيشوا في ملككم زيهم بالظبط
هدأ إيهاب قليلا ثم قال أيوا يا ماما بس حقنا ده محدش هيعترف بيه أبدا. يعنى هنفضل في نظرهم عاله.
قالت بهدوء شديد لا يا حبيبى أنا متأكدة ان عمك أتغير. ولو مكنش اتغير مكنش جالكم بعد ما قرا الجواب وطلب تعيشوا معاه. وطالما اتغير يبقى لما تعيشوا معاه ويعرفكم كويس ويحبكم ضميره هيصحى وهيرجعلكم فلوس ابوكم الله يرحمه.
قالت كلمتها الأخيرة وهي تغلفها پبكاء مصطنع مما جعل حنقه يتراجع وهو يسألها أنا نفسى أعرف يا ماما أيه اللى خلاكى تبعتى الجواب ده بعد السنين دى كلها. ليه فجأة كده عاوزانا نرجعلهم. مش انت اللى كنتى بتنبهى علينا ان محدش منهم يعرف طريقنا واننا نبعد عن أى حاجة اسمهم عليها حتى.
قالت ببعض الحماس ده كان زمان يابنى. اه كنت خاېفة عليكم من أذاهم احسن يطلكوا زى ما طالنى لما كنت عايشه وسطهم. لكن من فترة كده سمعت انهم رجعوا لربنا وبقوا يعملوا خير كبير وبقيت اسمع عن أعمالهم الخيرية. قلت يبقى خير اعرفهم طريق ولاد اخوهم يمكن ضميرهم يصحى ويرجعوا مال اليتمه اللى نهبوه زمان وأهو برضة نبقى خدنا ثواب صلة الرحم.
لم يشعر إيهاب بالصدق في حديث والدته ولكنه لم يتجرأ على القول بهذا نظر إلى أختيه إيمان ومريم التي كانت تتابع الحديث بشغف ثم ألقى سماعة الهاتف إلى إيمان قائلا
خدى كلميها
أعادت أحلام عليها نفس الكلام بشجن أكبر حتى قالت إيمان خلاص يا ماما هنستخير ربنا ونرد عليكى.
أشاحت أحلام بوجهها بعيدا عن سماعة الهاتف حتى لا تسمع إيمان صوت زفرتها التي زفرتها في ضيق ثم رسمت ابتسامة على شفتيها لتخرج كلمات مناسبة من بينهما وقالت
طبعا يا حبيبتى لازم نستخير ربنا قبل أى حاجة وإن شاء الله ربنا هيدلكوا على الخير
أعطت السماعة لمريم التي اكتفت بالسلام والتحية فقط
وقبل أن تغلق الخط قالت لها أمها
مش هوصيكى بقى يا
مريم. ماشى
قالت مريم بتوتر ربنا يسهل يا ماما.
جلس الثلاثة في حلقة نقاش وتشاور حول الأمر حتى سمعوا طرق على باب الشقة أرتدت إيمان أسدال الصلاة وتوجه إيهاب ليرى من الطارق كانت مفاجأة أخرى له ولأختيه عندما علموا أن الزائر هو عمهم إبراهيم وفي صحبته عبد الرحمن وفرحة ووفاء. أخذ الحاج إبراهيم إيهاب بين ذراعيه وربت على كتفه وهو يقول
ماشاء الله اللى يشوفك يقول عليك أبوك وهو صغير الله يرحمه.
تراجع إيهاب ليفسح المجال ل إيمان ومريم ثم أبتسم ل عبد الرحمن وصافحه أستدارت إيمان بعد مصافحة عمها والسلام على فرحة ووفاء وفوجدت بعبد الرحمن يمد يده إليها بالسلام وهو يقول مبتسما
أنت إيمان توأم إيهاب مش كده
أبتسمت أبتسامة خفيفة وقالت أيوا انا
ثم نظرت إلى يده الممدودة وقالت بنفس الأبتسامة الخفيفة آسفه مبسلمش.
كانت تتوقع منه رد فعل متوتر أو غاضب ولكنها وجدته يبتسم ويهز

________________________________________
رأسه متفهما وقال ولا يهمك
ثم ألقى التحية
 

تم نسخ الرابط